الحلقه الخامسه
#براءه_بين_الأشواك
#ياسمين_الهجرسي
*************فى شقه متوسطة الحال بمنطقة مصر القديمه، يتصاعد بداخلها أصوات عاليه للسب بأفظع الشتائم، رجل انتزعت منه الرجوله يقف يتبجح على زوجته المريضه ليأخذ منها المال الذى اكتسبته من كدها بالعمل حتى يذهب يلهو مع أصدقاء السوء ويشرب تلك اللفائف التى تغيب العقل.....
بينما الزوجه تقف لا حيلة لها، دموعها تنساب من أكثر من عشرون عام، ولا حياة لمن تنادى، الوضع كما هو بل ازداد سوء منذ أن مكث فى البيت بدون عمل....
عندما جاءت حملة للمصلحه الحكوميه التى يعمل بها وقامو بعمل تحاليل مفاجئة للموظفين وأثبتوا تعاطيه للفائف الحشيش وبعض أنواع العقاقير الطبيبه الممنوع تداولها تم فصله من العمل وحرمانه من مستحقاته......فأصبح السبيل الوحيد للمعيشه السوبر ماركت الذى كانوا مستأجرينه أسفل البنايه التى يقطنوا بها، للمساعده فى معايش الأسرة وطلباتها والذى من الأساس فٌتح بعد إلحاح منها حتى يساهم فى مصروفات الأولاد، والذى كان شرطه لفتحه بيع ذهبها لكى يقيم لها هذا المشروع........
وكالعادة مجبره للتضحيه لاجل اولادها وافقت وافتتحوا المشروع ولكن كالعاده لحظها العسر من يوم زواجها منه فُصل من العمل......
ليستفحش أكثر وتزداد طباعه السيئه ظل فى سحب رأس مال المشروع حتى فرغت الأرفف من البضائع واضطرت الزوجه أن تغلق السوبر ماركت لعدم مقدرتها لدفع الإيجار وسداد مديونية البضائع..إلى أن اقترحت عليها أحدى الجيران أن تطهى المأكولات وتبيعها أون لاين للموظفين أو ربات المنازل التى ظروفهم الصحيه لا تسمح لهم بعمل أصناف متعدده من الطعام..
وبالفعل تحمست للفكرة لما لها من سيط كبير فى عمل المأكولات فهى ذات نفس طيب فى الطعام، ويمتاز نفسها بالطبخ بنكته الطيبه....
وسارت الايام مع الزوجه على هذا المنوال تخبطات يمين يسار، تلاطمها أمواج الحياه وهى معها تسبح حتى تصل بأولادها بر الأمان...
زفرت "فرح" بحنق من تصرفات أبيها التى لا تبت للرجوله بشئ، فتحت الباب وولجت للداخل هاتفه بعصبيه :
■ فى أيه يابابا صوتك عالى ليه انت مبتزهقش من خناق كل يوم دى بقت حاجه تطهق وتقصر العمر....زجرها "شريف" والدها وهو يصدر صوت مقزز من فمه قائلا بسُباب :
■ نعم ياروح امك هتعلمينى الأدب ولا أيه.. ولا رجلك شالتك عشان بتشتغلى وبتصرفى على نفسك.. أنت يابنت الك.... ب لحم اكتافك من خيرى.. احمدى ربنا أنى أويكى فى بيتى بدل ما أرميكى لكلاب السكك..تدخلت الأم "وداد" لتفض النزاع بينهم هاتفه بود :
■ خلاص ياخويا هى مش قصدها حاجه.. دى لسه جايه من الكليه وتعبانه..
واستدارات تجحظ لابنتها كى تتوقف عن كلامها الذى تلقيه علي أبيها وتثير به جنونه هاتفه بحنو :
■ ادخلى أوضتك أنتى ياحبيبتى والغدا ربع ساعه ويكون جاهز عشان تلحقى تاكلي قبل ما تنزلي العياده...
أنت تقرأ
براءة بين الأشواك
Romantizmالبنت دي غريبة جداً مستحيل أصدق أن فيه زيها في الكون كله.. شارد يفكر كيف يساعدها.. انهيارها هذا يقطع نياط قلبه.. تحول يومه السعيد الذى تمناه كى يراها إلى أسوء أيامه.. هو يعلم أنها خجوله ولكن لم يتوقع أن تكون بريئة لدرجة السذاجه، تفرط فى حقها ومستق...