العِطرُ الأزرق

دوامة أنفاق يارميدا

فلتكُن خطواتك واثقة رُغم الظلام
فالرحلةٌ تبدأ حيثُ ينتهي الكلام
من عُمقِ المياه سيظهر النور
و يجب أن تُفرِّقَ بين اليقظةِ و المنام

أبتسم الملك تيام أبتسامة خفيفة بعد لحظاتٍ من التفكير العميق، ثم بدأ يشرح بصوتٍ منخفض و لكن واضح: "الينابيع التي تتحدثون عنها ليست مجرد عيون مائية عادية، إنها عبارة عن ينابيع مائية راكدة، ساخنة بطبيعتها، و تشتهر بخواصها العلاجية كانت في الماضي، تُستخدم لعلاج أمراض خطيرة، بما في ذلك البهاق والأمراض الجلدية النادرة لكن، تلك الينابيع المعروفة تقع فوق أراضي يارميدا، و ليست هنا في الأنفاق"

نظر الجميع إلى الملك بأندهاش، فأضاف: "و مع ذلك، يبدو أن ما نواجهه هنا مختلف، هذه الأنفاق قد تحتوي على ينابيع من نوع آخر... لم تُكتشف بعد"

بتشجيع من كلمات الملك، أستعد الجميع لدخول الممر تقدم سامر بخطوات حذرة، تتبعه ياسمين و يوسف، بينما كان الملك يسير خلفهم برزانة، عندما وصلوا إلى داخل الممر، أكتشفوا مجموعة من الينابيع، ولكنها كانت مختلفة تماماً عما كانوا يعرفونها، كانت المياه هنا شفافة بشكل مخيف، وكأنها ليست مياهًا بل مرآة .

ياسمين أقتربت ببطء من إحدى الينابيع، لكنها توقفت فجأة و قالت " هناك شيء غريب هنا..."

سامر أقترب منها وسأل بقلق: "هل تشعرين بشيء؟"

نظرت ياسمين إلى المياه، ثم إلى سامر وقالت: "المياه... كأنها تعرف من نحن،أشعر بشيء يجذبني نحوها، لكن لا أعرف إن كان ذلك جيدًا أم سيئًا"

يوسف أقترب أيضًا، لكنه نظر إلى الملك تيام و سأله: "هل هذه الينابيع جزء من اللغز؟"

أجاب الملك بجدية: "كل شيء هنا له غرض، لا شيء في يارميدا يحدث بالصدفة"

بدأت الفكرة تتضح في أذهانهم: هذه الينابيع لم تكن عادية، وكانت بالتأكيد جزءًا من اللغز الذي يحتاجون إلى حله.

جلس سامر بحذر في إحدى الينابيع، وعيونه متيقظة مترقبة ما قد يحدث، شعر بالحرارة ترتفع تدريجياً حوله، لكنه لم يشعر بأي شيء غير عادي في البداية، تبعه الملك تيام والمستشار، و هم بدورهم جلسوا في ينابيع أخرى على أمل أن يكشف لهم شيئًا عن سر هذه المياه.

مر الوقت ببطء، و الجميع ينتظر أن يحدث شيء و فجأة، بدأ جلد سامر يتغير.

في البداية كانت حكة طفيفة، لكن سرعان ما بدأت حبوب كبيرة الحجم تظهر على جلده، تكبر بسرعة مع مرور الوقت، جلس سامر مصدومًا، يُحدق في جسده غير مصدق ما يحدث له.

"ما الذي يجري؟!" صرخ سامر، و نظرات القلق تملأ عينيه.

ركضت ياسمين نحوه بلهفة، محاولة فهم ما يحدث، بينما يوسف و الملك تيام وقفوا عاجزين، متعجبين من التغير المفاجئ في حالته.