صيف الفلاميغوس

حقيقة مخادعة

كان الحفل في ذروته، والموسيقى الصاخبة تملأ المكان بطاقة لا تُقاوم إليزابيث كانت تقف بجوار منصة الديجي، وهي ترتدي سماعات كبيرة تغمرها بالألحان صديقها بالوما يرقص بجانبها، ووجوههم تشع بالسعادة  الأضواء الملونة تومض بسرعة، تزامناً مع إيقاع الموسيقى، مما يخلق جوًا سحريًا حولهم

رفعت إليزابيث يديها نحو السماء، وهي تشعر بالحرية والانطلاق مع كل نغمة تفاعل بالوما معها، وبدأ يرقصان بتناسق تام، كأنهما في عالم آخر الناس حولهم يتفاعلون بحماس....

اقتربت إليزابيث من صديقها بابتسامة عريضة وعيون لامعة علمت أن فكرة مجنونة طرأت بعقله تقدم نزع جانب سماعتها حتى تسمعه

"إليزابيث، ما رأيك أن نبدأ لعبة تغيير الأغاني العشوائية؟"

"ممتاز! لنجعل الجميع يرقص بطريقة مجنونة."

أخذ بالوما يعبث بجهاز الديجي قائلاً:

"دعينا نبدأ بأغنية من الثمانينات!"
وشغل أغنية قديمة لم يسمعها أحد منذ زمن طويل إليزابيث ضحكت بصوت عالٍ:

"هذا رائع! الآن كل من على الحلبة يعتقد أننا نحتفل بذكرى ميلاد جدة جدتك ...دعني أجرب"

بدلت إليزابيث الأغنية إلى نغمة سريعة وقالت:

"هذه أفضل! الآن الجميع يرقص كأنهم في مسابقة رقص ميلاد الجدة"

"تحدي مقبول!"

وبدأ يتحرك بحركات غريبة مجنونة ، ما جعل إليزابيث تضحك حتى دمعت عيناها ..بالوما يبلغ من العمر الثالث و الثلاثين من عمره بالرغم من فارق السن بينهم إلا أنهم يشكلون ثنائي جنون رائع

عمله متنوع ففكل مرة تسأله أين هو يجيبها بأغرب الأعمال التي لم تسمع عنها من قبل أما حاليا فهو ديجي ولا نستغرب إن بدأ يشتغل كمربية أطفال غدا أو مساعد لكاهن....

"انتظر، لدي فكرة!" وبدلت الأغنية إلى نغمة أبطأ، وأضافت: "الآن نحن في فيلم بطيء الحركة!"

بالوما قام بحركات بطيئة ومبالغ فيها جعلته يبدو كمن أصيب نوبة عصبية لكن بتحريك بطيئ:

"هذه أصعب مما تبدو عليه!"

تبادلا النظرات وقررا رفع التحدي مرة أخرى. إليزابيث وضعت أغنية بنغمة هزلية وقالت و هي تكاد تختنق من الضحك:

"الآن، الكل يرقص كالبطريق!"

بالوما قام بحركات بطريق مضحكة، وأضاف بتفكير:

"البطريق الذي يحاول أن يكون رشيقاً!"

استمر الاثنان في تبديل الأغاني والرقص بطريقة جنونية، مما جعل الجميع يشاركهما الضحك كلما تغيرت الأغنية، ابتكروا طريقة جديدة للرقص

" أين جوليا أن لم أرها منذ أيام ؟"

زالت الإبتسامة عن وجهه و نظر لها كأنه سمع لتو أسوء خبر في حياته فجوليا هي كابوس حياته