PART15(زهرة البيش)

220 18 9
                                    

من كان يظن أن الحياة سيأتي عليها يوم وتكون عادلة!
لقد كنت غارقة في المعاناة، غارقة في المآسي..وقد نسيت أنه لروحي معنى.
كيف لشخص أن يكون قادر على طمأنتي دون أدنى مجهود منه، مجرد كلمات لكن تأثيرها كما الإعصار..حسناً ليس بطريقة سيئة كما توقعت..

ليلة مرت لكن ليس كما سابقتها، لم تزورها تلك المنامات المخيفة التي كانت مرافقة لها لسنوات طوال، بل تم استبدالها بأخرى ودت لو لا تستيقظ منها أبداً.

نفس عميق سحبته داخل رئتيها مع احكام إغلاقها على جفونها قبل أن تفتحهما بتروٍ والبسمة الهادئة تزين ثغرها، لكن لم تكتمل سعادتها عندما فتحت عينيها التي بدلاً من أن تقابل السقف قابلت وجه شقيقها الذي جلس على مقد بجانب فراشها يستند بذقنه على قبضته ويتأملها نائمة، فرمقته بحنق وقالت:

"إيه يا هادي أنت قاعد كده ليه؟ عليا ليك فلوس! "

جعد هادي ملامحه بسخرية منها وقال:

"براقبك أحسن تصحي مخضوضة زي كل يوم، جيبتيلي صرع"

نفخت فريدة بقوة ثم جلست باعتدال مستندة بظهرها على الوسائد وأخذت ترتب خصلات شعرها الثائرة للخلف وقالت:

"يعني النهاردة لاقيتني صاحية عادية تقوم تخضني بنفسك، قد إيه أنت أخ حنين "

استقام هادي بظهره وربع يديه يطالعها من الأعلى بنظرات متشككة وقال:

"مالك يا بت صاحية بالك رايق ومش مقريفة! كنتِ بتحلمي بدريم بارك؟ "

حمحمت فريدة بخفة وتهربت منه بنظراتها بينما تقول مغيرة الحديث:

"لابس ومتشيك كده ورايح على فين من بدري؟ "

نظر هادي في ساعة يده يتفحص الوقت قبل أن يجيبها :

"رايح الشغل، هتيجي اوصلك تقعدي مع أيسل لحد ما أرجع؟ أنا كلمت جاسر وقالي هاتها "

تلاعبت فريدة بأصابع يدها بتردد قبل أن ترفع بصرها نحوه بخجل هامسة:

"آسر وحشني وعاوزة أشوفه وأقضي اليوم معاه...هو كمان زعلان أنه مبقاش يجي يقعد معايا.."

بدا هادي وكأنها أشعلت فتيل تلك القنبلة الموقوتة في رأسه لينفجر غاضباً:

"نعم! أنا مش قولت نقطع علاقتنا بكل ما يخص الناس دي؟ مصعب وأي حاجة تربطك بيه اتقطعت يا فريدة ومش هعيدها تاني، أنا معنديش مشكلة شخصية مع آسر بالعكس أنا بحبه بس مصعب ده بيعصبني، وشه بيخليني عاوز أشوهه..."

قواعد الكِتمان (الدخلاء 2)Where stories live. Discover now