الفصل الثامن

31 8 6
                                    

الفصل الثامن : عائلة من السحرة!
كانت الغابة مظلمه بسبب بأشجارها الكثيفة مع أني دخلتها نهاراً، أخذت بضع خطوات بحذر شديد خطوة ثم خطوة رأيت حذائي وهو يُطبع على أرض الغابة وطينها دخلت بين الأشجار الكثيفه فلتصقت بي شعرت بضيق في التنفس كاد ان ينفجر رأسي رائحة العطن في كل مكان، تساقط المطر من جبهتي على الارض كل شيء خانق وموحش رأيت أشجار منقوش عليها ملامح بشرية وأشجار عليها الدم!، وأشجار أخرى تصيبك بوحشة في القلب كل شيء جاف ومليء بالطين والدم الجاف الحشرات فقط هي من تستطيع التنفس هنا
وربما كلها حشرات ليليه، بعد نصف ساعة والحمدلله أني لم أمت، رأيت نوراً بعيداً في الغابة  ركضت نحوه بخطوات سريعة وتطبع على الأرض بصمات حذائي أكثر وأكثر، لا أعرف ما حدث فقط رأيت نفسي أحلق ثم خبطت رأسي في جذع الشجرة!، اعتقد اني ظللت معلقاً لساعات كادت ان تبتر قدمي التي تم ربطي منها في الشجرة، استيقظت على العدم سمعت أصوات لم ادري من أين مصدرها ولم أرى اي شيء أعتقد اني فقدت الرؤيا والسمع، لكن بعد وقت مر علي كالقرن وضح كل شيء، انا مكبل من يداي في شجرة ترتفع قدماي عن الأرض كمسجون في أحدى سجون بشار الأسد، انه اسوء تعذيب، عندما فتحت عيوني كانت هي اول من رأيتها إمرأة عجوز أمامي تجلس على كرسي خشبي هزاز، عندما رأتني ضحكت بأصوات عالية قادرة على ان تدمر الشجر والغابة ظننت لوهلة اني رأيت عصفورا يسقط من السماء بسبب ضحكتها، لقد كان ظني في محله وقع عصفوراً ميتاً على يديها، ادخلته على الفور في فمها وتناولته في لقمه واحده، بسبب صوتها المرتفع خرج رجل من المنزل الخشبي الذي كان خلف العجوز وهو يركض بسرعه كان رجل ممتلئ الجسم، املس الذقن ربما هو عقيم او يحلق ذقنه بالموس كعاده عصرنا، قال للعجوز بنبرة ليست بها شعور نبرة حماسيه فقط ولا أعلم سبب حماسه : لقد أفاق يا لقد أفاق يا أمي..
ضحكت امه العجوز واخرجت زجاجه من جيبها بها سائل لزج أدركت ذلك عندما اجبرتني على تجرعه وفقدت الوعي..
استيقظت على صوت حفر ورجل مرهق كان هو ذلك الرجل أيضا كان يحفر تحت شجرة بجانبي
صرخت بصوت عالٍ عسى ان يسمعني احد : ايوجد احد في الغابه اغيثوني
لكني تفاجئت بأن صوتي مكتوم نظرت لاسفل لم يكن كل شيء واضح في الليل رأيت شيء بني يغلق فمي لكنه خفيف لا أشعر به وقوي لا استطيع اختراقه
.. انتهى ذلك الرجل من الحفر وكان ممسك بمصباح نور عتيق سمعت خطواته المتعبه الثقيله وهو يتجه الي قرب وجهه البدين السخيف لوجهي!
قال فأشممت رائحة فمه الكريهه : الخيار خيار أمي أندفنك ام نختبرك وفي الحالتين ستموت لا تحاول كسر غصون الشجرة التي تقيدك لأنها ستزداد قوة..
ركض بوزنه الممتلئ للمنزل، رأيت ظله من النافذة هو وسيده تجلس على الكرسي هي بالتأكيد امه التي رأيتها سمعت صوته يتشاجر معها وقال لها يا أمي نريد أن نستفيد منه وهو حي كي يعطينا طاقة أكبر
ثم اتى إلي هو وامه كان يحمل كرسيها الخشبي وهي تمشي أمامه على عكاز تلك العجوز القصيره البدينه،
جلست امامي ووقف هو بجانبها، اتت بكتاب مخبئ في ملابسها وقالت لي بصوت جاد : قول ما اسمك؟!
قلت سريعاً: أسعد
قالت في حسم : أسعد إبن من؟
قلت : أسعد ابن فريد وامي ليلى
فاجئه رأيت ملامح ذلك العجوز البدين تتغير
لكن امه لم تهتم وشربت من مشروبها اللزج في زجاجتها وقالت بعض الطلاسم وابنها متجمد في مكانه
بعد أن انتهت ارتعشت وحلق جسدها عن الكرسي بعض الشيء وقالت بصوت أخر مختلف : أنه اختبارك إن تنصر الشر نصرناك وانت تفعل الخير ترصدنا لك
ثم بدأ يسود كل شيء امام عيني واخر ما سمعته كان ابنها وهو يقول : انا خادمك المخلص يا أمي

مُقتلِع الزهور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن