كَــــدرٌ الــوِجّدان

لحظة

عندما كانت تقلب صفاء دفتر صورها، صورة لها مع والدها في طفولتها، تمسك يده بشكل نمطي، تمنت لو تجد لامها واحدة، المرأة التي ذهبت و تركتها بفترة مراهقتها

لطالما تساءلت كيف ستكون المواضيع السخيفة من علاقات الحب و الاعجاب معها ؟ هل سيتحدثا براحة و ضحك لا يتوقف، أو ستتعصب لأي تلميحة تشمل هذا

و في خضم التقليب إلتقت بأول صورة لها معه، ادم..

لم تعلم للان ما الذي حثها على إخراج الصورة وقلبها على ظهرها، ربما لأنها كانت تدرك انها دونت التاريخ، لكنها بالتأكيد لم تتذكر ما كتبت تحته

" اتمنى ان لا تتعلق بي حتى و لو كأخ، التعلق عذاب.. لانك حتى لو لم تبكِ، فسينفطر قلبي لو رأيتك حزينة "

كانت كأنها قراتها لأول مرة، قلبتها من جديد و هي تتأمل وضيعتهم، كان ذاك كفيلا بأن يتضبب عيناها بالدموع دون توقف، اخدت انفاسها للحظة، تلك اللحظة التي رأت بها ابتسامتها الكبيرة و ملامحه الصافنة و هو ينظر للكمرة

و هنا انفجرت من جديد، اظنها الان تدرك أكثر من شيئ، و هذا كان كفيلا بأن لا تتوقف عن ذرف الدموع

عندما تربط الجملة بذكرى يومها، كان نفس اليوم ما قبل انفصالها غير جميل لبعضهما

في وسط هذا الحزن ترثي كل وحدتها بدل كل من فارقته او تركها... الوحدة مؤلمة

عندما اختفى آدم، اختفى دون رجعة، لم يكتفي ادم بالحظر لها فقط، بل حتى انه حذف كل حساباته، جعلها حتى تستعيد كحته و قصه لشعره الذي لطالما قدسه، و تدرك ما تتابعه من أخبار موجزة عنه

لقد كان مريضا ...، كانت تدرك ذلك

لم يكن مِن مَن يتركها دون ان يستفهم، او يسيئ لها دون فهم، كان ادم افضل من ذلك بكثير، ادم.. ادم احسن من عرفت

عندما تذكرت سيف، تذكرته كصديق لادم، و كذلك ربطته به، جعلها هذا تبك و هي تدرك ان جزء من اعجابها الكبير لم يكن الا لكونه مرتبط بأدم

للحظة اختلطت الأمور و هي تتذكر ضيق صدرها عندما كانت ترتد على سيف بالكثير من السفرات

و الكثير.. الكثير الذي جعلها تبك و هي تقفل ذاك الدفتر و تخفيه، و تتمنى اشياءً سخيفة لن تحدث

تشوشت لحظتها، سيف ايضا شيئ كبير بقلبها.. و آدم جزءًا مهم من شخصيتها

لكن أكثر سؤال صدمها

هل يصل بك الحب لظنك حب شخصٍ اخر، فقط لكونه صديق شخصك ؟i