إلتجاء

0 0 0
                                    

" إلى فاشلي الرائع، سيف...

لا اعلم ان كنت بهذا الشارع لازلت كائن، و يا لها من حالة أمل فظيعة للمرأ..

اتساءل كيف للانسان ان يترك بصمته القوية و يذهب هكذا دون وداع، أتساءل حقا كيف يطلب الناس من الراثي ان ينسى و يصبر نفسه بالعديد من الجمل السخيفة، و أتساءل حقا لما انا حزينة.

لطالما أخبرتني مريم انني مَعرض فتنة، و لطالما قالت ان مشيي جنبها و الحديث برفقتها يأخذ كل الأضواء منها، و رغم انني احسست بصدق و تذمر و عدم حسد في كلامها، الا أنني لا اتوقف عن الاحساس ان كل هذا كذب، و انني لست عاكسة لأي شيء في انجذاب الاخرين لي.

في عز ارتفاع حرارتي، و ليكن لعلمك المتواضع، انه ثاني يوم لي، انني ارغب ان ابكِ، هذا النوع من البكاء تحديدا يمسكني لحظة ضعفي، و لحظة السؤال

لما تخلى الكل عني ؟، لقد حاولت حقا ان اكون كافية، حتى في اللحظات التي لم اكن، كنت اجاهد لملئ الفراغات و انا اعمل على علاقاتي مع احبتي، لقد كنت حقا، بكل جهدي، و لم اكن ابدا، شخص يستحق التخلي عنه، الشخص الذي تخلى عن نفسه حين خير مع احبائه

فلما اشعر بكل هذا الألم ؟

و لا اخفيك القول يا حضرة اللاشيء، انني لا اراها الا توهمات، توهمات رفض متعدد ؟، أو تعامل في صغري ؟

ان المشاعر لا تمحى، انه اعتقادي، مشاعر الماضي هي أفكار الحاضر وتوقعات المستقبل

اخر الاخبار، توفيت جدتي في الشهر الماضي او الذي قبله، و نستطيع ان نقول اني انهرت، و لو شهدت موضوع سماعي للخبر إندهشت رغم جمودك، و قبل ان ابدأ القص

في العادة، يبدأ ادب الرسائل بـ " عزيزي "، ليلي بعد ذلك الاسم، اسم الشخص الذي تكتب له

و لطالما تساءلت عن هاته المنهجية الصعبة التي عانيت منها، لقد كنت شخصا يحب كتابة الرسائل، تدوين الفواصل، و ذكر اللحظات، لكنني لم اتوقف عن التساؤل.. هل الرسائل تكتب فقط للعزيزين ؟ الا تكتب للأعداء، الخبيثين، السيئين، رئيس العمل و الجار، او حتى اقاربك الذي لا تشترك معهم سوى بالدم.

حين وقعت في هذا السؤال مع آدم، اخبرني ان نتستبدل " عزيزي " بـ " جميلي "، حتى لا نقع في خطورة السؤال، و ضحكت، تلك الابتسامة المشرقة، و انا اتذكر، لقد كان حقا جميلا، و رغم ذلك، بقيت ملامحه الاساسية محفوظة رغم بشاعة المرض في اخمادها بأحد الصور التي اراني اياها أيام كفاحه، و لهذا قلت " فاشلي " رغم انك لست لي، لكنك فاشل بالقدر الذي كنت تواسيني، الفشل العاطفي الذي اشتركنا به

لقد كان آدم الشخص الوحيد الذي يتبادل معي الرسائل بشكل دائم، لقد كانت لعبتنا، حين تعصف بنا الحياة بمرمى لا نستطيع شرحه، حين نتساءل كثيرا و نحن نشعر بالوحدة، و حين نحزن من قول الاخرين الذين لا يمثلنا لقد كان ملتزما جدا، حتى انه استعار أصابع شخص ما في فترة ما لم يستطع بها إمساك الهاتف.. حين اردت ان اكتب هاته الرسالة، شعرت بالحيرة، الى من اردت ان اوجه الكلام من غيره.. و لم اجد سواك

كَــــدرٌ الــوِجّدانOù les histoires vivent. Découvrez maintenant