اللقطاء

7 1 0
                                    

استيقظت بريانا صباحًا كعادتها، متمتمة ببعض الكلمات غير المفهومة وهي تحاول التخلص من آثار النوم مسحت على شعرها بسرعة بعشوائية ثم توجهت نحو غرفة أختها بريسيلا لإيقاظها كان ضوء الصباح الباكر يتسلل من نوافذ ناطحة السحاب، ليغمر الشقة ببريق ناعم.

طرقت بريانا باب غرفة أختها بلطف، ثم فتحت الباب ببطء، لكنها لم تجد بريسيلا في الداخل كانت الغرفة مرتبة  أحدًا لم يكن فيها شعرت بريانا بقلق خفيف وهي تنادي، "بريسيلا؟ أين أنتِ؟" لكن لم يكن هناك أي رد.

توجهت إلى هاتفها واتصلت بأختها، ولكن الهاتف ظل يرن دون إجابة. لم يكن من عادة بريسيلا أن تترك المنزل دون إبلاغها، مما زاد من شعور بريانا بالقلق. بدأت تجول في أنحاء الشقة، تبحث عن أي أثر لها، لكن لم تجد شيئًا.

وفجأة، سمعت صوتًا مرتفعًا وضجيجًا يأتي من الخارج. اقتربت بريانا من النافذة، ورأت حشدًا كبيرًا من الناس يتجمعون في الشارع أسفل الناطحة. كان هناك شيء غير طبيعي يجري. شعرت بريانا بأن قلبها يغرق في صدرها، وقررت النزول لاستكشاف ما يحدث.

عندما فتحت باب الشقة ونزلت، قابلتها رائحة مروعة في الهواء، رائحة الدماء والخوف أخذت بريانا نفسًا عميقًا وهي تقترب من المدخل الرئيسي للمبنى، ولكن ما رأته عندما خرجت أصابها بصدمة لا تُوصف.

كان هناك حشد كبير من الناس، معظمهم كانوا يقفون في حالة من الذهول. على الأرض، كانت هناك بقع كبيرة من الدماء وأجزاء من جسم إنسان متناثرة في كل مكان. لم يكن المنظر يمكن تحمله بسهولة، حتى الأشخاص الأكثر قسوة كانت تبدو عليهم علامات الذعر والاشمئزاز. في وسط كل هذا الرعب، كان هناك رأس شخص مفصول عن جسده، وُضع بشكل مروع داخل المصعد الذي كان معطلًا وأبوابه مفتوحة على مصراعيها.

أحاطت الشرطة بالمكان، تحاول إبعاد المتجمهرين والسيطرة على الوضع.  هناك صحفيون يلتقطون الصور وينقلون الأخبار مباشرة، محاولين توثيق كل ما يجري. كان الجو مليئًا بالتوتر والرعب، وكأن المدينة كلها قد توقفت عن التنفس.

شعرت بريانا بدوار شديد، وكأن العالم بأسره ينهار من حولها. تقدمت بخطوات متثاقلة نحو أحد رجال الشرطة، محاولًا أن تستجمع شجاعتها وتطرح عليه سؤالًا كان يخيفها من الداخل حين تعرف عليها فالحال أدى التحية باحترام و أدلى بسمعه لها

"هل... هل تعرفتم على الجثة؟"

سألت بصوت متقطع، وهي تحاول السيطرة على خوفها.
نظر إليها الشرطي بعينين مليئتين بالتعاطف والجدية، وأومأ برأسه باحترام

"الجثة لشاب كان مفقودًا منذ أشهر. ليس لدينا معلومات إضافية حتى الآن سيدتي "

شعرت بريانا بارتياح مؤقت، ولكنه لم يكن كافيًا لتهدئة القلق الذي يجتاحها على الرغم من أن الجثة لم تكن لأختها، إلا أن الغموض الذي يحيط بما حدث في هذا الصباح جعلها تشعر بأن الخطر لا يزال قريبًا.

صيف الفلاميغوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن