الفصل السابع

33 10 5
                                    

التحول الذي لا أفقه فيه شيء:
لقد ماتت جدتي، الله يرحمها. الكل علم بذلك، والكل شعر بالحزن. صلى الجميع عليها وطلبوا لها الرحمة. ماذا بعد؟ كانت فؤادك، قلبك، معلمتك، كانت أطيب إنسانة هي. الآن أصبحت خائفًا، تركب تاكسي بجانب السائق وتتعرق. مما تخاف؟ بالطبع، تخاف من الموت؛ كل شيء أصبح ممكنًا، الموت بالنسبة لك أصبح ممكنًا في أي وقت.
أصبحت هوايتك الأكل والنوم. عند الحزن الشديد، يتجه الإنسان لعدم الأكل، ولأنك تخشى الموت بسبب سوء عملك، فأنت تتجه لكثرة الأكل. لماذا تنام؟ في الواقع، أنت لا تنام إلا دقائق. معظم وقتك على السرير مغمض العينين ولا تنام. عندما تستنشق رائحة الأمل بسبب حلم رأيتها فيها، تدرك أن روحها تركض في سلام. لقد كانت جدتك سميّة بمثابة أب وأم لك. تحزن لأنها كانت تسيء فهمك؟! من في هذا الكوكب لا يسيء فهمك؟ ليست المشكلة فيها بل فيك، وأنت تدرك ذلك. أنا أحاورك الآن يا نفسي، اعتبرها رسالة من نصفك العاقل لنصفك العبثي.
أنا أنام وأستيقظ فقط لأداء الصلاة، كانت صلاة الفجر. لا يوجد أحد غيري في المنزل. أمشي بضع خطوات في البرد القارس، أقابل زميلي محمد حماد الذي اكرهه لا أعلم لما ولا يهم لقد كنت اكرهه كالموت. بعد الصلاة يخبرني عن عزيمة أكل وشرب فأرفض. ماذا بعد؟ عندما تنتهي من الصلاة تسبح ربك، ثم تخرج من المسجد، تنظر لقطيع الكلاب غير خائف لأول مرة. لم يعد يهمك أي شيء.
فطوري أصبح حلاقة شعري بالموس. أكرر كل أخطاء المكتئبين من قبلي. ربما سينبت شعري وهو جاف. لا يهم، كف عن الهراء. أجيال قد هُزمت قبلي وستُهزم أجيال بعدي، فلماذا يا أمي يكسوني العار وحدي؟
اعلم ان امي لم تأتي للمنزل الا بعد يومين احمل سر جدتي والغابه بجانبي وأخي ليس في المنزل ماذا انتظر؟ علي ان اتشجع لو لمرة في حياتي سأدخل الغابة ماذا سأخسر ستنمي مهاراتي وستنمي روحي الغابة مكان للخواء وجداول الماء للوضوء
وحشرات سامة وثعابين ربما يقرصك أحدهم وانت تصلي وتموت وانت ساجد؟ ستحرر خالك وستصبح البطل ستحرر عروستك وستصبح الرجل الذي تزوج في عمر الـ١٦ عام
توضأت وارتديت جورب كبير كي امسح عليه أثناء المغامرة لبست شورت اسود وقميص اسود قديم ولم اسرح شعري لانه لم يعد موجوداً!، انظر لوجهي في المرآة انفي الصغير العريض قليلا لوني القمحي أصبحت اصلع اسناني الضعيفه عيني السوداء الحوراء والهالات السوده تحت عيني ورموشي وشفتاي المرسومه، انا احب شكلي طوال عمري وانا مقتنع به
وعندما أصبحت أصلع اعتقد انني أقرب لسفاح او رئيس دولة عربية، اخرج من بيتي بعد إتمام اغلاقه أخبر امي اني ذهب لبيت صاحبي عن طريق رساله نصيه ثم أغلق النت، امشي على ورق الخريطة خائفاً فعلى الخريطة كلنا أغرابُ، تنظر لي الناس في رعب ورجفة، احمل على ظهري شنطة زرقاء بها مصباح وعلبة تونة ومياة للشرب ومياة للوضوء
ربما سأصبح مثل الشرطي الذي اصيب بإنهيار عصبي وهو يبحث عن رهف، لايهم سأفعل ما سأفعل من أجل نفسي.. نفس الجدار الذي اختفت بسببه رهف اتسلقه لاجد الغابة تنتظرني!
يتبع...

مُقتلِع الزهور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن