كسر

0 0 0
                                    

حين سافر ادم، خلا الجو لكلا من سيف و صفاء و ما بين يومياتهم في تكوين الذكريات، و الروتين و المواقف المحرجة و الدردشة، لم تمسك نفسها من مقارنة الاثنين على كفتيها

لم يكن اعجاب اي احد منهما بذلك الشيء المهم لها، ليس الامر مثل لعبة تختارها و تشتريها، كان الأمر فقط انها كرهت ذلك التشوش والحيرة التي تلبستها في اي واحد هي معجبة

لكنها حين كانت تنظر لسيف، تساءلت حقا إن كان هذا الانجذاب يمنعها من اختيار الاخر، الاخر الذي لم يراها الا اخت، كيف لها ان تفكر به بالاصل، و في منبع قلبها توسوس لها نفسها انها حب خفي له

اعادت النظر لمحتويات كوبها وهي تطل من الشرفة، البارحة، عاد ادم، و تركت الاثنين دون ترحيب حار اصلا بالمقهى، و هي تحول اغراضها عند صديقتها اماني متعذرة انها مريضة

كانت اماني احد الصديقات التي عرفتها بمجموعات ادم، و رغم طبعها الصلب في الاول و الحذر\، استطاعت ان تطمئنها، حيث لا يصير الشخص يمتحنك، و لا ياخدك بموقف سابق و تجربة من شخص، و يملئك بالحكم السابق والتكلف، يكون ذلك اريح...

" ما الذي تفكرين به ؟ "

سُحبت صفاء من عمق شرودها، و تجاهلت الاجابة عنها مباشرة، كما ان الاخرى تغاضت و هي تنقل الغسيل نحو غرفتها لتكويه و تطويه

" لو خيرت بين اثنين، ما الذي ستختارينه ؟ "

ردت مباشرة اماني و هي تكمل ترتيب ملابسها و فصل بين الجوارب و الاقمصة و السراويل

" الشيء الذي يخالف هواي "

كانت هاته الجملة الذي جعلتها تفعل ما لا يحمد عقباه..

من بعد أن أغلقت صفاء باب البيت، و ادخلت الاغراض التي أرسلها آدم عن طريق سيف، جلست، و بكت، و هي تتذكر نظرته المنكسرة، و الخائبة جدا اتجاهها و الضحكة المريرة على قولها اتجاهه

" لست مجبرة لأعيش مع مجرم "

لقد كانت تعلم انه يطمئن عليها، مثلما فعلت حين غادر عند اسرته بزيارته، لكن قولها، هدم حتى تلك الصداقة الصغيرة المتشكلة بينهما

و لم تجد نفسها الا و هي تحك وجهها، تسحق بذلك الدموع على عينيها، و تذكر نفسها

" لن تغيض احدا على غيره "

إلا ان اخر جملة علقت ببالها بشكل هستيري، " اتعلمين صفاء، ليس الأمر كأنك استثناء.. "

حين تواصلت بعد ذلك مع آدم، لم تستطع نسيان جملة

" لقد خيبت ظني حقا..، لقد كان سيف امانة سلمتها لك "

مرارة تلك اللحظة، جعلتها حقا تدرك انها خسرت كل شيء، و انغمست في أيامها، سائمة و قانطة، منغمسة على عملها، تداري حزنها، حتى مرت سنة و انقلبت الاحداث رأسا على عقب، وسمعت من أسماء عودة سيف للوطن

في ليلة اخرى، مصابة بالحمى، جلست فوق كرسي مكتبها، و حملت القلم و هي تدون ما حدث خلال السنة..كانت تلك ميزة كما هي عيب، تراجعها حين تدرك أنها خاطئة.

كَــــدرٌ الــوِجّدانOù les histoires vivent. Découvrez maintenant