وجهة نظر صفاء

33 4 1
                                    


مذكرات        

اهلا !
للصراحة، يراودني ببعض التوتر، لا اعلم على اي اساس سيأخذ القارئ نظرة عني.. لكنني حقا كنت متوترة آنذاك، قبل سبع سنوات لم استطع ابدا تبيان من هو المهم و من الاهم، و لكن ما علمته انني لم ارغب بالخسارة و كان ذاك كل ما اشد ساعدي عليه
افكر حاليا، هل التحية واجبة علي عندما أسرد أحداث من حياتي اوراق متجمعة على شكل كتاب لا ترد و لا تواسي..
ربما هذا ما اريده، ان لا يأتني صدى لما اسرد أو رد..
وبعدها أعود وأفكر.. يجب أن يذكر هذا، لأنني سأختفي، والوقت يداهمني اكثر من ان اجمعها و اشرح..
التاسع من الشهر الثامن بسنة لا يذكرها صاحبها..
بدأ كل شيئ قبل سبع سنين، و في حديقة جميلة جدا بعيون منتفخة بالبكاء
في يوم تاريخنا أعلاه، كنت ابكِ بحرقة بأحد المنتزهات، احسست بالحرقة في قلبي، لدرجة  انني كنت اعصر ملابسي و دموعي تنهمر فرادة فرادة، و احاول بكفتي على اقصى ما ارغب ان تتوقف
شعرت بالقهر لحظتها، انها لحظة عجز قوية لم أهتم بأي شيء سوى ان ينعدم هذا الشعور الان و حالا
حتى رأيت منديلا ورقيا امامي، كنت استطيع تبيانه وسط غمامة الدموع المتحجرة على عيني، و فكرت كم انني ارغب ان لا يعرفني صاحبه أبدا
اخدته بصمت و كففت دموعي بهدوء، و ضحكت بتوتر، حتى تبينت هذا الوسيم جنبي، كان ذلك كفيلا بأن ينفجر وجهي ببقعة حمراء لم ترغب ان تنزاح عن خداي، لا يوجد شخص لن يود معرفته
" لا داعي للتوتر "
نبس بها من فوقي و هو ينحني، حين ارتفع نظري له، و تصادمت عيني بعينه، ضاق صدري  و هذا كفيلا بأن ابكِ أكثر و بقوة، تذكرت أسباب بكائي حتى وجدت نفسي انفجر..
" كيف ترغب مني ان لا اتوتر و انا بملابسي الرثة لا اتوقف عن البكاء بحديقة ارث مني، و دموعي منتفخة على اقصاها و مخاطي لا يتوقف، و الاحرى! اوسم شاب رأيته بحياتي، جنبي يساندني برحمة منه على هذا الموقف المشفق "
و انفجرت بالبكاء اكثر، اكثر مما قد تتصورون، لم استطع ان ازيح عيني عن ضحكته الكتومة و هو يقدم لي منديلا ثاني و ثالث
" حسنا، ما رأيك ان نتحدث بالأمر ؟ "
توقفت عن البكاء و شهقة لا تنزاح عن حلقي، فوجهت نظري للمنديل الذي امامي، بدأت رجلي تتحسس الحصى تحت حذائي و تدحرجه جنوبا و شمالا بتوتر حتى قلت
" انا حزينة"
اشاح نظره بعد أن اختلست النظر له و قال
" من ماذا ؟ "
زفرت بقوة بعد ان شهقت بطريقة اقوى، كأنني احاول ان اجدد المشاعر المتربعة لصدري، و ادمجها مع هذا الهواء الشبه دافئ
" لقد تركت صديقتاي "
بدا عليه الاهتمام و هو يحرك اصابعه، يفقع واحدا مرة، و يلامسهم اخرى، كأن لعبته بأصابعه، كنت سأكمل بعد صمتنا الطويل و اسأله هل تركت صديقك انت ايضا ؟، لكنه سبقني بالقول
" لماذا ؟ "
توترت و قلت
" لم اتركهم بشكل كلي، لكن احسست انني حزينة كثيرا بصحبتهم، هما اغلى ما لدي، اغلى حتى مما قد تتصور، هم عائلتي و اليوم أحس أنني يتيمة، عجزي اتجاههم طاعن لي لحد الموت، عندما ارى حزن واحدة اتجاه حبيبها الذي كان أحد معارفي و لم تتعرفه إلا عن طريقي يفتك كثيرا بي، و الاخرى لا تتوقف عن قول انها تعلم انني لست افهمها رغم انني حقا افعل، مرات تكتم، و مرات تفضل تمرير مشاعرها، أدرك اليوم، كم انني كنت الطرف الثرثار بعلاقتنا أكثر حتى مما قد استمع لها، اليوم اخبرتهم انني لن التقيهم و سأتواصل عندما ارغب بذلك، ولا اخفيك انني رغبت ان يخبرني ان لا اذهب رغم انني كنت عازمه على الذهاب "

كَــــدرٌ الــوِجّدانOù les histoires vivent. Découvrez maintenant