الفصل الاول: شرارة الحب وبدء الغموض

536 32 12
                                    

في قَلبِ الظلام تنامُ الأسرار
والقلبُ يخشى مَصيرًا قد أنهكتهُ النار
نَسيرُ بين حروفٍ لا نعرف معناها
وكلما اقتربنا أشتد النداء واستعرتْ الأقدار...

في إحدى الزوايا الهادئة من مدينة أومورفوس ، حيث تتناثر الأشجار على الأرصفة وتنساب الأنهار بهدوء، كان هناك منزل صغير ذا طابقين يحتفظ بسحره القديم كان لون جدرانه الخارجي هو الأزرق الفاتح، وقد كان يعكس إشراق الشمس ليعطي انطباعاً بالسكينة والراحة هذا المنزل كان موطنًا لياسمين، سيدة في الثلاثين من عمرها، تتسم بالهدوء والعزلة، لكنها تحمل في قلبها شغفاً حقيقياً بالفن والطبيعة

كانت ياسمين تعمل كرسامة في منزلها، تعيش حياة هادئة بعيدًا عن صخب المدينة كانت تعتبر الرسم طريقتها للهروب من الواقع، وكان لوحة "العطر الأزرق" هي عملها الأخير الذي طالما حلمت بإنجازه هذه اللوحة كانت تركز على زهور الأزرق والأرجواني التي تنمو في حديقة منزلها كانت ياسمين تستمتع بلحظات إلهامها عندما تعكس ألوان الزهور جمال الطبيعة وتنسج قصصًا من خيالها

كانت حياتها تتبع روتينًا ثابتًا: استيقاظ مبكر، قهوة في الصباح، وبعدها ساعات من التركيز على الرسم وفي المساء، كانت تنتهي يومها بالتنزه في حديقة منزلها لم يكن لديها أصدقاء كثيرون، ولم تكن تميل إلى الذهاب إلى الأماكن العامة رغم ذلك، كانت تشعر بأن حياتها كاملة، غير متوقعة ولكنها مريحة

في أحد الأيام، بينما كانت ياسمين تجلس في حديقتها تتأمل الزهور التي تنمو حولها، جاء سامر، شاب في أوائل الثلاثينيات، لزيارة منزل مجاور كان في طور التجديد كان سامر موظفاً في شركة تجديدات المنازل ويقوم بإصلاح المنزل المجاور لمنزل ياسمين كان شخصًا اجتماعيًا وحيويًا، وكان يبدو دائمًا مشغولاً ولكن لديه الوقت لابتسامة دافئة وتحية لطيفة لجيرانه

بينما كان سامر يعمل، لاحظ ياسمين وهي جالسة في حديقتها، وأعجب بروحها الهادئة وحبها للطبيعة لم يكن سامر معتادًا على رؤية شخص لا يشارك في أحداث المدينة الصاخبة، لكنه شعر بشيء غريب يجذبه نحوها قرر في إحدى لحظات الاستراحة أن يتعرف عليها

"مرحبًا، ألاحظ أنك تستمتعين بجمال الزهور هنا أنا سامر، أعمل في المنزل المجاور"قال بابتسامة خفيفة وهو يقترب منها

"أهلاً، أنا ياسمين. نعم، أحب قضاء الوقت في حديقتي الزهور هنا دائمًا تجعلني أشعر بالراحة"، ردت ياسمين، وهي تبتسم بلطف

بدأ سامر وياسمين الحديث عن الزهور والنباتات، وسرعان ما وجدا لغة مشتركة في حب الطبيعة والفن كان سامر مهتمًا جدًا برؤية لوحات ياسمين، بينما كانت ياسمين تقدر فهم سامر العميق لجمال الطبيعة

العِطرُ الأزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن