صمتُ الأحلام و غضب الزمان

99 9 15
                                    


في صمتِ الليلِ يَهمِسُ النهرُ بأسرارهِ
و يَنسابُ الوقتُ بينَ أصابعِ الأحلامِ
نبحثُ عن الحقيقةِ في قلبِ الغموضِ
و في أعماقِ الصمتِ نسمعُ صوتَ الأوهامِ

في ليلة مظلمة، حين كان الظلام يغطي كل شيء تقريبًا، وأصوات الغابة من حولهم تعطي إحساسًا عميقًا بالعزلة، ظهر الطائر الغامض أمامهم فجأة، حاملاً الرسالة.

الطائر الذي ظهر فجأة لم يكن شيئًا عاديًا، عيونه كانت تلمع بذكاء غير طبيعي، جناحيه كبيران بشكل يثير الريبة، وكانت حركة رقبته بطيئة، كأنه يزنّ خياراته.

الطائر لم يطير بعيدًا فور تسليم الرسالة، بل وقف هناك، يتأملهم بصمت، كأنه ينتظر منهم شيئًا.

رهف مدت يدها بتردد نحو الرسالة الملفوفة بعناية، نظرت إلى سامر وياسمين و هما ينتظران بتوتر.
الرسالة في يدها كانت تبدو ثقيلة بشكل غير مفهوم، وكأنها تحتوي على سر دفين لا يريد الكشف عن نفسه بسهولة،أعطتها لسامر فأخذها ثم فتح الرسالة ببطء، وكأن كل حركة تتطلب تركيزًا غير معتاد.

الكلمات كانت مكتوبة بخط متقن وجميل، ولكن مع كل حرف كان يبدو وكأن هناك غموضًا يلفها، الكلمات كانت تقول:

"حيث يبدأ النهر ولا يتوقف، ستجد الجواب في صمت الأحلام، و لكن كن حذرًا، فالوقت عدوك الأكبر"

"النهر..." تمتم سامر، مكررًا الكلمة بصوت خافت.

"لكن أي نهر؟ وكيف يمكن أن نعرف أي نهر هو المقصود؟" قالت رهف وهي تحاول فك شفرة الكلمات في عقلها.

"قد يكون مجرد رمز، قد لا يكون نهرًا حقيقيًا فنحن نتعامل مع ألغاز غامضة منذ البداية، ولا يمكننا أن نأخذ الأمور على ظاهرها" ردت ياسمين وهي تحاول التفكير بعمق في المعنى الخفي وراء الكلمات.

"لكن ماذا عن صمت الأحلام؟" تسائل سامر، متأملًا في الجملة.

"صمت الأحلام... قد يعني شيئًا أعمق، ربما يرتبط بالعقل الباطن، أو بشيء يتجاوز الزمن والمكان" أجابت رهف.

كانت هذه هي بداية رحلة جديدة، رحلة ستأخذهم في اتجاهات لم يكونوا يتوقعونها، بدأوا يتساءلون عن كل شيء حولهم.
النهر... صمت الأحلام... الوقت... كل هذه الكلمات كانت تبدو وكأنها تحمل معانٍ أكبر بكثير مما يمكنهم استيعابه في تلك اللحظة.

قرروا أن يبدأوا رحلتهم نحو النهر الأقرب، على أمل أن يكون هذا هو المكان الذي يحمل الجواب.
الطريق كان وعِرًا، والمناطق المحيطة بالنهر كانت غامضة بشكل لا يوصف، كانوا يقطعون المسافات دون أن يشعروا بالوقت يمر، وكأن الزمن ذاته قد توقف عن الحراك، كان هناك شيء غير مرئي، شيء لا يمكن تحديده، ولكنه موجود في الهواء، يراقبهم في صمت.

العِطرُ الأزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن