همسات الليل و الخيانة

32 13 0
                                    


كانت الطائرة الخاصة تنساب بهدوء في سماء الليل، متجهة نحو روسيا، بعد إتمام التحالف المهم في إيطاليا.

جلس ألكسندر ودوفا مع الفريق داخل الطائرة، لكن رغم الهدوء الظاهر، كانت الأجواء مشحونة بتفكير عميق يسيطر على الجميع.

عند اقترابهم من موسكو، تبادل ألكسندر ودوفا نظرات صامتة، وكأن الكلمات لم تكن كافية للتعبير عن ثقل المسؤولية التي تنتظرهما.

هبطت الطائرة، وعاد كل منهم إلى مقر إقامته ليأخذ قسطًا من الراحة بعد أيام من التوتر والقرارات المصيرية.

تفرقت الأضواء في المدينة مثل نجوم بعيدة، تنير دروب المجهول.

في منتصف الليل، في مقر ألكسندرالهدوء يلف المكان بأسره، لكن دوفا لم تستطع النوم.

شعرت بشيءٍ غامض يثقل على صدرها، قلقٌ خفيٌ لا تفسير له.

قررت البحث عن ألكسندر.
خطت في الممرات المعتمة في جناحهما، حافية القدمين، بينما يرافقها صوت أنفاسها المتسارعة.

عندما فتحت باب غرفته بهدوء، وجدته جالسًا بجانب النافذة، يحدق في الظلام الخارجي بعينين مثقلتين بالهموم.

لم يكن ألكسندر ذلك الرجل القوي المعتاد، بل كان شخصًا آخر، تغمره أفكار الخوف.

اقتربت منه بهدوء وجلست بجانبه.

رفعت يدها بهدوء ولمست كتفه، محاولةً لطمأنته.

سألته برقة:

"ما الذي يقلقك يا ألكسندر؟ أنا هنا معك، ولن أتركك."

تنفس بعمق وأغمض عينيه للحظة، قبل أن يفتحها ببطء وينظر إليها.

كان وجهه مرهقًا، لكنه لم يستطع إخفاء الحقيقة.

"دوفا، أخشى أن أفقدك... كما فقدت كل شيء مهم في حياتي. كلما اقتربت منك، كلما زادت مخاوفي."

قربته منها واحتضنته برفق، وقبلت جبينه بلمسة حانية، كما لو كانت تحمل كل الحب في تلك اللحظة. همست في أذنه: "

لن تتركني، ولن أتركك. نحن أقوى معًا، ولا شيء يمكن أن يفصلنا."

رفع ألكسندر عينيه إليها، وكأنه يرى فيها ملاذه الوحيد، وقال بصوت هادئ، لكن يحمل في طياته كل الصدق:

"أحبك يا دوفا. لقد أحببتك منذ اللحظة التي رأيتك فيها، وأنتِ أصبحتِ جزءًا من روحي."

حلف الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن