PART13(طفولة تدمرت)

265 19 11
                                    

اليوم أنا أعلن استسلامي أمام براءة عينيها..

حل الصباح ويا له من صباح، أنه صباح تلك الليلة المنتظرة التي تمناها قلبه وانتظرها بفارغ الصبر.

رغم أنه لم ينعم بنوم كافي بسبب حماسه الذي أذهب النوم عنه إلا أنه استيقظ بكامل نشاطه وقوته، استقبل أحمد اليوم بأداء صلاته ثم فتح المذياع على إذاعة القرآن الكريم حتى يمنحه السلام النفسي الذي يحتاجه أشد الحاجة اليوم.

جلس بعد ذلك على فراشه يتلو بصوته العذب ما تيسر له من الآيات، كان جسده على الفراش لكنه شعر بروحه تسكن عالم آخر تماماً...عالم تمنى لو كان ساكنه بجسده وروحه كذلك.

أثناء ما هو يقرأ في مصحفه الشريف فُتح باب الغرفة بعنف لكنه لم يجفل لتوقعه الحاضرين، بل تعجب من تأخرهم كذلك، بينما صدح صوت الشباب متحمسين ويهللون بفرحة جعلت أحمد يختتم قراءته ويترك المصحف الشريف جانباً وينتبه لهم فهتف طارق بنبرة فرحة:

"فينك يا عريس أنت والدنيا مقلوبة تحت، مش معقول أحمد سايب الطباخ لوحده وقاعد هنا "

ابتسم له أحمد بهدوء وقال:

"مش عارف الكلام ده خرج مني إزاي بس أنا مش جعان "

أصوات انبهار انطلقت من أفواههم فيما نطق عمر بعدما أقترب من أحمد يتحسس حرارته:

"مالك يا أحمد أنت تعبان؟ حتى لو تعبان ممكن تبلعنا، أوعى يكون الحب إللي عامل فيك كده يا واد"

سخر منه في آخر حديثه بنبرة جعلت أحمد ينفض يده عنه بعنف ثم تذمر بقوله:

"يا عم سيبوني في حالي بقى حتى يوم فرحي بتقرفوا فيا، الواحد مش عارف يسلم من شركم خالص"

تعالت أصوات الضحكات عليه، فيما أقترب منه قاسم يحسه على النهوض معهم :

"قوم يا أبني وبطلع دلع الجماعة كلهم تحت بيجهزوا مع الطباخ ومشغلين أغاني وفرحانين، وأبوك موصي على مزمار وخيل هيجي قبل الضهر يرقصوك شوية قبل ما تروح تودي عروسك الكوافير"

نمت بسمة حالمة على شفتي أحمد سرعان ما وأدها قبل أن ينتبه عليه أحدهم وقال:

"طيب يا حلو منك ليه بره وأنا هغير وأحصلكم "

طالعه أدهم بشك ثم قال:

"كداب يا شباب بيطردنا عشان يكلم العروسة، أنا عارف الحركات دي كويس كنت بعملها قبله "

إلتفت له قاسم يطالعه بسهام حادة، فابتسم له أدهم باستفزاز وقال:

"كنت بصحيها تصلي الفجر متفهمنيش غلط "

قواعد الكِتمان (الدخلاء 2)Where stories live. Discover now