مفترق طرق

2 1 0
                                    

في صباح يوم خريفي هادئ، كان آرنولد يتجول في أروقة شركة الدي مورتيمر للإنشاءات المعمارية، متجليًا بهيبته ورزانته التي كانت تفرض حضورها على الجميع. رأسه محلوق بدرجة واحدة، يعكس قوة شخصيته وانضباطه، فيما كانت عيناه، بمزيجهما الفريد من الأخضر والأصفر، تشعان بنظرة حادة ، كأنها تحمل أسرارًا لا يُفصح عنها لحية خفيفة تتناغم مع ملامحه الوسيمة، تضفي عليه جاذبية رجولية تخفي خلفها صرامة صارخة.

دخل آرنولد مكتب إيرمينا، حيث انعكست أشعة الشمس على الجدران الزجاجية الشفافة التي كانت تحيط بالمكتب، مما جعل المكان يبدو كأنه يحلق في الهواء كان المكتب واسعًا، يجسد بريق السلطة والقوة التي تتمتع بها إيرمينا في الشركة، بأثاثه الفخم وتصميمه العصري الذي يتماشى مع أحدث صيحات الهندسة المعمارية.

جلس هالفارد على إحدى الأرائك الجلدية الفاخرة، متأملاً الفراغ من حوله، لكنه في الحقيقة كان يغرق في بحر أفكاره كانت مشاعره نحو إيرمينا تنمو في صمت، وتزداد قوة مع كل لقاء، ومع ذلك كان يدرك أن هذه المشاعر غير ملائمة، فهما ليسا مجرد زميلين في العمل، بل يتشاركان في حقائق أكبر وأثقل، حقائق قد تكون حاجزًا بينهما... ومع ذلك، لم يكن بإمكانه إلا أن يتوق إلى رؤيتها كل صباح، تلك اللحظات القصيرة التي يتبادلان فيها النظرات العابرة والتي تحمل في طياتها الكثير مما لا يُقال...

بينما كان غارقًا في تفكيره، فتح باب المكتب ودخلت إيرمينا كانت ترتدي زيًا كلاسيكيًا فخمًا يعكس ذوقها الراقي ارتدت بدلة نسائية سوداء مكونة من جاكيت مصمم بإتقان، مزود بأزرار ذهبية لامعة تضفي لمسة من الفخامة، وتنورة ضيقة تصل إلى الركبة، مظهرها كان يعكس القوة والثقة، وقد نسقت مع هذه البدلة معطفا بني من الكاشمير، مفتوحًا عند العنق ليظهر عقدًا بسيطًا من الذهب الأبيض يبرز عنقها الرقيق انتعلت حذاءً ذا كعب عالٍ أسود ، يكمل إطلالتها الفاتنة.

تفاجأت إيرمينا بوجود آرنولد في مكتبها، لم تكن تتوقع حضوره دون موعد مسبق وقفت للحظة متأملة وجوده، لكنها تداركت الموقف سريعًا، بينما كان آرنولد لا يزال شاردًا في مظهرها. شعر كأنه لا يستطيع أن يُركز على أي شيء آخر عندما تكون موجودة، كانت مثل مغناطيس يجذبه بكل تفاصيلها...

ابتسم لها آرنولد ابتسامة هادئة، وقال بمزاح خفيف:

"ألم يحن الوقت لتتعلمي الانضباط في مواعيدك؟ يبدو أنني سأضطر إلى وضع قوانين جديدة في الشركة."

ردت إيرمينا بابتسامة مماثلة تضع حقيبتها و معطفها على العلاقة:

"ربما، لكنني أعتقد أنك لن تجد من يعارض."

يتبادلان الحديث كما لو كانا مجرد زميلين معجبين ببعضهما، لكن الحقيقة كانت أعمق من ذلك بكثير كانت إيرمينا تلاحظ تغيرًا طفيفًا في سلوك آرنولد، فقد بدا أكثر ليونة، كما لو أن هناك شيئًا أو شخصًا ما قد أثر عليه لكنها لم ترد الخوض في هذه الملاحظة، فقد كانت تشعر بنفسها أن هناك الكثير من الأمور التي لم تُفصح عنها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 30 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صيف الفلاميغوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن