جُور السِنين!

1

1962م.

في ليلة مُظلمة وموحشة بظلامها الدامس ورائحة البارود مع أصوات الإطلاق من كل الجهات!.

رائحة الدم ممزوج بالنار الملتهبة في كل الخيام..

أصوات مختلطة،صراخ الحريم، صوت الشيخ هجرس وهو يأمر رجال قبيلته بحماية الأطفال والحريم ومتقدم الصفوف الأولى لمواجهة الغزو المفاجأ على ديرته!

الغزو الي كان لأول مره يصير ويتجرأ أحد يغزو قبيلته!

الغزو الي فاجأهم كلهم!

أصوات الخيول وصرخات الصغار!

التفت الشيخ هجرس بأنفاس متساعرة للصوت الي خلفه:  يــــــــــــا شيــــــــــخ هجرس يـــــــــا شــيـــخ هجرس القُمر غاب!  يا شيخ هجرس القُمر غاب!

وقعت الباروده من يده مرتطمه بالأرض ونزل من الخيل وقال بصدمه:  القُمر!

:  خيمتك يا شيخ انحرقت و بنتك فَجر عند عمتها الشيخة   ام سويلم  مير القُمر ماهي موجوده..

دفعه هجرس عن طريقة وركض لخيمته مُسرع ونبضات قلبه تكاد تخترق صدره..

كل شي إلا القُمر كل شي إلا أغلى بناته، كل شي إلا تؤأمتيه!

فَجر و قُمر أغلى ما يملك في هالدنيا، نور عيونه وبهجة حياته..

دفع الخيمه المتهالكة و المشتعلة بالنيران ودخل وهو يصرخ:  قُمـــــــــــــــر يا قُمـــــــــــــــر يا عيــــــن ابوك وضي عينه يا قُمـــــــــــــــر!!!!

دخلوا رجاله وصرخ عليهم:  أنتشروا في القبيلة وين بتختفي بنت بعمر الثلاث السنوات؟؟؟!!  وييين راحت بنتي..

:  يا شيخ والله والله مالها أثر!

هجرس التفت له بشراسه وهمس بحده:  وين بتروح بنت الشيخ هجرس ومن بيتجرأ يضرها؟!!!!

:  الوكاد يا شيخ ان واحد منهم دخل للخيمة وأخذها.

هجرس بصراخ:  أنتشروا وردو لي بنتي  ... ردووو لي قُمـــــــــــــــر!!!

.
.
.

....

1975م.

في إحدى القُرى ببيوتها الطينية القديمة..

كان يجمع الحطب وهو يتنهد بتعب، بجوع، بعطش، بألم..

رفع راسه وشاف الناس ترجع وناظر الحطب الي معه كانت مجموعة كبيرة، شلون بياخذها على ظهره كلها!!..