الفصل العاشر

37 8 6
                                    

الفصل العاشر : فريد والدي الحزين

أكملت طريقي في العالم الجديد الذي انتقلت إليه لم أشعر بتعب حتى مع كثرة المشي كل شيء كان هادئاً صافياً لونه أخضر ومشرق، رأيت جدول ماء آخر بجانب الشجر والطير تشرب منه كأنه لبن أمهم، رأيت غزالاً وحيداً يشرب معهم وكانت الدموع تنهمر من عيونه. اقتربت منه في بضع خطوات بطيئة كي لا يهرب مني بالفعل لم يهرب ولا حتى الطيور هربت.

قلت له: "ماذا بك يا غزال؟" ومسحت دموعه بكف يدي. تفاجأت أنه حرك فمه ليتحدث فقفزت بعيداً عنه. قال: "أنا مُعذب، اصطادتني ساحرة وابنها وأتوا بي إلى هذه الأرض منذ سنة وحتى الآن لا أستطيع الهروب. أظن أنك لاحظت أنني غزال لست ككل الحيوانات هنا، يظهر علي أني لست من هنا."

اقترب مني وأنا ساقط على الأرض ورفعني برقبته من على الأرض وقال: "لا تخف، أنت أيضاً يظهر عليك أنك لست من هنا؟!" أكدت صحة كلامه وحكيت له قصتي كلها من الألف إلى الياء. قال لي: "أتعلم، نسيت ما اسمك؟" قلت له في فرح: "أسعد بن فريد."

قال لي في بلاهة أيضاً: "أنا لدي خاصية تعلمتها من إحدى الطيور هنا. قالت لي لأنك غزال طيب ولم تؤذي أحداً في حياتك ولأنك ضيف على عالمنا تستطيع رؤية نوافذ من عالم الواقع!!" قلت له في صدمة: "كيف هذا؟!" قال لي: "انظر"، ثم أشار برقبته ناحية اليمين. رأيت عدة نوافذ، رأيت في نافذة منهم رجلين وامرأة عجوز تشبه تلك الساحرة التي اختطفتني. ركزت قليلاً فاكتشفت أيضاً أن رجلاً من الرجلين يشبه ابنها ولكن كانوا في شبابهم.

قلت له: "وما هي الفائدة من تلك النوافذ يا غزال؟" قال لي في حزم: "إنها مسؤولية. لو أردت أن تدخل نافذة منهم وترى الأحداث التي تدور فيها فأنت قادر على ذلك تماماً والله أعلم بصحة أحداثها."

قلت له في حسم: "سأدخل تلك"، وأشرت عليها. قال لي: "اركض ناحيتها بسرعة وستدخل. سأنتظرك، أنا لست خائفاً عليك لأنني دخلت لإحداهم ولم أمت، ولكن تذكر يا أسعد..." ثم أكمل في حزن وقهر: "إنها مسؤولية قد تسرق منك حياتك وتقضي ما تبقى من عمرك في هذا العالم مثلي، أنا ما عادت لدي أي فرصة للتحرر." ثم بكى.

احتضنته وهدأته. قلت: "إنه قدرنا يا غزال، سأجرب كل الطرق من أجل الوصول للواقع ومحاربة كل الأشرار." وبكيت أنا وهو.. قلت في نفسي : انها الحرب قد تثقل القلب ولكن خلفي عار العرب لو لم أنجح في الهروب منهم وانقاذ امي من سجن حزنها
...
يتبع

مُقتلِع الزهور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن