حب؟

0 0 0
                                    

لم تتوقف صفاء عن الضحك بهستيريا أمام سيف و هو عكسها هادئ يمرقها بصمت

لم يوقف نفسه عن قول

" لم تكن النكتة تستحق كل هذا الضحك "

لم تتوقف عن الضحك و هي تجيبه، تضرب رجليها بقوة معبرة عن عدم قدرتها على التحمل

" ملامحك تستحق "

كان شعر صفاء يلوح مع تحركها الدودي، حتى جلست تلتقط أنفاسها، و دون ان تدري وجدت يداه الخشنتان ترفع شعرها للاعلى بصمت

عم صمت طويل، كأنها ابتلعت ضحكتها و هي تحس به يعبث دون توقف

" هل لديك ربطة شعر ؟ "

تفاجئت للحظة

" لا ! هل يفي مشبك ؟ "

مد يده و اخده منها، عندما انتهى و جلس جنبها، سخر من تغير مزاجها و ملامح وجهها

" اياك ان تقعي بحبي ايتها السخيفة..، هاته التسريحة افضل"

تلمست شعرها و هي تشك انه بشع، لكنها بتلك لحظة.. لم تهتم

كشرت وجهها بغيض و هي تبصر لناحية بعيدة، تستفهم حقا

" ما هو الحب ؟
لا اعرف ما هو الحب تحديدا، هل هو انتماء او دعاء او ايمان ؟"

لم يزح سيف عينه عليها وهو يجيب

" الحب كل شيء "

نظرت له بغضب و هي تجيب

" كيف ! كيف هو كل شيء في حين لا شيء لديك "

فضل سيف أن يجيب بهدوء

" لديك جميع انواع مشاعر، انانية و تملك، اهتمام و مراعاة، عتاب و قسوة "

زفرت بقوة و هي تضع رأسها فوق طاولة

" الحب سخافة، الحب لا شيئ، كالماء بين يديك، لا يصمد ابدا و لا يبقى "

عم الصمت للحظات و هو يخالف نظره لأين كانت تنظر، كان غروب الشمس فاتنا و الجو كله برتقالي، كان يوما طويلا من التبضع

" اشتقت لأدم "

" اظنني افعل ايضا.. "

لم ترفع صفاء راسها و هي تكمل المحادثة

" لما سافر دون ان يودعني جيدا ؟ "

" اظنه فضل بعض العزلة"

" لكنني وحيدة دونه، لا احد حقا "

" ماذا عن صديقاتك ؟ "

" واحدة منشغلة بدراستها و الأخرى بحبيبها "

" ماذا عني ؟ "

" انت.. لا ترتاح لي "

وضع سيف راسه فوق طاولة كذلك إلا ان كلا وجهيهما اختلافا في وجهة النظر، كما اختلافا في السن، كما فعل كل أحد بمبادئه و افكار حياته و مفضلاته

" انها هكذا، لست مخصصة "

عم صمت طويل

" ارغب ان ابكِ "

" صوت بكاء الاطفال مزعج... "

" اعلم، لكنني حقا حزينة، ادم شيئا آخر، حديث ادم جميل، و وجهه ايضا، أخلاقه رائعة، و افكاره جذابة، سرده، ادم يسرد لي تفاصيل التفاصيل، و يضحك بطريقة جذابة، آدم يجعلني ابكِ "

" هل تحبينه ؟ "

استدارت عكس وجهة نظرها السابقة، و رات شعر راس سيف، كانت تستطيع تمييز النذبة على رأسه، لقد كان.. لم تعرف كيف تصفه، لم تتفاجئ، تأملته للحظة و لم تستطع الا ان تستنشق رائحته بعمق و هي ترد

" نعم، احبه كثيرا، كعائلة "

" هذا تصريح جريء، الست لا تعرفين الحب ؟ "

" لا اهتم، الحب شيئ سخيف، شيئ لا افهم افعاله و خدعه، لكنني افهم ان ادم عائلة لي، شخص يبعث السكينة، اتمنى ان يأخذ كل الخير وإن كان من عندي "

عم الصمت الطويل، كان مبادرا بشكل غريب اليوم، كان سيف من النوع الذي قد يصمت طول حياته إن لم تبدأ انت المحادثة، لكنه أردف

" تبدين حزينة.. "

" ليس شيئا جديدا "

" احس انه يوجد شيئ جديد "

" لا شيء، ماذا عنك ؟ "

" ارغب بالذهاب للبحر "

و هاته المرة هو من استدار، عندما التقت عيناهما

قالت

" عندما كان عمري اثنى عشر سنة، كتبت جملة بشكل عشوائي، لم اعلم ان الاستاذة ستبجلها و تكتفي بها وحدها، اسألني ماذا كانت ؟ "

" ماذا.. "

" البحر كالإنسان، ان كان البحر تحركه الرياح، الإنسان تحركه المواقف "

" تبدو جملة عميقة لطفلة "

" اشك مرات انني كتبتها، ربما سمعتها من قبل و استنتجتها "

" هذا وارد "

" اتعلم.."

لم يجبها، اكتفى بالهمهة، و رغم انها وضعت احتمال انه تعب، الا انها اكملت

" لا ارغب ان ادخل علاقة "

أجابها بسخرية

" لم يقبل بك احد اصلا "

رفعت راسها، و فعل المثل، نظر كلاهما لعين الاخر ة بهدوء ردت

" و ان يعني ؟ انا لا ارغب الان "

" سنرى "

نظرت له بنصف نظرة و اعادت نظرها للسماء السوداء و هي تتنهد

" سنرى "

كَــــدرٌ الــوِجّدانOù les histoires vivent. Découvrez maintenant