زيارة

2 0 0
                                    

حين كانت صفاء تخربش بدفترها، تداري كثرة فراغ وقتها، فوق سرير المشفى،تعالى صوت طرق الباب

" يمكنك الدخول "

هتفت بذلك صفاء و هي ترفع نظرها نحو باب المشفى الحديدي، و هي تبصر سيف يظهر من ورائه، لاحظت حمله للكيس الأسود ما بين يديه

لوحت له ببطئ بيدها السليمة و هي تحمل نفس القلم الذي كانت تكتب به

" مرحبا بك، كنت اصلا متضايقة "

لم يجبها سيف حتى جلس قربها فوق الكرسي، هذا ما جعلها للحظة ترتبك كمراهقة ساذجة، و تساءلت لما لم يجلس مثل آدم في الكنبة التي قبالتها

" ما السبب ؟ "

ايقضها سؤاله من شرودها، فعندما إجابته انزلت راسها لحضنها كأنها تخفي وجهها، اعادت الخربشة فوق الورقة البيضاء بشحنات من الخيبة، و هي تتفطن لسؤاله الذي يشمل مزاجها

" تشاجرت مع آدم "

نظر لها للحظة، و هي لم تنظر له، لاحظ ذلك الشاش الملفوف عليها من كل جهة

يرسل ذلك شعورا سلبيا ان الاصابات خطيرة

" أكان ذلك بسبب الحادث "

تنهدت صفاء بصوت مسموع و هي ترفع يدها معبرة و القلم وسط اصابعها يتحرك

" انا هنا المصابة، يجب ان يراعي مشاعري، لكنه عاتبني.. كان عتابه قاسيا "

جمع سيف يديه لصدره، و هو يجيب

" لا اظن آدم من النوع الصارخ.. "

ابصرت صفاء سيف لحظتها، و للحظة، لاحظت انه وسيم، كان انعكاس الشمس بوجهه جميلا بشكل قاسي على قلبها، تلك الوسامة الشرقية، لكنها استطاعت أن تقول بنفس النظرة الخائبة

" تماما.. كان عتابا هادئا.. "

حضر في المجلس الصمت و للحظة ظنت صفاء ان المحادثة لن تبدأ ابدأ من جديد و ستنام و تنهض ان لم تجذب طرفها هي، حتى بادر سيف بالسؤال

" ماذا كتبت ؟ "

نظرت صفاء لورقتها و أجابت

" خربشات سخيفة، بعض الرسومات و قصة قصيرة و خاطرة "

"اقرأي لي الخاطرة "

نظرت له بتساؤل، لكنها لم تمنع نفسها عن تساؤل، سؤال فلسفي لا يضر لإطالة الحديث

" لما لم تطالب بالقصة ؟ "

عدل سيف من جلسته، و ادركت ان الكرسي قاسي، بالمقدار الذي يجعل الجسم يتصلب، أرادت فقط القول، لما لا تغير مكانك، لكنها امتنعت و هي تفضل قربه

" لا افضل التجسس على مشاعر الناس و تفاصيل حياتهم "

ضربته بالقلم لرجله، تلك الضربة التي لم تجعله يتراجع و لا يتحرك، بل ينظر لها

كَــــدرٌ الــوِجّدانOù les histoires vivent. Découvrez maintenant