20

175 8 4
                                    

في قلب الغابة الكثيفة والمعتمة، وقفت هيلين وجونغكوك محاطين بأشجار ضخمة تبدو وكأنها تتلاعب بظلالها لتخفي الضوء القليل الذي يتسلل من بين فجواتها. كان الهدوء ساطعًا، مما زاد من توتر اللحظة التي وجدا فيها الحقيبة خالية من الخريطة التي ستوجههما لينصدما بشدة و ينظرا الى بعضهما البعض بعيون واسعة مرتبكة قال جونغكوك بغير التصديق " انا متأكد اننا وضعنا الخريطة في الحقيبة قبل انطلاقنا "
ردت هيلين " اجل ! اتذكر أننا وضعناها في الحقيبة بعد ان استلمناها مباشرة " زفر جونغكوك الهواء بانزعاج ليقول و هو يشد على قبضته " لقد اخذ احد ما الخريطة عندما كنا ملتهين اللعنة!! ... ما الذي سنفعله الان ؟، لقد تجاوزنا الخط قبل ان ندرك حتى "
هيلين قالت محاولة محو توتره و انزعاجه الشديد " سنجد الطريق لا بأس هيا لنسر "

جونغكوك، الشاب الشجاع والواثق، حاول أن يظهر ثقته أمام هيلين لذلك حاول جمع شتات نفسه لانه لاحظ ارتباكها و خوفها ليحاول تهدئتها باظهر نفسه كشخص مسؤول رغم الارتباك الداخلي والخوف المتزايد، لكنه لم يظهر ذلك بوضوح. هيلين، التي كانت تتخيل أسوأ السيناريوهات في ذهنها كونها على علم بالخنازير البربة المتواجدة في الغابة ، شعرت الهلع لدرجة أنها لم تستطع إلا التشبث بمعصم جونغكوك الذي ابتسم بخفية من تصرفها و رفرف قلبه بشدة .

وبينما كانت الأفكار تتلاطم في عقولهما، وجدوا أنفسهما عالقين في لحظة حاسمة، حيث تبدو الغابة أكثر غموضًا من قبل . وفي ذلك الوقت الحرج، بدا جونغكوك يحمل ابتسامة خافتة تعكس إعجابه بالوقت الذي جمعه بهيلين  بينما كان يشجعها و يدردش معها من حين لآخر و يمازحها لينسيها الخوف، مما أعطى هيلين دفعة من الثقة والقوة النفسية لمواجهة الحادث .

و أثناء سيرهما في الغابة المظلمة، تعمقت حالة الدهشة والحيرة في نفوس هيلين وجونغكوك، حيث تلاشى الوقت كالرمل بين أصابعهما، والظلام يلتف حولهما كالثوب الأسود. لم يكن هناك مسار عائد، والشكوك تتغلغل في عقولهما. توقف جونغكوك فجأة ونظر حوله بتركيز، مشيرًا إلى أنه من الأفضل التوقف والتفكير بوسط هذه الغابة الساحرة. اقترح الجلوس تحت شجرة كبيرة تمتد أغصانها كالأذرع الحانقة، ليجدا قسطًا من الراحة والوقت للتأمل. في لحظة من القلق، سأل جونغكوك هيلين عما إذا كانت خائفة، فأجابت بشجاعة ولكنها اعترفت بخوفها من الظهور المفاجئ للخنازير و لكنها مرتاحة من كونه بجانبها ليحميها ،  اندمجت ضحكاتهما معًا، وفجأة سمعت هيلين صوت معدة جونغكوك الجائعة، مما أثار ضحكها وجلب الابتسامة إلى وجهيهما في تلك اللحظة المثيرة لتخرج من حقيبتها بعضا من المأكولات الخفيفة و تقدمها لها .

اما في مكان آخر :

وصل الطلاب جميعا الى الساحة بعد انتهاء المسابقة و كان بعضهم منزعجا من عدم ايجادهم لأي علم بينما سارانغ و تايهيونغ قاما بايجاد علم واحد ليقول تايهيونغ بعبوس " من الواضح انني خسرت و الفائز هو من يحمل علمين " اكملت سارانغ " ماذا ان حصل كل رفيقين على علم واحد فسنكون ثلاثتنا فائزين اليس كذلك ، رفاق من حصل على الاعلام " و كانت ردودهم جميعا سلبية لينظر كل من سارانغ و يوجين و تايهيونغ جيمين و جيهوب الى بعضهم البعض ثم قالو في نفس الوقت " اين هيلين و جونغكوك "
يوجين بقلق " انا سعيدة بفوزهم من الواضح ان العلمين بحوزتهما و لكن أينهما ؟ "
تايهيونغ " ااااخ دائما يجعلني جونغكوك قلقا بشأنه و الان هيلين أيضا ان حصل أي مكروه لها لن ابقى صامتا له "
جيمين " انه ليس وقت هذا الكلام ايها العاشق الولهان "
جيهوب ممزاحا " انه ذلك الطرف الثاث الوسيم في الدرامات هههه " بدأ الجميع بالضحك قبل ان يرمقهم بنظرة حادة و يصمتو
جيهوب " دعونا لا نقلقىسيصلون في أي لحظة ربما هما فقط بعيدين "
يوجين " اتمنى ذلك "
سارانغ " تعالو لقد تعبنا جدا لنقم باحضار بعض المشروبات للجميع "
جيمين " ابقو هنا انتم سأذهب برفقتها " (ذهبا معا )
يوجين " ما الذي يحدث هنا ممممم "
جيهوب " يبدو انه موسم الحب هههههه "
يوجين " متى سيحين وقتي يا ترى "
جيهوب بابتسامة جميلة " ربما قريبا او ربما فارس أحلامك قريب جدا انتي فقط لا ترينه "
يوجين " احب طريقتك في الحديث للغاية اتعلم ذلك انك تبعث طاقة ايجابية من حولنا ايضا "
جيهوب بخجل و فخر " اشكرك ههه " .

و بمرور الوقت بدأ الامر يأخذ منحىً دراميًا مختلفا، حيث بدأت الشكوك تنمو في قلوب الحضور. ومع ازدياد التوتر وتبدل الأجواء، بدأ الجميع يشعر بالقلق حيال مكان جونغكوك وهيلين. وسط هذا الهمس والصمت المريب، كانت يونا تبرز بابتسامتها المشرقة، ما أثار استغراب الرفاق و انغماسهم في بحرٍ من الشكوك.

ومع مرور الوقت، تلاشى النور وتعاظمت الظلمة حول الغابة، وارتفع صوت الرياح المخيفة مصطحبًا معها أصوات غامضة تهز الأشجار. وفجأة، بينما كان الجميع ينتظر بفزع، جاءت الصدمة الكبرى من طرف الاستاذ " جونغكوك وهيلين قد تاها في أعماق الغابة" صاح بقلق شديد  ما جعل الجميع ينغمسون في بحر من
القلق، متسائلين عما إذا كان بإمكانهم العثور عليهم وسط هذا الظلام المخيف الذي يلف الغابة بأكملها. و كان معظم الطلاب رافضين في دخول الغابة خوفا من الخنازير مما جعل اصدقاء هيلين و جونغكوك منزعجين للغاية لتغمر تايهيونغ فجأة فكرة جيدة " صحيح اننا نملك مسدسا يطلق شعلة ملونة الى السماء "
يوجين " صحيح ! كدنا ننسى لنقم باطلاقه فورا ان رأوه سيفعلون المثل و يقودونا نحوهم باطلاقهم الشعلة ايضا "

عودة الى هيلين و جونغكوك :

كانت الليلة باردة ومظلمة، وسط همس الرياح وأصوات الحيوانات البرية في الغابة. شعر جونغكوك وهيلين بالنعاس يغلبهما تدريجيًا، فقررا جمع أوشحتهما معًا ليتدفئا بها. وبينما كانا يحاولان مقاومة النعاس الشديد، سمعا صوتًا مألوفًا يدفعهما ليرفعوا أنظارهما.

لم يمر وقت طويل حتى رأوا خنزيرًا يقترب منهم بسرعة، فاندفعا بالركض بينما كان الخنزير يلاحقهم. صراخ هيلين  جذب المزيد من الخنازير، مما زاد الفوضى والهلع. و لكن لن ننكر حماسهم في الركض و الضحك المتواصل و هما يركضان من الخوف ايضا ، وفي لحظة اليأس و التعب لم يجد جونغكوك سوى شجرة سهلة الصعود امامه

بجرأة وسرعة، رفع جونغكوك هيلين ليصعد خلفها في اللحظة الأخيرة، وفيما وصل الخنزير لهم، بدأ  في ضرب الشجرة برأسه لهز الشجرة بهما و كان كل من هيلين متمسكين ببعضهما بقزة خوفا من الوقوع و بعد دقائق رحل الخنزير بنفسه و لحقت به الخنازير الاخرى ليزفرا كل منها الهواء براحة لينظرا الى بعضهما البعض و يبدأ الضحك على حالهم بقوة .

" عطشت كثيرا من الركض " قالت بيما تسعل قليلا ليخرج جونغكوك قارورة ماء من حقيبته و يساعدها على الشرب و يشرب بعدها هو أيضا و في هذه اللحظة و بسبب علوهما فوق الشجرة استطاعو لمح الشعلة الحمراء التي أضاءت في السماء .

رأيكم في الفصل ؟ و كيف تتوقعون سيخرج جونغكوك و هيلين من الغابة و هل سيستطيع اصدقائهم مساعدتهم ؟

المرجو التصويت للفصول  و دعمي رجاء و ليس أمرا .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Pyramid Jeon Jungkook  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن