13

1.2K 80 48
                                    

..

كانت مشاعرها متلخبطة وهي تشوفه يمشي قدامها وما يفصل بينها وبينه الا كم خطوة بسيطة..

راكان كان متوتر وهو يدري انها خلفه، كان يحترمها جداً لدرجة انه منحرج من انه يناظرها او يقول لها شي.. يغلي ابوها الشيخ ويعزه لدرجة انه ما يبي حتى يناظر بنته...
كان يخاف الله ويراعيه في كل شي يسويه.. وفي كل خطوة يخطوها حتى بمراعاته لحلال الشيخ كان يحاول بقدر إستطاعته انه يراعي الأمانه وما يجازي الشيخ هجرس الا خير الجزاء...

وصلوا للشبك الكبير وقال راكان بهدوء وهو ما يلتفت لها:  يا بنت الشيخ اصبري هنيا شوي...

فَجر هزت راسها ودخل راكان وهو يعلم الرعيان يطلعون..

وكان فيصل قاعد معهم عقد حواجبه وقال  :  ليه يطلعون وعندهم اشغال؟

راكان: بنت الشيخ بتدخل لحلالها..

فيصل وقف وهز راسه وقال برفعة حاجب ممازح راكان:  وانت ليه بتقعد؟ 

راكان:  من الي قالها اني بقعد؟ طالع معكم.

فيصل ابتسم له وطلعوا من الشبك وراحوا الرجال ولا واحد فيهم تجرأ انه يناظر بنت الشيخ لأنهم يدرون لو وصلت  كلمة للشيخ هجرس بتطير روسهم..

تأكد راكان ان ما فيه خطر عليها داخل الشبك وطلع وهو يصد بنظره عنها وقال:  ادخلي يا بنت الشيخ ما عاد فيه احد..

فَجر عقدت حواجبها وقالت:  ما فيه احد؟

راكان بتأكيد: ايه خذي راحتك وانا بروح للمرعى لين تخلصين وارجّعك..

سكتت فَجر شوي ثم قالت  بهدوء:  مير انا قايله لأبوي اني اخاف لحالي، اخاف النياق يهيجون فجأة.

راكان:  لا لا... لا تقلقين ادخلي.

فَجر بهدوء وهي تناظره:  بس... زين خليك هنيا على باب الشبك قريب.

راكان سكت شوي ثم هز راسه وقال:  ابشري.

فَجر ابتسمت وتقدمت من الباب ودخلت وراكان وقف على الباب وهو يعطيها ظهره يبيها تاخذ راحتها..

التفتت فَجر له وناظرته بهدوء وابتسمت وهي تشوف احترامه وثقله ورزانته... فعلاً لا قيل رجال هذا هو.

دخلت للنياق وهي تناظرهم بسعاده وإبتسامتها تزين وجهها..
بينما راكان اخذ له عصاء وقعد يخطط فيها على الأرض ينتظرها تمل وتقول يرجعها.

التفتت فَجر لراكان وناظرته لدقايق وهي ما تشوف الا ظهره..

تقدمت بخجوات هادئة وهي تحس انها ضيقت عليه وان اكيد عنده شغل وهي ازعجته.. ما تدري ليه تتصرف كذا، لكن في شي يجبرها على هالتصرفات.. شي في داخل قلبها يقول سويها..

اخذت نفس طويل وراحت له وقالت بهدوء:  خلاص ابرجع..

فز راكان والتفت لها وسرعان ما صد وقال:  ابشري..

جُور السِنين! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن