خالو بيحب

عائلة

"بياض البيض طالب إيدك مني يا قد.. "

كان ذلك حديث {قاسم} لشقيقته التي عادت من عملها منذ قليل، كانت تتناول العشاء مع شقيقها، قبل أن تبصق العصير في وجهه، مرغمة إياه على بتر عبارته

نظر لها {قاسم} بتقزز، وجذب محرمة ورقية وهو يقول ساخطًا :

_يا شيخة حرام عليكِ ،ده منظر واحدة اتقالها أن ال بتحبه جاي يخطـ..

بصقت العصير للمرة الثانية في وجهه، وقد جحظت عينيها، تعلم أن شقيقها يدرك مشاعرها اتجاه {قدري} ،لكن تصريحه هكذا اربكها بشدة

جذب {قاسم} عدة محارم ورقية، ودفن وجهه فيها وهو يقول :

_لو في عصير تاني هتفيه، تفيه عشان أخلص

لم يصدر منها صوت، فمسح وجهه، وألقى بالمحارم في السلة، قبل أن يقول :

_كان عايز يقولي انهاردة الصبح، بس أنا كنت مستعجل عشان أول يوم شغل وكدا، فلما رجعت من المطعم روحتله الصيدلية التانية ال هو شغال فيها عشانك

كان يضغط على حروف عبارته الأخيرة، فأشاحت هى بوجهها عنه في خجل، ليتحدث هو رافعًا حاجبيه :

_يعني أعتبر دي موافقة واقوله يجي؟!

طيب على بركة اللّٰه

كان قلبها يرقص فرحًا بهذا الخبر المبهج، سعيدًا بتلك الخطوة التي أخذها من تعلق الفؤاد به رغمًا عنها، لكن سرعان ما حكم عقلها الأمر مخبرًا إياها :

"ماذا عن صغيرك؟! أستتركينه وحيدًا لا حول له ولا قوة؟! بالكاد حصل على وظيفة ثابتة، لكن أتعتقدين أنه سيظل بها؟! ماذا إن طُرِد ؟! راتبه كنادل لن يكفي احتياجاته، بالإضافة لطعامه وشرابه، من سيعدهما؟! من سيرتب ثيابه ويغسلها له؟! هو يعود من عمله كما القتيل، هذا إن تجنبنا جامعته، من سيظل معه في ليالي اختباراته؟! من سيطمئن عليه بين الحين والآخر؟!

توقفي عن كونك أنانية وضحي ببعض الأشياء في سبيل راحته، هو لن يستطيع الاعتناء بنفسه، بالكاد تجاوز التاسعة عشر من عمره..! "

لاحظ {قاسم} تضارب معالم وجهها، وسعادتها التي اختفت عنوة بشكل جعله يعقد حاجبيه، فمال نحوها قليلاً وهو يسألها :

_في ايه؟! مالك؟!

أعادت وجهها نحوه، ليتراجع هو بظهره بدهشة، فقد تبدلت معالم وجهها كليًا، متحولة لصرامة .. صرامة لا تملكها {قدر}..!

نهضت من فوق مقعدها وهى تردد في اقتضاب :

_أنا شبعت ..

ثم تحركت نحو غرفتها، وما أن لامست يدها مقبض الباب، حتى تحدثت بصوت جاهدت بشدة ليخرج حازمًا :

_وبالنسبة لعرض قدري فروحله بكرا وبلغه أني مبفكرش في موضوع الجواز، وربنا يرزقه ببنت الحلال