مفاتيح الغياب و شبح العودة

71 7 10
                                    

في دوامة الزمن، نحن نُسحق بلا رحمةِ
كأسرى بين جُدرانِ الوهمَ و القيودِ
يجرفنا عقاب الدهر في ظلماتهِ
حتى غَدونا كأطيافٍ بلا وجودِ

كان هذا الإحساس هو السائد في عالم الزمن المتغير الذي وجدته رهف وياسمين نفسيهما عالقتين فيه، كان المكان عبارة عن مزيج من الألوان المتغيرة و الأرض المتشققة، مشهداً لا يتوقف عن التبدل و التغير، بدا و كأن الوقت نفسه كان يعاني من اضطراب شديد، مما جعل الشعور بالقلق و الضغط يتضاعف.

صراخ سامر، الذي أدلى به قبل اختفائه، لا يزال يرن في آذانهما، صرخاته كانت أشبه بأصداء تمزق صمت هذا العالم الغريب، مما زاد من إحساسهما بالعزلة و الضياع.

كلما حاولتا التركيز، كانت الصرخات تعود لتذكّرهما بأنهما لم تكونا وحدهما، و أن سامر كان في مكان ما يواجه معاناة شديدة.

"لم أستطع تصديق ما حدث،" قالت ياسمين بصوت مملوء بالحزن، و هي تتأمل البيئة المحيطة التي لم تكن تعطي أي بصيص أمل.

كانت الأرض متشققة تحت قدميها، و كانت الألوان تتقلب بطرق غير متوقعة، مما جعل كل خطوة تبدو كأنها تجلب المزيد من الغموض والقلق"كيف يمكن أن يتركنا هنا؟"

كانت ياسمين تجلس على حجر ضخم، عيناها مليئتان بالدموع، الحزن يتغلغل في أعماقها، و كأنها فقدت شيئًا ثمينًا لا يمكن تعويضه.
كانت مشاعرها تتداخل بين الحزن العميق و الغضب، و تجد صعوبة في تقبل الواقع الجديد الذي فُرض عليها.

"لا أستطيع تحمل هذا الشعور،" قالت رهف، و هي تقف بالقرب من ياسمين، تحاول أن تشاركها الحزن و تخفف عنها.

كانت مشاعر الحزن تطغى عليها أيضاً، و كانت تدرك أن مشاعرها تجاه سامر لم تكن مجرد صداقة، بل بدأت تتحول إلى شيء أعمق.
سامر قد أصبح جزءًا مهمًا في حياتها، و مع اختفائه، كان هناك شعور بالضياع الكبير، و كأن شيئًا ثمينًا قد أُنتزع منها.

"أشعر أن كل شيء كان مجرد وهم لم يكن علينا أن نكون في هذا الوضع" قالت رهف بصوت مملوء بالأسى، و هي تتنقل بنظراتها بين الفضاء المحيط و الخريطة التي عثرتا عليها من قبل.

الخريطة كانت ملقاة على الأرض بجانبها، و بدت و كأنها تلمح إلى سر مفقود.
كانت الخريطة تشير إلى أماكن مختلفة في هذا العالم الغريب، و لكن كيفية استخدامها كانت غير واضحة، كانت الرموز التي عليها متشابكة و معقدة، مما جعل من الصعب تحديد أي مسار يجب أن تسلكاه.

"هذه الخريطة قد تكون مفيدة، لكننا لا نملك أدنى فكرة عن كيفية استخدامها" قالت ياسمين، و هي تلتقط الخريطة و تفحصها بقلق "كل شيء هنا يبدو مستعصيًا"

في تلك اللحظة، ظهر فجأة من السماء ضوء ساطع.

كان الضوء يتلألأ بألوان متعددة، مما أضفى على المكان جوًا من الغموض و الإثارة، كان الضوء يتغير و يتقلب كما لو كان يحاول توجيههما إلى مكان ما.

العِطرُ الأزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن