....
في الطرقات..
كان يمشي الى قَدرٍ مجهول، نحو مستقبل مُبهم..
كجسد بلا روح..
مُحمل بالآلام مُثقل من الخذلان، كرواية بلا عنوان..
بلا هدف بلا معنى بلا ديوان..يتخبط بين السطور يبحث عن أملٍ للعيش لكن الصدمة التي تعرض لها جعلته يرى كل السطور بحبر جاف متشقق..
هل الطريق إلى تابوت الخيبة؟
أم إلى سرداب النجاة؟أم أن كلا الخيارات مظلمة؟
....طاح راكان على الأرض وهو باهت الملامح متشقق الشفتين دمه يغطي ملامح وجهه..
رفع راسه للسماء بعيون تائهه بلسانً معقود، بقلب مكلوم..لا الكلمات أسعفته للحديث ولا الدموع أراحت قلبه..
باهت..
متبلدٌ فقط..لكنه كان متيقن أن هذه النظرة التي وجهها إلى باب ربه راجياً قد علم الله مافي قلبه.. وعلم ما يجول في باله علم الله ما يتمنى راكان وما يطلب..
فلا الجبر صعب على الله ولا الإستجابة بعيدة عنه..
وقف راكان مرة أخرى بتثاقل وهو يكمل طريقة وهو يرى ان الشمس بدأت تختفي..
والمسافة لديرة عمه لازالت بعيدة نوعاً ما..
اكمل طريقة وهو صامت يرتجي العون من الله ويحمل طيف أمل في باله ان عمه وأخوه بياخذون له حقه..
________
في ديرة ناجي الذيب..
كانت هدى واقفة على باب مجلس جدها وفي يدها صحن العشاء..
مغطيه وجهها وتدق الباب بهدوء..انفتح الباب وطلع عمار وعقد حواجبه وقال: ليه جايبين العشاء؟
هدى بتوتر وحياء: امي تقول اجيبه لك..
عمار: ماله داعي تتعبون انا اتعشى خارج..
هدى ما عرفت وش تقول وهي مو متعودة تخاطب احد غير أمها..
رجعت بهدوء للمطبخ ودخل عمار للمجلس وناظر عمه النايم بتعب وابتسم بهدوء وهو غايته ان شريفة هي الي تجي ما يبي هدى..
دخلت هدى للمطبخ وكشفت عن وجهها وقالت: يمه هذا العشاء..
شريفة ناظرتها وقالت بعصبيه: ليه مرجعته؟؟؟
هدى: شسوي يمه عمار يقول ما يبي يتعبنا هو يتعشى برا..
شريفة وقفت وهي تسحب عباتها: وش الي يتعشى برا.؟؟ الله المستعان هذا الي ناقص نخلي الرجال يجوع وما نعشيه هاتي هاتي انا اروح..
مدت هدى العشاء لأمها وأخذته شريفة وراحت للمجلس وقفت على الباب ودقت الباب بهدوء..
ابتسم عمار وناظر عمه النايم ووقف وتوجه للباب وفتحه وصد بوجهه وقال: حيّ الله بنت العم..
أنت تقرأ
جُور السِنين!
Художественная прозаعندما تجور السنين على قلب أحدهم وتتهافت الآلام والمصائب.. . بقلم " الرنيد "