تفكير

2 0 0
                                    


تسربت برودة قوية لمفاصل صفاء من العمود الذي تشد عليه، للحظة تساءلت الى اين اخذها شرودها، لولا أن الريح التي كانت تصفعها بقوه جعلتها تدرك أنها رغبت ان تحاربها، ان تدفع بكل قوتها اتجاه شيئ واحد، شيئ ملموس..

خطت للداخل بخطوات هادئة و اغلقت الشرفة، و سارت نحو مطبخ البيت في الاسفل، عندما فتحت الثلاجة، وأخذت بعض المكونات التي كانت متوفرة و اعددت شطيرة لها، ابتلعتها بصعوبة رفقة الماء

عندما انتهت، دست يدها تحت سريرها و اخرجت علبة الشوكولاتة، لما تحديدا تحت السرير ؟ لأن والدها اطول من ان يستطيع لمحها

وضعت ملعقة مملوءة بمفها، و بدأت تتحسس حلاوتها وسط كل المرارة التي تعيشها، اعادتها حيث كانت وغطت نفسها بوشاحها، في حين عادت حيث كان حاسوبها و هي تكتب..

" كوسموسي ادم

احب رسائلك !

هاته الكلمة هي التي راودتني حين أنهيت الرسالة، ربما هو وهم، و ربما اكرهه مستقبلا و اغيره بحب شيء اخر، لكن حاليا، استطيع ان اقول انه ليس عبثيا و هو صادق

اتمنى ان لا تقول اني احب بسرعة فيليه تعليق ان هذا ليس بجيد، ولا اعلم لما اضعك استثناء، أظنك قد مررت قبلا بقول لياسر الحزيمي " هناك من لم يفعل لك شيء و احببته، لان الله وهبك ذلك "، وأظنه كذلك معك، فلو أعود لمتى استلطفتك، سأرجع بأيام كثيرة لأول مرة علقت بها على كتابتي

لكن رغم ذلك، تخيل ان تحب شخص لا يستلطفك ابدا ؟ شديد البرودة معك.. كيف ستبرر حبك له ؟ كيف سيصدقك ؟، و كيف سيفهم مدى روعة تفاصيله لديك ؟

خطر لي شيء الآن، ما موقفك لو احببتك في النهاية و تركت ( ح ) ؟ _ انا امزح، حرفيا _

عموما، هذا الأمر مستحيل، لا استطيع تقبل حبي لشخص خارج محيطي، الامر اشبه بمعجزات و مثلما قال ( ح ) " المعجزات بزمن الانبياء "

قبل ان تذهب و تسأل قوقل ما معنى اسمك الجديد سأخبرك، هو معنى الحياة و العالم باللغة الاغريقية، و اشارة على أنني قبلت ان ادخل لعالمك الجاف و الاخرس، يوحى لي انه هادئ و اصفر..

للصراحة، اشكرك انك تفطنت لحركة المتحفظين و الملتزمين، لكنني استطيع ان اطمئنك و ليس اجبارك على أن ترسل، اني اخفي صفحة محادثتي معك، و أنه لا يتم دخولها الا برمز مروري خاص، و لهذا ايضا اتأخر في الاجابة، لان الاشعارات لا تظهر لي، فما علي فقط ان اخرج من الصفحة قبل ان يسحب من يدي الحاسوب و ان اتحكم بملامحي عندما يتم استجوابي

تعبر ( م ) بقوة ضاحكة انني اجيد تحكم بها، و اخبرها بهدوء ساخر و مرات شاتم انها لا تجيد ذلك، و ذلك دائما ما يوقعنا في المشاكل

لذلك فقط، ادعِ أن لا اتغافل، و ان يحميني الرب، لن تكون نهايتي جيدة لو وقع بين يدي والدي

كَــــدرٌ الــوِجّدانOù les histoires vivent. Découvrez maintenant