_أنا بجد متأسف للي هقوله، بس التحاليل بتبين أن في ورم في الرحم، ولازم نشيله.
رديت ورضا العالم كله في قلبي: الحمدلله على كل حال، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
_الأول هنبتدي كيماوي عادي، ولو مجابش نتيجة هنضطر نشيله بعملية جراحية.
: هبدأ الكيماوي مِن إمتى؟
_ هديكي يومين تكوني رتبتي نفسك، وجهزتي حاجتك، وتيجي يوم الجمعة نكون جهزنالك أوضتك.
مشيت مِن عند الدكتور، وروحت البيت جهزت غدا ليا، وصليت فرضي، ودعيت ربنا كتير أوي._ ألو، إزيك يا بيسان.
: وعليكم السلام، الحمدلله يا ليلى.
_هنبدأ بقى في شغل الشيخة بيسان.
: أنا قولت حاجة دلوقت يا ليلى.
_أنا مرميتش السلام عشان تردي عليا.
رديت بهدوء، وأنا زعلانة عليها، كتير بحاول أخليها تقرب مِن ربنا، بس مفيش فايدة: دي تحية الإسلام يا ليلى، عمتًا أنا بتصل أقولك إني مش هبقى موجودة الفترة دي عشان لو اتصلتي بيا.
_ليه هتروحي فين؟
: راحة المستشفي عشان اتعالج.
_ليه؟ومن إيه؟
:عندي ورم في الرحم، وهبدأ كيماوي، فهروح اتعالج وهقعد فترة في المستشفى.
حسيتها اتصدمت، سمعت صوت تنفسها العالي، سمعت صوت عياطها، مكنتش أتوقع أنها تكون بتحبني للدرجادي.
_إزاي كدة؟ أنتِ فين دلوقتِ؟ أنا جاية.
رديت بهدوء : في البيت.
_سلام، أنا جاية.
: في رعاية الله.
قعدت أقرأ وِردي لغاية متيجي، الباب خبط، قومت أفتح الباب، اتصدمت من منظرها، الكحل اللي حاطاه سايل علي وشها من عياطها، عينيها حمرة، ووشها أحمر، وبتنهج، دخلت اترمت في حضني ابتسمت، ودخلت بيها بعد مقفلت الباب.
اتكلمت وأنا بطبطب عليها بحنان: اهدي، اهدي يحبيبتي.
فلتت منها كذا شهقة ورا بعض_ مقولتليش ليه؟ كنت ابقى معاكي، طول عمرك سنداني، طول عمرك أنتِ كل حاجة بالنسبالي، طب أنتِ عارفة أنا كنت بزعل من نفسي لما بكلمك بطريقة وحشة، أنا، ليه مقولتليش ابقى معاكي، واسندك، واطبطب عليكي زي مبتعملي معايا دايمًا، ونبي يارب خليهالي معايا يارب، مليش غيرها.
قعدت تعيط، وأنا فرحانة، فرحانة أنها بتحبني كدة، كنت بزعل لما يلتقي اسلوبها معايا كدة، حقيقي ربنا كشفلي حبها، وأنا بجد ممتنة للمرض دا.
طبطبت عليها وأنا واخداها في حضني: متقلقيش، هروح اتعالج، وهخف، وابقى معاكي دايمًا، أنا قاعدة على قلبك ومربعة يستا.
_أنا هاجي معاكي، هنهزم المرض ده مع بعض، هتخفي ونرجع مع بعض.
رديت عليها، وأنا مبتسمة: هخف ونرجع مع بعض.
"أنا، وليلى أهلنا متوفيين، هي عايشة في بيتها عشان هي كانت بتحب أهلها جدًا، وليها ذكريات في البيت فمرضتش تسيبه"
نامت في حضني، وتاني يوم كان أحلي يوم في حياتي، عمري ما شوفت ليلى كدة، كانت بتضحك، وتهزر، وعاملة زي الفراشة في البيت، بتطبخلي، وبتبتسملي كل شوية، وقعدنا نلعب مع بعض، شغلنا كارتون أنمي، وقعدنا ندعي علي البطل اللي بيعذب البطلة، كانت بتطبطب على قلبي والله، كانت يتجهز شنطة هدومي، والحاجات اللي هحتاجها هناك زي اسكتشات الرسم، والألوان؛ عشان أنا بحب الرسم جدًا، سابتني نايمة بليل، وخرجت جابت هدومها، وحاجتها هي كمان، وبعدين جات نامت فحضني، ابتسمت، ونمت تاني.الصبح كان معادنا اللي هنروح فيه المستشفي، صحيت كانت هي مشغلة قرأن، ومبخرة الشقة، وعاملة فطار.
ليلى وهي مبتسمة بحنان_ يلا بقى يبيسان؛ عشان نفطر، ونصلي الجمعة.
ساعتها ابتسامتي وسعت؛ لأن ليلى مكانتش بتصلي إلا نادرًا: قايمة اهو يا لولو.
فطرنا، وصلينا الجمعة، وأخدنا حاجتنا، ونزلنا ركبنا تاكسي، طول ماحنا في التاكسي ماسكة أيدي مش راضية تسيبها، وكل شوية تبصلي، وتبتسم باطمئنان، في الحقيقة أنا كنت حاسة أنها بتطمن نفسها مش أنا.
وصلنا، وطلعنا المستشفى، قابلنا الدكتور، ونادى الممرضة توديني أوضتي.
ليلى_ يا دكتور لو ينفع تحط سرير كمان في الأوضة، أنا هبقى معاها في المستشفى.
أنا، والدكتور بصينالها بذهول، وهي ضحكِت، وخطفت قلبي.
ليلى_ إيه يا جماعة عادي، يلا بقى.
وفعلاً أقامت معايا في المستشفي، عدا تلات شهور، كانت معايا دايمًا، بتقويني، وبتسندني، أوقات ببقى من الوجع مش قادرة أتكلم، كانت هي بتيجي تقعد على السرير جنبي، وتاخدني في حضنها، وتمسحلي على ضهري بحنان، وبتفضل تقولي_ حقك على قلبي، آسفة على بشاعة المرض ده، هنهزم المرض، أنتِ قدها يا بيسان، كانت بتطبطب على روحي، أنا لسة فاكرة أول جلسة كيماوي ليا، ساعتها أصرت تدخل معايا، قعدت جنبي ماسكة أيدي، كل ماصرخ من الوجع، كانت بتشد علي ايدي أكتر، وهي دموعها نازلة.أنا فاكرة يوم ما عرفت إني خفيت، راحت هي استلمت التحاليل، وجابت تورتة، وزينة، واختمرت، قالتلي بكل حب في العالم_ أنا قررت أعملك مفاجأة تفرحِك بجد، إيه رأيك؟
فرحت جدًا وقتها، حضنتني، ودموعها نزلت_ الحمدلله يارب، الحمدلله أنك حفظتهالي.
خلصت كلامي، وقولت بكل حب: عرفت قيمة أن يكون عندك صديق بجد يحبك بجد، بس اكتشفت أن هي مكانتش صديقتي بس، لا هي أختي، وأكتر من روحي، هي رفيقة روحي، ورحلتي في الدنيا، وبإذن الله في الآخرة، إيه مش حابين تتعرفوا عليها.
سمعت صوت التصفيق، والتصفير، وهم بيقولوا هي فين.
: إيه يا ليلى مش ناوية توريهم نفسك ولا إيه؟
كانت قاعدة في أول صف، قامت وقفت، وطلعت علي المسرح
_ لأ طبعًا إزاي؟ حضنتني، وأخدت المايك؛ عشان تتكلم.
_أنا ليلى، عايزة أقولكوا حاجة أخيرة، متسيبوش الوقت يسرقكوا في حاجات تافهة متستاهلش، متضيعوش لحظة من عمركوا من غير متقضوها مع الناس اللي بتحبوها، اختاروا الصديق الصح، اللي يكون ليك رفيق الدرب الأبدي، وياخد بإيدك للجنة، محظوظة ببيسان، ويوعدي بيها، وبلطف العالم اللي في قلبها والله.
خلصت كلام، وحضنتني، وسمعنا صوت تصفيق حار جدًا، وأنا فخورة جدًا بيها والله.
همستلها: أنا فخورة بيكي، وبنفسي إني اختارت رفيقة دربه زيك كدا
ردت عليا بنفس الهمس_ كنتيلي الأمان اللي بحلم بيه، وكنتيلي العالم اللي معرفش حد فيه غيرك، وممتنة للعالم لوجودك في حياتي
#أثر طيب