مصاحبة المحانين أفضل من العقلاء

4 1 0
                                    

في وسط غرفة مظلمة في مكان مهجور، كانت بريسيلا جاثمة على ركبتيها، عيناها مليئتان بالرعب والدموع التي سقطت على خديها، يداها مقيدتان خلف ظهرها، وهي تعاني من الألم والخوف المتراكم ظلت الأرضية الباردة تتسلل إلى عظامها، بينما كانت تحاول فهم مصيرها المحتوم.

الشخص الذي يقف أمامها، كان يوجه مسدسه نحو رأسها، يده ثابتة، وأصابعه مستعدة للضغط على الزناد وجهه كان قاسيًا، يعكس قرارًا نهائيًا باردًا في تلك اللحظة، كانت بريسيلا عاجزة عن التفكير، جسدها يتراجع تلقائيًا للخلف، وكأنها تحاول الهروب من الواقع الذي أصبح لا مفر منه.

أصوات أنفاسها المتسارعة كانت تملأ المكان، وأذناها تدقان مع كل نبضة قلب مضطربة الشخص الذي أمامها لم يتردد، رفع المسدس أكثر، وصوب بدقة على جبهتها للحظة توقف الزمن، ساد الصمت وكأن العالم كله توقف عن الحركة ثم، بدأ في الضغط على الزناد ببطء...

لكن قبل أن تنطلق الرصاصة المميتة، جاء صوت صفعة مفاجئة في الغرفة، كأنها ارتطام معدني، تلاه صوت طلق ناري مزعج....

لقد تلقى ضربة قوية على معصمه، مما جعله يطلق الرصاصة في تلك اللحظة، ظهر من الظلال شخص آخر، ملامحه لم تكن واضحة في البداية، لكنه كان يتحرك بسرعة وخفة و كان أقل حجما اندفع نحو المهاجم، بينما الأخير حاول استعادة السيطرة على مسدسه الضربات كانت سريعة وحادة، تركزت على نقاط ضعف الرجل الذي كان يحاول إطلاق النار.

تبادل الاثنان الضربات، اللكمات والركلات كانت تتوالى دون توقف الاشتباك كان عنيفًا، وكأنهما وحوش تتقاتل في عرين، أحدهما يدافع عن حياته والآخر يحاول إنهائها.

في خضم المعركة، تمكن المهاجم من توجيه ضربة قوية إلى خصمه، مما جعله يتراجع بضع خطوات، وكان يستعد لإطلاق رصاصة جديدة على بريسيلا...

لكن قبل أن يستطيع الضغط على الزناد مرة أخرى، بدأ يسمع أصوات نباح الكلاب تقترب، وصوت صفارات الشرطة يتعالى في الأفق تحول الجو فجأة من معركة شخصية إلى فوضى متوقعة، حيث فهم الاثنان أن الوقت قد نفد

نظراتهما تلاقت للحظة، وكانت مليئة بالفزع والتردد لم يكن لديهما خيار آخر، فقررا الهرب.

اندفع الرجلان نحو الظلام، تاركين بريسيلا وحدها على الأرض، وسط الدماء والجدران الباردة، بينما كانت الأصوات في الخارج تزداد اقترابًا.

~~~~~~~~~~~~

على حافة الجبل المطل على البحر، جلس ڤلام وآسجر وسط الغابة التي تحتضنهم بظلالها الكثيفة، بعيدين بأمتار قليلة عن إحدى حدائق منزلهم، الليل كان هادئاً إلا من صوت أمواج البحر التي تتهادى نحو الصخور بأصوات خافتة، وكأنها تهدهد أفكارهم المبعثرة كانت النجوم تتلألأ في السماء، لكن ملامحهم كانت متجهمة، تعكس الذبول الناتج عن قلقهم المستمر على صديقتهم بريسيلا.

صيف الفلاميغوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن