_ماتقلعي النقاب أحسن...
_إيه؟!
_أنتِ شايفة نفسك لبسه صح؟
جت في بالها جملة صحبتها ليها، فقالت بكُلّ ثقة:
_ آه، ده على الموضة.
بصتلها بشفقة:
_للأسف أنتِ فاهمة غلط.
بصتلى بسخرية، وقالت وهي بتمشي:
_بصي لنفسك الأول بعدين تعالي كلميني."في البيت"
_آية أنتِ بتعيطي؟
بصتله برجاء وأنا بعيط، واتكلمت:
_وليد... هو أنا وحشة؟
مسح دموعي بحنان، وهو بيقول:
_أنتِ أحلى حاجة شافتها عيني.
قال بحده نسبيًا:
_بعدين مين قال كده؟
قالت بشرود وأنا بفتكر البنت اللي لبسه نقاب:
_النهاردة قابلت بنت في الكلية لبسه النقاب بصورة غلط خالص، تخيل لبسه النقاب على بنطلون واسع وعليه جاكت طويل واصل للأرض، فأنا روحت قولتها "ماتقلعي النقاب أحسن"، قامت قالتلي "ده على الموضة"، وقبل ما تمشي بصتلي بسخرية وقالتي "بصي لنفسك الأول بعدين تعالي كلميني"، أنا عارفة إني مش لبسه الزي الشرعي بس قريب إن شاء الله هبطل ألبس الطرح وهلبس الخمار.
عيطت وقولت وأنا بشاور على نفسي:
_أنا بعد ماهي سابتني حاسيت إني وحشة أوي.
_أنتِ غلطانة.
بصتله باستنكار، وقولت:
_أنا، ده أنا روحت نصحتها وبدل ماتقبل النصيحة، كلمتني بطريقة مش كويسة.
مسح دموعي، وهو بيقول بِهدوء:
_أولًا ماكنش ينفع تهجميها كده؛ لأن اللي بينصح حد بيوجه مش بيعيروا بالغلط بتاعه.
حسيت بتأنيب الضمير، وقولت بتوتر:
_أنا ماكنش قصدي، كُلّ اللي عملته إني كُنت خايفة عليها؛ فنصحتها.
ابتسم بتفهم، وقال:
_أنا فاهم كده؛ لأني عارفك، لكن هي ماتعرفكيش وحتي لو تعرفك ممكن ماتقبلش النصيحة بتاعتك وتعاند؛ علشان طريقتك كانت غلط.
قولت بحيرة:
_طيب أنت شايف أعمل إيه؟
ابتسم وليد بحماس:
_هقولك."في كافيه الكلية"
_أنتِ تاني؟
سحبت الكرسي، وقعدت قدامها بِهدوء، ابتسمت وأنا بقول:
_بعتذر عن طريقتي المرة اللي فاتت.
قالت ببرود:
_كويس أنك عرفتي غلطك.
كٌنت لسه هدافع عن نفسي، بس افتكرت كلام وليد؛ فقولت بِهدوء:
_بعيدًا عن مين الغلطان، أنا يتمنى نبدأ صفحة جديدة كأننا ماتقبلناش قبل كده، موافقة؟
لمحت من نظرتها ليا الموافقة؛ فقولت بسرعة قبل ما تغير رأيها:
_يبقا أتفقنا، ها تشربي إيه؟_هو أنتِ لبسه النقاب من غير رضا؟
سابت العصير، وقالت بأستغراب:
_لأ، ليه بتسألي؟
حمحمت بتوتر:
_أحنا اتفقنا نبدأ صفحة جديدة صح؟
اتحركت البنت بملل، وقالت وهي بتشاور _بمعني أنجز_، اتنهِدت بِهدوء وقولت:
_أنا عارفة إني ماعنديش المعلومات الكافية اللي تخليني أنصحك بس أنا بحاول أجاهد نفسي وأبقى شخصية أحسن.
ضحكت بِخفة وأنا بقول:
_طبعًا هتقولي وده علاقة بيا إيه...
حركت إيدي بعشوائية وأنا بقول:
_ أنا مؤمنه بفكرة أن لما تحب تساعد نفسك ساعد غيرك، فلما لقيتك قدامي حبيت تكوني أنتِ الشخص اللي يأخد بإيدي للأحسن...
ابتسمت بصدق، وقولت:
_ فممكن نقرب من ربنا مع بعض؟
قولت بتذكر:
_صح أنتِ اسمك إيه؟ الكلام أخدنا.
_مرام.
مديت أيدي وقولت بود:
_تشرفنا يا غالية، وأنا آية.