PART10(جميلة مثل الطبيعة)

216 15 3
                                    

مرت الأيام سريعاً كما سرعة البرق، حتى أتى موعد عقد القران، كانت التجهيزات في منزل والد ريهام تسير على قدم وساق، المنزل بأكمله فرح وينشر سعادته بكثر التجهيزات النابعة من القلب.

أمضت ريهام ليلتها التي تسبق ليلة عقد القران في منزل والدها، كانت جالسة في غرفتها وعلى الفراش قد وضعت فستانها وحذائها كما أدوات الزينة التي أحضرها لها أحمد البارحة، ذهب عقلها قليلاً لتلك اللحظة متذكرة عندما كانت الساعة تشير نحو العاشرة مساءً وقد كانت على وشك النوم عندما صدح صوت هاتفها يعلن عن استقبال مكالمة من أحمد، ردت عليه فهتف صوته أولاً :

"أطلعي بره أنا قدام الباب "

تفاجئت ريهام بحديثه، كما خفق قلبها بعنف وركضت للخارج مسرعة دون أن تراعي أنها ترتدي منامة قطنية قد وضعت فوقها حجاب الرأس بتعجل.

كان المنزل هادئ في هذا الوقت من الليل حيث الجميع في غرفهم، فتحت الباب فوجدته يقف بهدوء وبسمة زينت ثغره، فهتفت غير مصدقة:

"أنت.. أنت جيت ليه.."

رد عليها أحمد بنبرة هادئة:

"جيت عشانك، وعشان أجيبلك دول "

قال ثم ناولها باقة صغيرة من الورود الصناعية تم صنعها خصيصاً بوصاية منه بحيث تزين الورود البيضاء فراشات باللون الأزرق البراق، ثم ناولها بعد ذلك عدة حقائب وقال :

"حبيت كل حاجة تخص اليوم بكرة تبقى مني ليك وعلى ذوقي، بس يا رب ذوقي يعجبك "

طالعته ريهام بتأثر وأعين مترقرقة وقالت :

"متأكدة أنه أحلى حاجة في الدنيا، كفاية أنها من اختيارك يا أحمد، ربنا يكتب لنا حياتنا الجاية كلها سوى وتعيش وتختارلي وتنور حياتي بخفة وجودك "

ابتسم أحمد بخفة ثم وضع يده اليمنى على قلبه وقال :

"في كلام كتير هنا نفسي اقولهولك بس متعان لحد ما تبقي ليا رسمي واسمك على اسمي، بس كل إللي أقدر أقوله حالياً أنك حقي من الدنيا وكلها ساعات قليلة واسترد حقي من البيت ده، وعد مني ليك يا ريهام إني هشيلك على قلبي وعمري أبداً ما هخليك تحسي أنك ندمانة على اختيارك، ربنا يقدرني وأكون سبب فرحتك وعوضك في الدنيا...السلام عليكم يا قمر لحد ما أقولك حمدلله على سلامتك في بيتنا "

أنهى جملته يرمقها بنظرات أخيرة هائمة قبل أن يذهب ويختفي من أمامها عبر بوابة المنزل، بينما هي وقفت تطالع أثره بفرحة لم تشهد مثلها من قبل، لم تظن يوماً أن هناك من يستطيع اسعادها بهذا الشكل، مجرد النظر في وجهه يشعرها بالأمان والراحة، لقد تعهد أن يكون لها مسكن آمن وها هو على مشارف الوفاء بالعهد.

عادت بعد ذلك لغرفتها واللهفة في عينيها لرؤية ما أحضر لها، فتحت الحقائب جميعها على الفراش وأخذت تتأمل مشترياته بمشاعر مضطربة، فستان رقيق باللون السكري منفوش قليلاً من بعد الخصر، ذو أكمام منفوشة كذلك، ومطرز عليه بالتُل واللألئ، كما حذاء ذو كعب عالٍ باللون نفسه وحجاب، في حقيبة صغيرة أخرى قد أحضر لها أدوات الزينة ومساحيق التجميل، وأخيراً وليس آخراً علبة رفيعة باللوان الأسود ومتوسطة الطول كذلك تحوي قلادة فضية يتدلى منها رمز بومة وسوار مثله تماماً، تأملت تلك الأشياء جميعها بحب وفرحة كبيرة غير مصدقة أن هذا كله يحدث لها هي..

قواعد الكِتمان (الدخلاء 2)Where stories live. Discover now