صيف الفلاميغوس

خطة معاكسة

"الصدف هي رسائل القدر المقنعة، تحمل في طياتها أسرارًا لم نكن نبحث عنها، ولكنها تجد طريقها إلينا لتغير مجرى حياتنا بطرق لم نتخيلها."

♣︎

" هل أتممت الأمر ؟! "

" نعم "

" هل أخطأ أحدهم اتجاهك ؟ "

"لا ! إنهم مجموعة ثيران هائجة في طريقهم إلى الجحيم ، يستيقظ المرء صباحا ليقضي يوم جميل عند البحر تحت أشعة الشمس يتسلط على لعنته ثيران مثلهم"

" لن يهرب البحر ....هل أحضرتِ الأسلحة ؟"

أصدرت إيرمينا تنهيدة مسموعة بينما تمشي على حافة جبل يطل على البحر تستمر في التذمر ، فقد تم إفساد يومها بنجاح

" أحضرتها ، أصابني دوار من الحرارة أقسم أنها تفوق درجة حرارة الجحيم "

صدرت ضحكة ثقيلة من خلف سماعة الهاتف بينما ايرمينا ترجع بخصلاته للخلف ليأتيها صوت إينار مجددا :

" دوار ؟ لاأريد أن أصبح خال لازلت شابا "

" تافه ... تافه "

" شكرا ، شكرا أختي عزيزتي جورج الألماني أتى بالأمس سلميه الوثائق مساءا أو وقت ما تتفرغين "

توقفت عند وصولها لسيارة تضع صندوق الأسلحة،عقدت حاجبها لتجيب باستفسار :

" هل أنت واثق من أنه لن يحصل مشكل الأمر ليس سهلا ، بإدخال هذه الوثائق إلى وزارة الدفاع الألمانية و إلى أرشيف وزير القواة المسلحة هذا خطر نوعا ما !؟"

أصدر تنهيدة مسموعة ،هذه المرة جاء صوت إينار بجدية يفسر:

" لا جورج جنرال و قائد كتيبة عسكرية برية تمر عليه الوثائق و المستجدات حول الأسلحة ، و في حالة لم يستقبلها هو فهو بالكاد يملك أصدقاء موثوقين لتسوية الأمر ، و بالتالي المال الذي حول له يكفيه لغض البصر على مجموعة من الأسلحة المحرمة دوليا المسربة من القاعدة "

" فالنرى .... سأقدم له الوثائق و مايتبقى عمله "

أغلقت الهاتف ووقفت تنتظر على حافة الجبل خصلاتها البنية تراقصت مع نسمة الهواء المنعشة كذلك فستانها الأبيض الشفاف ارتدت تحته ملابس سباحة باللون نفسه كذلك، بعد لحظات، سمعت صوت خطوات تقترب من الخلف. التفتت لتجد الجنرال الألماني جورج هانز ببدلته العسكرية المهيبة يقف على بعد خطوات منها.

بنبرة هادئة و واثقة استأنف كلامه :

" آنسة إرمينا، لم أتأخر كثيراً الطريق كان وعراً."

التفت له بجدة اجابة:

"لم يكن لديك خيار للتأخير، الجنرال هانز. هذه الوثائق حساسة جداً، وكل دقيقة تأخير تعتبر خطر ."