، أنقطع المشهد ورأيت مشاهد سريعة مرت أمامي
الأول، أبي مصلوب في الغابة يظهر عليه النحافة
ومغطى بالعسل
بدون ملابس تقريباً،
المشهد الثاني، رأيت خالي وكان رجلاً في أواخر العقد الثالث من عمره
أصلع الرأس
لونه أبيض وهزيل،معلق بين شجرتين من يديه ومرتفع عن الأرض
ينظر لوالدي وجهاً لوجه وتعابير وجهه تكشف عن كل التعذيب الذي تعرض له
طعنه والدي عدت طعنات بالسكين في كتفه
هشم ذراعه تقريبا
وجعله يشرب من شيء غير واضح لي شرب خالي
بلا أي مقاومةالمشهد الاخير،
كان ابي يحفر في جذور شجرة
ثم وضع فيها جثمان خالي المغلف بملائة بيضاء
غارقة في الدم الطازج...
أعتقدت انه قتلة فبكيت بلا دموع لان ليس للسراب دموع..بعد أن ردم عليه الطين خرجت من جذور الشجرة
زهرة حمراء اللون قال أبي فارحاً بصوت عالي:
الأن أنتهيت منك فقط عندما أشاء وأقطع تلك الزهرة لن تنبت روحك مجدداً،
أنقطع المشهد مرة أخرى،فاصل من الظلام ثم ظهر ظلام الماضي
، كان ابي وامه *دعاء* جالسان
على كرسيان من الخشب مطرزان بالقصب، أمام شجرة الدم، قالت له ممازحة أياه : تتذكر عندما كنت ترفض أن تصبح شامان؟!
ونغزته في كتفة،
قال ضحكاً: لقد كنت طفلاً يا أماه الأن أصبحت الشيطان قاهر احلام البشر ومحطم امالهم انا حكم الاعدام المؤجل للكل والكل سأدفنه في الشجرة المقدسة، ثم أكمل،
هؤلاء لا يستحقون الحياة جميعهم فسدة جيل فاسد هم وجيلي والاجيال التي تليهم..ثم ظهر امامه من العدم كائن أزرق اللون أعور يشبه البشر،
فبدأ أبي بالرقص والتشنج واحتساء الشراب من زجاجتة
قامت أمه العجوز دعاء من كرسيها متجهة لشجرة الدم وكانت قد أنبتت أمامها زهرة أخرى
أورجوانية اللون، لكنها كانت تقطر الدم..غطست جدتي دعاء إبهامها في الدم وكتبت به على الشجرة ر هـ ف
الان أتضح لي الأمر، كل مكروه حدث لي بسبب دعاء وابنها، ربما انا ثالث المدفونين الان في جذور شجرة الدم.. إذاً لماذا لم أرى رهف أو خالي أحمد للان في هذا العالم الغريب ؟! لا أعلم...
خرجت سريعاً من نافذة الماضي السحرية مرتطماً بالعشب الأخضر زاهي اللون
رأيت الغزال نائماً أمامي هو وفي كالكلب، ما أن سمع صوتي حتى أستيقظ ولعق كفي في حب..وقال متسائلاً: أخبرني بما رأيت أو تعلمت؟!
قلت له في شرود : تيقنت الآن أن أبي وأمه هم ساحرا الغابة، أكملت، هم من سجنوني هنا ربما سجنوا معي حبيبتي رهف وخالي أحمد
قال في تفهم : رباه!!.. لا تقلق سيكون كل شيء دائماً على ما يرام لانك مسلم مؤمن، ثم أكمل بعد دقائق،
أوصف لي أباك وجدتك
قلت له في حيرة من سؤاله: هو ممتلئ مثلها قصير مثلها مطيع لأمرها شعره أبيض مجعد ويسكنا في بيت وسط غابة مدينتنا
قال لي مستفسراً: ما أسم مدينتك؟
أخبرته بها، فقال لي في غيظ : جدتك وأباك هم من سجناني هنا
أتمنى أن لا تصبح مثلهم يا أسعد..وأبتعد عني بضع خطوات خائفاً مرتعباً
قلت له في حزم : أقسم لك أني لن أخرج من هذا العالم إلا لو حررت روحك الطاهرة وخرجنا سوياً للواقع، وأحتضنته..أخبرتة برغبتي في الأكل والنوم لاني غارق في التعب، أتذكر فيما بعد أنني سألته كم أخذت رحلتي من العالم الغريب إلى عالم الماضي قال لي سنة!!..
مضيت خلف الغزال يرشدني عن مكان للمبيت،
تخطينا السهول الخضراء سوياً
عبرنا الأنهار وشربنا منها وأكلنا سمكها سوياً
غطسنا في الوحل عن غير قصد سوياً
كل تلك المسافة كي أرتاح قليلاً
وقعت في الأخير على الأرض غارقاً في نومي فحملني على ظهره وأكمل الطريق...
كان أخي الذي لم أحصل عليه لأول مره شعرت أن لي سند وضهر صاحب حقيقي عكس البشر،أستيقظت من سباتي لأجد رجلاً لونه أخضر وأصلع
قبيح رأحتة نتنة منتنة
انفه عريض تذكرت برنامج الرسوم المتحركة
أنه غول!!!!!!
يتبع....
أنت تقرأ
مُقتلِع الزهور
Fantasy**في عمق غابة غامضة وسحرية، يكتشف الشاب أسعد، الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، أسرارًا غير عادية تدور حول الأزهار والنباتات المدهشة. عندما تبدأ الأحداث الغريبة في محيطه، ينطلق أسعد في رحلة مليئة بالتحديات لاستكشاف هذه الأسرار وفك طلاسمها.** **خل...