PART14(التعلق ليس مرض)

236 14 21
                                    

في بعض الأحيان لا تسير الأمور كما خططنا، حقائق وخبايا تمنينا لو تظل طي النسيان..

لم تفكر كثيراً عندما لفظت تلك الجملة بأنفاس لاهثة، رغم أنه صامت لكن ذلك الضجيج في رأسها يرتفع صوته حتى أصبح على وشك الإنفجار.

أما عنه فكان كما الصنم وقف مشدوهًا، تتردد تلك الكلمة على مسمعيه كما الصاعقة.

"أنا أتعرضت للاغتصاب وأنا 13 سنة "

عقله توقع أي شيء عدا هذا، هربت منه الكلمات وكذلك عقله الذي شُل تماماً عن التفكير.

عندما طال صمته نمت بسمة منكسرة على شفتيها وقالت:

"أنت مصدوم من مجرد كلام، إنما أنا عيشت الموقف ده الف مرة ولسه بعيشه كل ليلة، قولتلك أنا متحبش...سيبني في حالي "

دموعها لم تتوانى ولو للحظة عن الهطول، أصبحت كما الشلالات الحُرة، لم تستطع النظر لوجهه لمرة أخيرة بل اخفضت بصرها وجمعت خيباتها راكضة من أمامه، أما هو عندما استفاق من صدمته لحق بها يمنعها من الرحيل، فإن رحلت الآن دون النبذ بكلمة واحدة حتى سيفقدها للأبد وهذا ما لا يتمناه.

"فريدة أقفي نتلكم لو سمحتِ "

هتف من خلفها بينما يحاول مجارات خطواتها الهوجاء، لكنها أبت النظر له حتى، تجاهد ألا تأتيها أحد نوبات الهلع حتى تختفي من أمامه وتختلي بنفسها، أما هو فعندما لم يجد إستجابة منها سمح لنفسها بإقتحام حصونها وحملها على كتفه والسير بها نحو سيارته التي كانت قريبة منهم، رغم صراخها واعتراضها إلا أنه لم يأبه بأي شيء، وضعها داخل سيارته وأوصد بابها حتى لا تهرب ثم أتخذ مقعد السائق وانطلق بها في طرفة عين..

وقت قياسي لم يكن كافٍ لأن يلحق به ذاك الذي وقف يقلب كف على آخر وقد صدم هو الأخر مما حدث أمام عينيه للتو.

"خد البنت وهرب، هادي هيقتلنا "

صاحت أيسل تنهره بقولها، بينما هو وقف يفكر فيما قد يحدث بعد ذلك، أما هي فظلت تصيح به أن يجد حل لتلك المشكلة التي حلت على رؤسهم، وكيف له أن يثق بذاك المصعب حد أن يتركه معها.

"ريحي مش ناقصك "

هذا كل ما نبذ به جاسر قبل أن يجذب يدها ويدخلها في المكان الذي تجتمع فيه الناس محذراً إياها بعدم مبارحة مكانها أو النطق بكلمة مما حدث، ثم أخذ سيارته ولحق بهما بعد ذلك.

...

حتى بعد مرور أكثر من ساعة لا يزال الشباب يرون الحفل ممل لأبعد الحدود، يجلسون كما المقيدون في العزاء بينما يرمقون صاحبهم بنظرات ساخطة وهو يكتفي بالضحكات الشامتة.

لم يتحمل طارق ووقف من مكانه يجذب يد أدهم يرقص معه على تلك الأناشيد مستغل وقع النغمات الموسيقية في رأسه، سرعان ما إنضم لهما باقي الشباب من ضمنهم شادي الذي حسه علاء وسعيد على النهوض كذلك فأصبحوا يرقصون جميعهم على موسيقى وهمية في رؤوسهم ويضحكون معاً.

قواعد الكِتمان (الدخلاء 2)Where stories live. Discover now