كَــــدرٌ الــوِجّدان

عناق

في أحد معسكرات الشتائية التجمعية المتجهة للشاطئ، كان الجو بالمقدار الذي يجعل الشخص يغطس

بدأت صفاء تحك يديها بقوة و هي تنكز في سيف و تقول

" الجو باردٌ جدًا "

همهم على تعليقها، و شبح ابتسامة يراوده على طريقتها في تطويل آخر حرف من الجملة، في حين أنه كان مكتفيا فقط بالسترة التي فوق ملابسه، ارتدت صفاء سترتها و وشاح سيف الذي أهداه لها في آخر مرة و قبعة صوفية غطت كلتا أذنيها

" اتعلم ... "

همهم سيف مجددا حاثها على اكمال قولها، كأن شفتيه منطبقتين بصمغ، تجاهلت صفاء فعله و ادخلت يدها بجيب سترته في حين ان يديه هو كانا في جيب سرواله، كان يبدو مظهرهما وكأنهما حبيبان متشابكا الايدي، لا يفترقان منذ اتيا

" اظنني اشعر بالغيرة تجاه حسناء "

حرك سيف نظره من الشعلة النارية التي تجمع عليها الكل و نظر لها، احمر وجهها للحظة و ردت و هي تنظر للارض

" هي تسرق منا آدم، لولاها لكان رفقتنا "

" لكنها حبيبته.. "

كانت إجابته كفيلة حتى تخجل صفاء اكثر و تتوارها وراءه وهي تحشر نفسها أكثر داخل سترته تلتمس فيها الدفئ

" اعلم، ذلك يزعجني أكثر، اهو يحبها ؟ "

لم يستطع سيف ان ينزع عن نفسه فضوله تجاه حالة صفاء، و سؤاله الداخلي، ما بالها ؟

" هل يهم ذلك صفاء ؟ "

تشجعت صفاء اكثر و هي تقول له

" بالطبع يهمني ! هو صديقي "

همهم مرة ثانية، كأنه لا يعلم ان ذلك يغيضها، بل يحثها على الكلام أكثر، لكنه لم يستطع أن يركز تماما، كان يشغله الفتى الذي كان يراقبهم منذ مدة و هو يتصفح صفاء كثيرا

احس بانزعاج كبير، لكنه تغاضى عن الأمر و هو يفكر انه ربما اخطأ في ظنه

عندما انقسم كل منهم لمجموعة، لوحت صفاء بإبتسامة واسعة لسيف و هي تذهب في وجهتها وهي لا تعلم ان ذاك الشخص قد خطط لما لا يحمد عقباه

كانت مجموعة صفاء مرتكزة على مهمة جمع الحصى التي تحتوي الطحالب لمعاينتها و بعض الفروع الرقيقة من الشجر حتى يشعلوا النار لبقية الليلة

انقسمت المجموعة لفرعين، اثنان يحضرون الحصى و صفاء و شاب يحضرون الفروع الرقيقة القابلة للاشتعال

كانت صفاء ترغب حقا ان تكون في المجموعة الاخرى، حتى تتأمل الشاطئ و جماله، كانت المشاهد تتراوح على فكرها، و من جهة اخرى كرهت احتكاك رفيقها الدائم بها و التصاقه

بدأت صفاء تقلب ما بين الأشجار على بعض الفروع، و من جهة كانت منزعجة من نظرات ذاك الشاب و كلامه المتداخل