لم تتوقف صفاء عن الضحك بهستيريا أمام سيف و هو عكسها هادئ يمرقها بصمت
لم يوقف نفسه عن قول
" لم تكن النكتة تستحق كل هذا الضحك "
لم تتوقف عن الضحك و هي تجيبه، تضرب رجليها بقوة معبرة عن عدم قدرتها على التحمل
" ملامحك تستحق "
كان شعر صفاء يلوح مع تحركها الدودي، حتى جلست تلتقط أنفاسها، و دون ان تدري وجدت يداه الخشنتان ترفع شعرها للاعلى بصمت
عم صمت طويل، كأنها ابتلعت ضحكتها و هي تحس به يعبث دون توقف
" هل لديك ربطة شعر ؟ "
تفاجئت للحظة
" لا ! هل يفي مشبك ؟ "
مد يده و اخده منها، عندما انتهى و جلس جنبها، سخر من تغير مزاجها و ملامح وجهها
" اياك ان تقعي بحبي ايتها السخيفة..، هاته التسريحة افضل"
تلمست شعرها و هي تشك انه بشع، لكنها بتلك لحظة.. لم تهتم
كشرت وجهها بغيض و هي تبصر لناحية بعيدة، تستفهم حقا
" ما هو الحب ؟
لا اعرف ما هو الحب تحديدا، هل هو انتماء او دعاء او ايمان ؟"لم يزح سيف عينه عليها وهو يجيب
" الحب كل شيء "
نظرت له بغضب و هي تجيب
" كيف ! كيف هو كل شيء في حين لا شيء لديك "
فضل سيف أن يجيب بهدوء
" لديك جميع انواع مشاعر، انانية و تملك، اهتمام و مراعاة، عتاب و قسوة "
زفرت بقوة و هي تضع رأسها فوق طاولة
" الحب سخافة، الحب لا شيئ، كالماء بين يديك، لا يصمد ابدا و لا يبقى "
عم الصمت للحظات و هو يخالف نظره لأين كانت تنظر، كان غروب الشمس فاتنا و الجو كله برتقالي، كان يوما طويلا من التبضع
" اشتقت لأدم "
" اظنني افعل ايضا.. "
لم ترفع صفاء راسها و هي تكمل المحادثة
" لما سافر دون ان يودعني جيدا ؟ "
" اظنه فضل بعض العزلة"
" لكنني وحيدة دونه، لا احد حقا "
" ماذا عن صديقاتك ؟ "
" واحدة منشغلة بدراستها و الأخرى بحبيبها "
" ماذا عني ؟ "
" انت.. لا ترتاح لي "
وضع سيف راسه فوق طاولة كذلك إلا ان كلا وجهيهما اختلافا في وجهة النظر، كما اختلافا في السن، كما فعل كل أحد بمبادئه و افكار حياته و مفضلاته
" انها هكذا، لست مخصصة "
عم صمت طويل
" ارغب ان ابكِ "
" صوت بكاء الاطفال مزعج... "
" اعلم، لكنني حقا حزينة، ادم شيئا آخر، حديث ادم جميل، و وجهه ايضا، أخلاقه رائعة، و افكاره جذابة، سرده، ادم يسرد لي تفاصيل التفاصيل، و يضحك بطريقة جذابة، آدم يجعلني ابكِ "
" هل تحبينه ؟ "
استدارت عكس وجهة نظرها السابقة، و رات شعر راس سيف، كانت تستطيع تمييز النذبة على رأسه، لقد كان.. لم تعرف كيف تصفه، لم تتفاجئ، تأملته للحظة و لم تستطع الا ان تستنشق رائحته بعمق و هي ترد
" نعم، احبه كثيرا، كعائلة "
" هذا تصريح جريء، الست لا تعرفين الحب ؟ "
" لا اهتم، الحب شيئ سخيف، شيئ لا افهم افعاله و خدعه، لكنني افهم ان ادم عائلة لي، شخص يبعث السكينة، اتمنى ان يأخذ كل الخير وإن كان من عندي "
عم الصمت الطويل، كان مبادرا بشكل غريب اليوم، كان سيف من النوع الذي قد يصمت طول حياته إن لم تبدأ انت المحادثة، لكنه أردف
" تبدين حزينة.. "
" ليس شيئا جديدا "
" احس انه يوجد شيئ جديد "
" لا شيء، ماذا عنك ؟ "
" ارغب بالذهاب للبحر "
و هاته المرة هو من استدار، عندما التقت عيناهما
قالت
" عندما كان عمري اثنى عشر سنة، كتبت جملة بشكل عشوائي، لم اعلم ان الاستاذة ستبجلها و تكتفي بها وحدها، اسألني ماذا كانت ؟ "
" ماذا.. "
" البحر كالإنسان، ان كان البحر تحركه الرياح، الإنسان تحركه المواقف "
" تبدو جملة عميقة لطفلة "
" اشك مرات انني كتبتها، ربما سمعتها من قبل و استنتجتها "
" هذا وارد "
" اتعلم.."
لم يجبها، اكتفى بالهمهة، و رغم انها وضعت احتمال انه تعب، الا انها اكملت
" لا ارغب ان ادخل علاقة "
أجابها بسخرية
" لم يقبل بك احد اصلا "
رفعت راسها، و فعل المثل، نظر كلاهما لعين الاخر ة بهدوء ردت
" و ان يعني ؟ انا لا ارغب الان "
" سنرى "
نظرت له بنصف نظرة و اعادت نظرها للسماء السوداء و هي تتنهد
" سنرى "
VOUS LISEZ
كَــــدرٌ الــوِجّدان
Romanceفهرس ثلاث اشخاص، ثلاث قصص، ثلاث طرق للمعاناة و ... ثلاث اصدقاء في محورهما عاشقان حين تلتقي صفاء بآدم، في اتعس يوم صيفي مَر عليها، و تقبل بذلك الولوج لحياته كصديقة، هل تدرك بذلك عاقبة ما هي مقبلة عليه ؟ و التعريفات التي ستمتحن عليها، و الاسئلة...