ماية نار

1.9K 134 257
                                    

قبل القراءة عايزة انبه على حاجة :
"الرواية مواعيدها زي ما هى سبت وتلات، ممكن تنزل يوم التلات و السبت بعد نص الليل أو الصبح أو بليل، حسب الفصل هيخلص أمتى، حبيت أنوه بس عشان لو في قُراء جُدد، قراءة ممتعة 🤍"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت الأمطار على أشدها بالقاهرة، و كلٌ يحتمي بمنزله من البرد القارص، و بِرَك المياه في الطُرق، و إن لم يمنع ذلك أحتماء البعض بحقائبهم من المطر، و البعض الآخر بالمظلات

دلف {شادي} لمنزله بأرهاق ،وخلع خفيه كى لا تُزهِق {شذى} روحه بعدما يُلطخ الأرض بالأوسخة التى تعلقت بحذاءه

نظر لـ {ليان} التى ركضت نحوه و هى تقول في سعادة :
_بابا جيه .. بابا جيه

أبتسم {شادي} ،و قد أزالت بسمة صغيرته البالغة من العمر أربعة سنوات تعب صباحه، ليحملها و يقبل وجنتها  و هو يقول بمشاكسة مدغدغًا إياها  :
_أوعى الأجنبية بتاعتنا

تعالت ضحكات الصغيرة بشدة، لتخرج {شذى} من المطبخ هى و{فتحية} من المطبخ، قبل أن تبتسم {شذى} و تقترب من زوجها قائلة بلطف :
_حمدلله على السلامة يا حبيبي

أنزل {شادي} {ليان}، لتركض نحو جدتها مانحة إياها العناق رقم تسعة عشر لهذا اليوم، حسنًا، هى تسير بالمنزل لتمنح الجميع عناق بلا سبب

جذب {شادي} {شذى} لصدره ،و أسند رأسه على كتفها في إرهاق و هو يردد :
_سلمتِ من كل سوء يا شذى

ثم أضاف و هو يغمض عينيه في إرهاق واضح :
_الشغل هلكني أنهاردة

ربت {شذى} على ظهره بحنان و قالت :
_ريح شوية و بعدين قوم خد دش يفك عضلاتك و نام

أردفت {فتحية} مشيرة للمطبخ :
_أو خش كُل المسقعة ال سهم هينسفها في المطبخ لوحده

لم يجب {شادي} على والدته، فظنت {شذى} أنه لا يريد تناول الطعام الآن، فعادت تربت على ظهره و هى تقول :
_مش مهم ،هبقى أعمله واحدة تانية، خش ريح أنت شويـ..

بترت عبارتها عندما شعرت بثقل جسد زوجها، لتتوسع عينيها بدهشة ،قبل أن تهتف في دهشة :
_نام !

سمعت همهمات خافتة صادرة منه، كان شبه واعي تقريبًا
فأسندته و عاونته على دخول غرفتهما، قبل أن تساعده على التسطح، و تجذب غطاء ثقيل يقيه من برد الطقس، نظرت له وهى تبتسم بحنان، و ما كادت أن تخرج، حتى سمعته يناديها، فعادت له، و جلست القرفصاء أمامه و هى تسأله مداعبة خصلات شعره :
_نعم يا حبيبي

تحدث بلا وعى، و قد أستسلم لتعبه :
_بـ.. بحبك

و كم كانت كلمته مغرية، فها هو عاد لهيئة أطفاله، و صوته النعس الخافت، و خصلات شعره المبعثرة، و وجهه الذى لا تعلم لما يصبح بهذه البراءة كلما خلد للنوم

خالو بيحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن