ضحكة

2 0 0
                                    

تسللت صفاء من وراء آدم، حتى باغتته من كتفيه و هي تصرخ بإسمه

"آدم ! "

حك طبلة اذنه بإنزعاج و هو يشكوها من بعد أن قفز لمكان اخر

" انت تعلمين ان لدي طبلة.. "

ضحكت صفاء و هي تشد بطنها، اومئت

" نعم نعم، من ليس لديه طبلة أُذن "

نظر لها نصف نظرة و هو يجيب متذمرا

" إذن ؟ لما هذا الصراخ ؟"

" احب اسمك "

ضحكت صفاء و هي ترى موقفه، كانت صفاء مستريحة بشكل مفرط مع بداية تداخلها في صداقته

" حسنا حسنا، هات مخطوطتك لأتفقدها "

كان ادم يجتمع كل من يوما الاثنين و الخميس مع صفاء، يحظر كلاهما ما أنجزته في أسبوعها مِن كتابة كهواية او تصوير، و يأخد كلاهما نصائح للأخر، اجمل الصداقات التي تقوم على منفعة

أشارت صفاء لكلمة محددة و قالت

" انظر، زد الوصف الدقيق الذي يدخلك في الجو "

" مثل ماذا ؟ "

" ان البطل شد على كرسيه من كثرة الغضب، او بعض التساؤلات التي تراودك في مواقف محرجة، كلمات و عادات لا تفارقك، تميزك، ميز شخصيتك.. "

بقي للحظة ادم يتأمل الأمر، و ابتسم في الاخير، و هو يرد

" أحببت هذا "

ابتسمت صفاء اكثر و دون وعي، و بغباء كبير ضحكت وهي تلكزه

" العاقبة لأن تحبني ! "

نظر لها للحظة، عيناه في عينيها، كأنه يحاول قراءة شيء هي و لا تعلمه

" انا بالفعل احبك.. "

احمرت صفاء، كأن كل جرأتها ذهبت، رفعت يديها بشكل تعجيزي و متفاجئ و هي تقول

" كأخت ؟ صديقة ؟ "

ازاح نظره للحظة عنها وهو يبصر مخطوطته و يدون عليها و هو يردف

" نعم "

أطلقت صفاء ضحكة ساخرة، و هي تحاول تغيير الموضوع اتجاه الصور التي التقطتها، حين أخرجت الكاميرا و بدات الدخول في الاعدادات وجدته يمسكها و أصابعه فوق اصابعها، تلامسهما اربكها، لكنها فضلت الصمت و التركيز على ملاحظته دون ان تركز تحديدا

" انظري، شغلي وضعية المربعات، لاحظت انك لا تجيدين التركيز على اهداف الصورة و لا تناسجم الألوان، هناك الحراري والعادي و التظليلي، حين تختارين اللحظة، اختاري وضعية عن طريق إدخال الهدف داخل المربع الاوسط "

رفعت صفاء حاجباها بإندهاش مما جعله يبتسم و هو يرمقها على بعد سنتيمترات، حتى ابتعد وهو يحزم اغراضه

" صورك جيدة جدا، انت شاعرية بإختيار اشيائك "

ابتسمت صفاء بدفئ و هي تشكره، تبدأ بجمع اشيائها لتلحقه ...

كَــــدرٌ الــوِجّدانOù les histoires vivent. Découvrez maintenant