صُدفتان|02

70 8 0
                                    


اغمضت عيناي لم اعلم اهو استسلام مني لموتي ام انني رأيتها فرصة لانتحر وانتهي من مهزلة حياتي

ولكني ارتطمت بالأرض بعدما احسست بيد شدتني بقوة

"تبًا.... كانت فرصتي لأتخلص من حياتي المقرفة لماذا ساعدتني؟"

لم اسمع ردًا فرفعت عدستاي لأرى عينان جميلتان يخرج منها وهجً اخضر مذهل لم ارى مثله من قبل يكفيني النظر لعينيه لأشعر انني داخل بستان كبير وجميل

رغم اننا في الليل الا ان انارة الطريق كانت كافية لاظهار لون عينيه الخلاب

بعدها استفقت من صدمتي بما حدث اثر نظرته الباردة لي قلت له متأسفة

"شكرًا لك انا اعتذر على تصرفي الطفولي لقد شردت في تفكيري في منتصف الشارع ولم انتبه او اشعر بشيء الا عندما ظهر ضوء تلك السيارة المسرعة"

استدار يعطيني ظهره قائلًا بهمس "لا بأس"

"ماذا هل انت من النوع الخجول؟ "

ادار رأسه ناحيتي وهو ينظر لي بجحوظ "عودي لذلك الشارع وقفي في وسطه لعل سيارة اخرى تصدمك وتموتين "

م... ماذا؟؟!!

هل هذه هي طريقته ليخفي خجله

يالها من طريقة ملتوية

انفجرت ضاحكة لما قاله ثم نظرت له وانا امسح دموعي التي نزلت اثر الضحك

تفاجأت لاتساع عيناه وكأنه لاول مرة يرى شخصًا يضحك

ثم عادت تعابير وجهه للبرود

" ما المضحك؟ "

" انت"

" ا... انا مضحك؟ "

"نعم"

قلتها وانا انظر له مستغربة من تفاجأه بهذه الكلمة كانها لم تتوجه له من قبل

جاءنا صوتٌ خشنٌ من بعيد "هوارد انتظر لا تتشاجر مع الفتاة"

كان شابًا طويل القامة ذو شعر اشقر
وصل لنا وهو يلهث كأنه كان يركض لفترة طويلة

" انا اعتذر بالنيابة عنه"

ثم أشاح بنظره للشاب ذو الأعين الخضراء قائلًا "لا اصدق انك تخليت عن مبادئك وبدأت بضرب الفتيات يا هوارد"

" لا هو لم يضربني بل انقذني من حادث سير كنت سأموت بسببه"

اتسعت حدقتاه ونظر لي نظرة تكذيب وكأنني اخبرته انني رأيت فضائيًا لا... بل اظن انه سيصدق ان هناك فضائيًا في الأرجاء ولن يصدق ما قلته له

"هوارد انقذك؟! لا داعي للتغطية عليه ، هل هددك لتكذبي هذه الكذبة؟ انا هنا الأن لا تخافي "

" مما سأخاف؟ انه شخص لطيف لا يخيفني"

اعدت نظري للشاب ذو العيون الخضراء لاتفاجأ باتساع عينيهما وكأنني قلت شيئًا محرمًا

انت تكفيني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن