الفصل الثالث
لا إله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
فوت وتعليق قمراتي واوعدكم بأحداث هتبهركم ♥***مصر (القاهرة )***
جاء عبد الرجمن اخر الليل مرهقا من عمله الذي استمر لاكثر من يومين متواصلين كان يعلم انه سيتعرض لجدال عقيم معها الان وغالبا سيفقد اعصابه كالعادة ويصرخ عليها ...حقا انه لا يريد اغضابها او حزن قلبها او رفض مشاعرها لكن قلبه ليس بيده قلبه قد اصبح اسير الاخرى التي لا يعلم عن مكانها شيئ ...سوف يجن فلقد بحث عنها بكل مكان يعلم انه اخطأ ....فالاولى جرحها بزواجه من الثانية والثانية جرحها بزواجه منها وقلبه مع اخرى ولا يكن لها سوى مشاعر الاخوة ....نار, جحيم تلك هي حياته ومن السبب ؟؟ هما والداه اللذان وقفا امامه واجبراه على تلك الحياة البائسة التي يعيشها ......
دخل الشقة وجدها تسبح في ظلام دامس هادئة ليس بها مخلوق أخرج هاتفه واتصل عليها ليعلم اين هي لكنه وجده مغلق فاتصل على والده وبعد عدة دقائق جاء الرد
عبدالرحمن بتعب :
_السلام عليكم ...ازيك يابابا ...عامل ايه انت وماما ؟
يوسف بضيق :
_الحمد لله يابني احنا بخير المهم انت فين وليه مجتش معانا النهاردة لخالك ؟
عبد الرحمن :
_كنت في شغل يابابا ولسة راجع المهم متعرفش فين سها ؟
يوسف بتعجب :
_سها !!..هو انت متعرفش انها هتقعد عند خالك يومين ؟
عبد الرحمن بعصبية :
_لا معرفش والظاهر اني مش لازم اعرف ...الهانم بتصرف من دماغها
يوسف بهدوء :
_اهدى يابني اصلا خالك ادهم اللي صمم كل بنات العيلة يقعدوا عنده يومين وهو قال هيكلمك شوف تليفونك كدة اكيد هتلاقي منه مكالمات انا عارفك وانت في شغلك مش بترد على حد
عبد الرحمن بضيق :
_خلاص يابابا انا هكلم خالو ادهم ...تصبح على خير وسلملي على ماما
اغلق الاتصال وهو يسب بداخله ويلعن تلك الحياة وبحث بهاتفه وفعلا وجد اكثر من عشر مكالمات من سها وخمس من ادهم ورسالة من خاله يخبره ان سها عنده ولا يقلق عليها ......
زفر بضيق ثم اتجه لغرفته وسقط على الفراش نائما حتى دون ان يغير ملابسه ......
********************
***مصر (المنيا)***
ساعتين منذ ان خرجت العائلة من الفيلا وادهم وسلمى (عبد العزيز ) يجلسان مع البنات يضحكن على تصرفاتهن الطفولية معا والتي لم يتركوها حتى برغم زواجهن هنا همس ادهم لسلمى :
_البنات كان شكلهم صعب جدا ياسلمى ...ايه رايك لو حاولتي تتكلمي معاهم واعرفي منهم هما مالهم لانهم ممكن يتحرجوا مني .....
لكنه لم يجد رد فالتفت لها وجدها شاردة تنظر لهدى بلوم وهدى تضع عينيها في الارض فربت على كتفها هاتفا :
_سلمى ..انت فييين ؟؟؟ سرحانه في ايه ؟
فانتفضت وهي تتلعثم في الكلام :
_ها ...لا ابدا بس رجلي بتوجعني شوية ...هقوم اخد المسكن وانام
فهب واقفا وهو يساعدها على النهوض هاتفا :
_طب قومي يا حبيبتي وخدي علاجك ... ولا تحبي اشيلك
سلمى (عبد العزيز ):
_لا اقدر امشي خليك انت ياحبيبي مع البنات انا هاخد هدى تساعدني
فهتفت سلمى (ادهم ) بتردد :
_ماما ...انا ...انا كنت عاوزة اتكلم معاكي
سلمى (عبد العزيز ) بلا اهتمام :
_بعدين يا سلمى ...عندك بابا معاكي اهو ..اتكلمي معاه معلش انا تعبانة
واستندت على عكازها في يد واليد الاخرى مع هدى وصعدت الى غرفتها في حين جلست سلمى (ادهم ) شاردة وهي تهمس بما لم يصل سوى الى اذن ادهم وحده :
_دايما هدى هي الاولى باهتمامك يا ماما ....هي الاول واحنا بعدين
سقط قلبه وتألم لحديث ابنته وشرد هو الاخر يفكر أكانت افعال سلمى فعلا كلها تفرق بين بناتها ام ان ابنته يخيل لها ..لكنه سارع بنفض تلك الافكار عن راسه وهو يجلس مقابلا للثلاث بنات هاتفا بجدية مرحة :
_دلوقتي معدش الا احنا ...فاهنعمل ايه ؟؟...هنعمل تحقيق وهنفتح محضر وكل واحدة هتقول اقوالها وعلى الله واحدة فيكم ميعجبنيش كلامها او تخبي حاجة ....قسما عظما لاكون حابسها هنا في المنيا ..
ثم استطرد بحنان :
_وحابسها في قلبي وعنيا ...ها نفتح المحضر
ضحك الثلاث فتيات وجلسن معه في جلسة ارضية في حديقة فيلته بعيدا عن أي شخص او خدم او حتى اتيكيت الجلوس ...حيث قصد ادهم ان يخرجن ما في قلوبهن دون أي تحفظ من أي حد ...وفعلا لم تمر ثواني حتى بدات كل فتاة تسرد ملخص سريع خالي من التفاصيل لمشكلتها الا سلمى فقد شرحت وتوسعت في التفاصيل ...صحيح انها تغاضت او تجاهلت تحرش عاصم اللفظي بها لكنها اوضحت وباستفاضة كم اهمال ادهم (احمد)بها واهتمامه الزائد عن الحد بصديقه عاصم (نكبة حياتها )
وبعد ان استمع ادهم لمشكلاتهم اصر على الا يناقشها الا في اليوم التالي وطلب منهن الذهاب فورا للنوم والراحة ..وعندما هممن بالاعتراض وقف وهو يمثل الجدية والغضب وكانه سيضرب من تعترض فوقفن الفتيات سريعا وهن يضحكن ويجرين بمرح الى غرفتهن وهناك تفاجئن بسلمى (عبد العزيز )تجلس مع هدى في غرفتها وهي منفعلة وهدى تبكي بانهيار ولكن سلمى لم تعطيهن الفرصة للسؤال بل هتفت بغضب :
_حد يدخل على حد كدة ..مفيش باب تخبطوا عليه ..
ارتبك الثلاث بنات فهتفت بعصبية :
_اتفضلوا انتو الثلاثة ناموا في الاوضة الثانية ..يالااا
فذهبن سريعا والتفت هى لهدى وهى تجذبها من معصمها بغضب :
_اسمعي يازفتة قسما بربي اسمعك تاني تجيبي سيرة الزفت ده لاكون قطمة رقبتك في ايدي ...واعتبر اني مخلفتش غير سلمى وسلوى..انت فاهمة ؟
_ايه اللي بيحصل هنا ؟؟ ... في ايه ؟؟؟.
اندفع هذا السؤال من خلفها فالتفتت بغضب لتجده ادهم متجهم الملامح وهو يرى هذا المشهد من بدايته فغطت هدى وجها بيديها وهى تنتحب وتشهق بعنف بينما زفرت سلمى بضيق وهى تهتف :
_مفيش حاجه يا ادهم يالا عشان ننام وتحركت لتمسك بيده ليخرج معها لكنه جذب يده منها وهو يقول بهدوء :
_اسبقيني وانا هحصلك
نظرت له سلمى بتوتر والتفتت لهدى وهى تهتف :
_ماشي ... تصبحي على خير يا هدى ... هسيبك مع بااباا يا هدى
وضغطت على حروف بابا في رساله مبطنه لهدى ولكنها لم تخفى عن ادهم الذي التقطها بسهوله لكنه لم يفهم معناها .... خرجت سلمى لحجرتها وهى تفكر في تلك المعضلة من جعل هدى تفكر بأبيها الأن ... من جدد ذلك التفكير لديها .. اكيد انها اماني تلك الحية التي واضح انني لن اتخلص منها ابداً لا قبل الزواج ولا حتى بعده لكن مهلاً لن اكون سلمى لبؤة المحاماة ان لم اقتص منك ومن ابنك يا اماني على تدخلكم في ذلك الماضي الاسود ..
دقائق ودخل ادهم بعد ان هدأ هدى واطئمن عليها وكذلك اطمئن على باقي البنات
دخل الغرفة وجدها ترقد على الفراش ... حدث نفسه "" اه لو اعرف بس ايه اللي شاغلك كده ... يا ترى مخبيه عني ايه يا سلمى ؟؟ ""
اخذ حمامه وعاد للفراش لكنه لاحظ توجعاتها كلما حركت قدمها فهتف بعصبية :
_خدتي علاجك يا سلمى ؟
سلمى بضيق :
_لا يا ادهم مخدتهوش ومش هاخده .. انت عارف كده كويس
زفر بضيق ثم قام الى ادويتها وجهز حقنه المسكن وعاد اليها ناظراً لها دون كلام وفي ثانيه تحولت نظرات الغضب لخوف طفولي اثار قلبه فلم يستطع ان يمنع ضحكته التي فلتت منه لتثير غيظها اكثر وهى تهتف :
_انت بتضحك على ايه ؟
ادهم بمرح :
_بنظرتك دي حسيتك طفلة خايفة من ابوها
سلمى بحنق :
_ اولا انا مش طفلة .. ثانياً انا مش خايفة .. ثالثاً انت مش ابويا
فضمها ادهم وهو يضحك بمرح هاتفاً :
_طيب تمام ايدك عشان المسكن
فجذبت يدها تحت الغطاء هاتفه :
_هات الاقراص مش لازم البلوة دي
فهمس بحنان وهو يربت على رأسها :
_عشان يكون سريع يا روحي وتعرفي تنامي
فترددت هنيه فمال عليها مقبلا رأسها ثم سحب يدها وقبلها بحنان .. ذابت فيه سلمى وهى تنظر لعينيه باحره في عالم عشقه اللامتناهي حتى شعرت بوخزه في يدها .. انتفضت على اثرها وتوجعت وهى تدفن وجهها في الوساده هاتفه بقهر :
_ الله لا يسامحك يا قااااسم
تجمد ادهم مكانه لكنه سرعان ماسحب المحقن من يدها وهو يفكر انها اول مره تذكر اسمه منذ تزوجا ... يا ترى لم .. ما الذي استدعاه الآن في تفكيرها لكنه سرعان ما ضم تلك الباكيه في حضنه يهدهدها دون كلام حتى غفت فعدل نومها ودثرها بالغطاء وظل هو مستيقظ يفكر في مشاكل البنات وعلى رأسهم طبعا هدى وحماتها العصبية واخيراً نصفه الآخر...
**********************************
حل الليل عليه وهو كما هو يجلس في نفس المكان الذي طالما كان سره الخاص مع امه .. كم هربت به لهنا وقت ضيقتها وهو طفل لتضمه لصدرها شارده دون كلام ونظرات الحزن في عينيها كانت كافيه ليكبر هذا القلب الصغير ليفوق عمر صاحبه برغم صغر سنه لكنه كان يفهمها .. كان يشعر بحزن قلبها وصراخه برغم صمتها هذا ... كم مر من ايام ومازال هذا المكان على بحيرة شيمسي هو المنقذ له ايضا .... افاق من شروده على من يربت على كتفه هامساً وهو يجلس بجانبه :
_كنت عارف اني هلاقيك هنا
قاسم بجمود :
_جدتك عاملة ايه دلوقتي يا ساجد ؟
ساجد بتحفظ :
_بخير يا عمي متقلقش جدتي قوية متخافش عليها
قاسم ببرود :
_بيتهيألي هو ده الوقت المناسب يا ساجد عشان نريح جدتك
ساجد بزعر :
_لا متقولش ... ارجوك يا عمي مش وقته خالص كمان احنا ورانا قضية مهمة لازم نركز فيها
قاسم بغضب :
_تتحرق القضية .... جدتك أهم
ساجد بغضب :
_لا مش هتتحرق القضية الا لما احرق اللي حرقوا قلبي ودمروني .. لازم انتقم ولو كنت لوحدي ... مش هرجع بردو
قاسم بانفعال :
_لحد امتى هتوقف حياتك وحياة بنتك على انتقامك الغبي ده ... لحد امتى هتفضل مش فاهم حاجة
ساجد وهو يقف بانفعال وصراخ :
_عارف يا عمي عارف ان الكسندر وماريو مجرد عرايس ماريونت في ايد ديفيد أريسون زعيم المافيا الالمانية عارف .. وعارف كمان انه اسرائيلي و ....
قاطعة قاسم بانفعال :
_ويا ترى كمان عارف انه هو " بشار العلوي " سبب تعاسه جدتك ودمار حياتي
تجمد ساجد قليلا من الصدمة ثم هتف بانفعال :
_اسمع يا عمي انا ساعدتك كتير لكن اعتقد آن الاوان انك تفتحلي قلبك وتحكيلي كل حاجة من الاول ولا ايه..؟
زفر قاسم بضيق وعاد للجلوس وشرد طويلاً ثم بدأ يهمس كمن يحدث نفسه :
_من يوم ما اتولدت وانا عايش ميت .. ماليش غير أمي اللي بتحبني ... جدك كنت بشوف في عينه نظرات كره وغضب مكنتش فاهمها وقتها بس كنت بحاول اعمل أي حاجه عشان اعجبه او يرضى عني وبردو مفيش فايدة ... من اقل حاجة كان بيضربني وطبعاً مكنش عنده الا والدك اللي هو كمان بعد عني تماماً ولا كأني اخوه واستمرت حياتنا على كده لحد ما وصلت لمرحلة المراهقة بدأ جدك ياخدني فترات تدريب داخل المركز بتاعه المفروض بيجهزني اني اكون دكتور لكنه الحقيقة كان بيعرضني لجلسات تنويم مغناطيسي و بيعرض لي فيديوهات تعذيب بشعة في البداية كنت بتعب وبهرب من التدريب ده لكنه كان بيرغمني عليه وطبعاً كان بيجبرني اني مقولش لحد اللي بيحصل والا هتعرض للي بشوفه قدامي ومع الوقت بدأت اتقبل الموضوع وانا مش فاهم آثاره على نفسيتي وعقلي على المدى الطويل .. مرت الايام وبقت فترات التدريب هى اسعد ايام حياتي لحد ما جه اليوم اللي فتح قدامي التدريب العملي اني انفذ اللي بشوفه ومع الاستمرار بقيت سادي من الدرجه الاولى ... لذتي في الحياة بقت تعذيب اللي قدامي .. سعادتي في صراخهم وألمهم لحد ما كبرت واتخرجت وجدتك لاحظت ساديتي .. حاولت ترجعني مقدرتش .. اخدتني من ورا جدك ونزلنا مصر وهناك شوفت سلمى طالبة جامعية قي كلية الحقوق ... حبيتها من أول ما شوفتها وبلغت جدتك ووافقت على طول اني اتزوجها وفكرت ان حبي لسلمى هيساعدني اني اتحكم واسيطر على السادية جوايا ... لكن جدك ما سبنيش فضل ورانا لحد ما قدر يقنعنا اننا نرجع المانيا وهو هيساعدني اني اتعالج ورجعنا ولكن معانا سلمى واللي للاسف كانت اكتر شخص ناله كمية لا بأس بها من التعذيب وهى حامل لحد ما اجهضت الطفل و لتاني مرة يتدخل جدك تحت اصرار من جدتك عشان يصالحها ....
ثم انطلقت ضحكاته وهو يتذكر ويهمس بمرارة :
_لا وشوف براءة سلمى عشان توافق تفضل معايا صممت اننا نعيش مع جدك على اعتبار انه ... انه ابويا ويقدر يساعدني لكن العكس هو اللي حصل كل ما احاول السيطرة على نفسي كان بيعرضني لكورس مكثف اخرج من عنده ابهدل مراتي لحد ما كنت هموتها هى وبنتي هدى في يوم ودي كانت فرصة جدك انه يساعدها تطلق ويمضيني على ورقة تنازل عن هدى بنتي ...
لم يستطع الصمود أكتر لقد سقطت دموعه وهو يحاول مداراتها بعيداً عن أعين ساجد المصدوم والذي تنحنح بخشونه ثم هتف :
_حياتك كانت صعبة اوي يا عمي لكن اللي مش قادر افهمه ايه علاقة كل ده ببشار العلوي
شرد قاسم قليلاً ثم عاد لجموده ليهتف وهو يقوم:
_دي النقطة اللي هشرحها للعيلة كلها لما تنفذ اللي طلبته منك
ثم اخرج من جيبه انبوبة بها 2 سم من الدماء عليها مادة مانعة للتجلط وناولها لساجد ثم ربت على كتفه وابتعد لسيارته وابتعد بها سريعاً في حين نظر ساجد للانبوبة وهو يهتف :
_واضح اننا داخلين على ايام سودا ... ربنا يستر ويعديها على خير
**********************************
في الصباح كان يسبح في مسبحه الخاص عله يهدأ من توتر اعصابه فتلك الصفقة هى صفقة العمر له ... هى القادرة على رفعة لسابع سما او خسفة لسابع ارض ... هى النقطة الفاصلة في حياته كلها ... قاطع شروده اثناء السباحة وصول احد رجليه المميزين ماريو رايمان تنحنح الرجل ثم هتف بخضوع :
_سيدي
خرج ديفيد من المياه ليرتدي مئزره ثم يجلس واضعاً ساق فوق الآخرى وهو يشعل غليونه ثم اشار للرجل هاتفاً :
_قل ما عنك ماريو
ماريو باحترام :
_سيدي كل اوامرك نفذت كاملة .. السيدة الروضة علمت مكان ابنها ولكنها لم تخرج من قصر الدكتور عز الدين منذ ذلك الوقت
اومأ ديفيد برأسه فواصل ماريو :
_كما أن الرهينتين قد تم نقلهما سيدي لقصرك الخاص السري والذي لا يعلم احد عنه أي شئ
نفث ديفيد الدخان وصمت قليلاً ثم هتف :
_اسمع ماريو اريدك ان تسافر بنفسك لتقابل شخص مصري ... سأعطيك عنوانه لتوصل له رسالتنا ... ولكن يجب ان تتوخى الحذر انه يعمل بالشرطة وخبيث كباقي المصريين
ماريو بطاعة :
_امرك سيدي
واصل ديفيد بشرود :
_واجعل الكسندر يواصل اتصالاته اريد ان اعلم كل شئ عن روضة الآن
اومأ ماريو برأسه بطاعة ثم خرج من القصر متجهاً لسيارته ثم اخرج هاتفه واعلم الكسندر بالأوامر الجديدة في حين شرد ديفيد مع نفسه وهو يتذكر روضة في ريعان شبابها وكيف ملكت قلبه وكادت تصبح زوجته لولا تدخل عز الدين الذي هدم احلامه ولذلك اقسم بداخله على الانتقام منه وتدميره هو وابنائه جزاء ما فعل مع حبيبته **********************************
استيقظت هناد تشعر بقبضة بقلبها .. اصبحت تصاحبها تلك الأيام كثيراً ولا تعرف لها سبب لذلك اتجهت لأكثر شئ يريحها ويهدأ نفسها اتجهت لمشغل الموسيقى ووضعت به احدى الاسطوانات ليصدح صوت الشيخ عبد الباسط في سورة مريم اكثر سورة محببة لقلبها ولا تمل أبداً من سماعها وعندما شعرت بالهدوء نوعاً قامت بروتينها اليومي حتى تجهزت ثم اتجهت لغرفة جدتها لتطمئن عليها وجدتها مستيقظة تنظر للسقف بشرود وجدها نائماً على الكرسي بجانب الفراش عندما همت بالكلام نظرت لها جدتها نظرة خاصة فهمتها هناد فوراً عندما اغلقت الجدة عينيها وعادت للنوم فاتجهت الي جدها وايقظته لينتفض فزعاً وهو يهتف :
_روضة ....
هناد وهى تربت على كتفه :
_اطمن يا جدي جدتي بخير الحمد لله قوم انت بس نام في الاوضة التانية واوعدك اول ما تصحا جدتي هناديلك ... ارجوك يا جدي عشان خاطري ...
انصاع لها جدها فبحكم سنين عمره الطويلة وامراض جسده الكثيرة لم يستطع البقاء على الكرسي اكثر من ذلك فانصاع لها فأخذته هناد لغرفته وساعدته على الاستلقاء ودثرته بالغطاء جيداً ثم قبلت رأسه وخرجت وبرغم جفائه الواضح دائما معها لكنها ابداً لا تكرهه وتحبه جداً فهو الوحيد في حياتها الذي تشعر نحوه بديل للأب كما كانت جدتها هى امها لذلك مهما فعل وقسا عليها ابداً لا تكرهه ...
عادت الى غرفة جدتها لتجدها مستلقية على الفراش ودموعها تسيل بهدوء فاندفعت اليها هناد وارتمت في حضنها تبكي وهى تهتف :
_اوعي تفكري تسبيني يا جدتي انا ماليش حد غيرك لا أب ولا أم انا معرفش أم ليا غيرك ارجوك حافظي على صحتك عشاني فضمتها روضة بحنان وهى تربت على ظهرها :
_متخافيش يا روح جدتك انا كويسة الحمد لله.. وبالنسبة لأبوكي..
قاطع كلامها اندفاع ماجد وساجد للدخول وكلاهما يتشاجر ايهما يدخل اولاً حتى هتف ماجد بعد دخوله :
_استغفر الله العظيم ... انا مش فاهم هو انا كل ما ادخل في مكان اتلقيكي في حضن حد من العيلة .. حرام عليكي يا بنتي تعبتيني .. تعرفي انا بفكر احبسك في اوضتك واقفل الباب بالمفتاح
فضحكت هناد وروضة التي شاكسته :
_متقدرش يا حبيبي دي حبيبة قلبي وبنت الغالي متقدرش تبعدها عني وبعدين لما انت مضايق كده ما تعمل فرحك بقى وتخلصنا وآهو تبقى معاك على طول
هنا تلعثم ماجد وهو يهتف بتوتر :
_فرحي !! آه فرحي ان شاء الله بس ... بس
هناد بخبث :
_ بس ايه اوعى تكون ناوي تأجل كالعادة
ماجد بضيق وتوسل :
_ غصب عني والله يا روحي شغل جديد مش هقدر ارفضه ومش هقدر اعمل الفرح الا لما اخلصه
روضة بغضب :
_ يعني ايه بقى .. دي رابع مرة تأجل الفرح
هناد بغضب مصطنع :
_قوليله يا جدتي .. انا خلاص مش هعمل افراح اقولك على حاجة انا هلغي الجوازة دي من الاساس
ماجد وكاد ان يبكي :
_ لا تلغي الجواز ازاي بس دا انا أموت فيها والله العظيم غصب عني يا هنودتي ... ما تكلم يا ساجد
ساجد بجدية :
_معلش يا هناد اصبري شوية والمرة دي ان شاء الله آخر مرة هنأجل فيها الفرح صدقيني
هنا اقتحم المكان النسخة الاخرى من عز الدين كل جبروته وقسوته انه ابنه الكبير تاج الدين ( والد ساجد وماجد ) هتف بقسوة :
_ صباح الخير ... انت يا زفتة ايه اللي جابك هنا حتى وهى مريضة جاية تتعبيها مش كفاية اللي احنا فيه بسبب ...
روضة بغضب :
_ تااااج ... اطلع برا انا مش عاوزة اشوفك وملكش دعوة بهناد احسنلك
نظر لها تاج بغضب والتفت ليغادر فصدح صوت روضة من جديد:
_تاااج ... خد ابنك اللي شبهك وشبه جده معاك خلاص انا مش عاوزة اشوف حد فيكم انتم الثلاثة اتفضلوا
هنا اخفض ساجد رأسه ارضاً وسارع بالخروج دون كلام وهو مفطور القلب من اهانه جدته وابعادها له وهو في امس الحاجة لها الآن تحديداً أكثر من أي وقت آخر هنا استغل ماجد الفرصة وطلب من هناد التي انكسر قلبها للمرة الغير قابلة للعد من كلام عمها الجارح والتي لا تعلم لما يكرهها هكذا أن تذهب لغرفتها وتنتظره هناك حتى يطمئن على جدته فانصاعت له لانها هى الآخرى كانت تحتاج لتخلو بنفسها وتعود لوحدتها بشدة ....
اما ماجد فقبل رأس جدته بحنان وجلس بجانبها يقبل يديها وعندما اطمئن عليها بدأ بسرد تطورات حاله عمه وكيف علم ساجد بتلك الغرفة التي كان يحتجزه بها عز الدين بعيداً عن الجميع بعدما اوهمهم انه رحل ولا احد يعرف مكانه وعندما وصل له ساجد استطاع بمساعده ماجد ان يخرجاه بعيداً عن علم جدهم الذي اصبح لا يذهب للمركز الا نادراً وترك عملها الطبي لماجد والاداري لهناد وهنا خرج قاسم وضمه ساجد لفريقه الشبح ليستغل ساديته التي تمكنت منه في الطرق الصحيحة وهذا ما لا يعرفه احد حتى هناد بناء على رغبة قاسم نفسه .....
فاضت دموع روضة وهى تستمع لماجد وكم آلامها قلبها على ظلمها لساجد ولكن فرحتها بعودة ابنها للحياة طغت على كل شئ فهمست وهى تضحك مع دموعها :
_انت بتشوفه يا ماجد مش كده
ماجد بتأثر لدموعها :
_ايوا يا جدتي ... وهو والله كويس متقلقيش عليه احنا معاه في نفس الفريق ومعانا الواد رائد شريك ساجد
روضة بمرح :
_بيعرف يضرب كده زي الواد ساجد
ماجد بسخرية :
_ساجد مين يا جدتي دا احنا مسمينه العاصفة ده لما بيعدي انا وساجد بندخل بعده بس عشان نعد الجثث
ضحكت روضة وهى تهتف :
_ نفسي اشوفه وهو بيضرب كده يا واد يا ماجد .. بقولك ايه ما تبقى تصوره او اقولك خدوني معاكم اتفرج
ماجد بحنق :
_ صلي على النبي يا جدتي واهدي .. اخدك فين دا كان العاصفة اخد روحي ... دا معندوش يا اما ارحميني دا ساجد شوفي مفتري في ضربه ازاي ميجيش فيه شعره
هنا وجد كف وضعت على رقبته من الخلف وشخص يهتف :
_ مين اللي مفتري يا سي ماجد
ماجد بغيظ لجدته :
_مش تقولي يا روضة حرام عليكي خليتيه قطع خلفي
ثم التفت لساجد بابتسامه بريئة :
_ انا يا حبيبي اللي مفتري وظالم كمان
فضحكت روضة وهى تفرد ذراعها لساجد لتضمه وتقبل رأسه ... الامر الذي لم يخلو من مشاكسة ماجد لهما وهو يحمد الله ان الامور صارت بخير بين روضة وساجد
**********************************
في الصباح استيقظ ادهم قبل سلمى فتركها ونزل لهول الفيلا فوجد عبد العزيز يجلس على احد مقاعد الصالون ويهم بامساك فنجان من القهوه فسارع ادهم بالنزول واخذه منه قبل ان يتذوقه وهو يهتف :
_ تاني قهوه يا عمي
عبد العزيز بضيق :
_انت ايه اللي صحاك بس دلوقتي
ادهم بمرح وهو يجلس بجانبه :
_ ربنا اراد اني اكشفك واعرف انك بتشربها من ورانا
فضحك عبد العزيز ثم هتف :
_ طب تعالى نتفق سيبني اشربه واوعدك مش هشرب غيره النهارده
ادهم بتردد :
_يا عمي ....
عبد العزيز مقاطعاً :
_صدقني يا ادهم وعد مش هشرب غيره .. هاته بقى قبل ما سلمى تصحا وتنفذ اوامرها العسكرية عليا
فضحك ادهم وناوله فنجانه وتفاجئ كلاهما من صوت الضحكات العالية التي تأتي من خارج الفيلا فخرج كلاهما ليجدا الثلاث فتيات ( سلوى – سلمى – سها ) قد جهزا الافطار في الحديقة بشكل منظم ملفت في جو من المرح فهتف ادهم وهو ينضم لهم :
_ الله الله ايه الجمال ده لا انا كده هعند ومش هرجعكم تاني القاهرة
فضحكت الفتيات وهتفت سلوى :
_ يالا يا بابا وانت يا جدو قبل ما الشاي يبرد
عبد العزيز وهو يجلس :
_ والجماعة اللي نايمين يا بنات حد يروح يصحيهم
سلمى بعبوس :
_ مافيش داعي يا جدو اصلاً اللي نايمين مش هيهتموا ينضموا لينا
هنا هتفت فاطمة من خلفهم :
_ اخس عليكي يا بت يا سلمى .. عايزة تفطري من غيري
فاحتضنتها سلمى ( أدهم ) وهى تهتف :
_ لا يا تيتة والله ما اقصد .. انا بس كنت هسيبك تنامي براحتك
سلوى بمرح :
_عيب عليكي يا بت يا سلمى بقى جدو هيقدر بردو يفطر من غير بطتة
فاطمة بحنق وهى تضربها على يدها :
_ بنت .. عيب
عبد العزيز ضاحكاً :
-والله البت سلوى دي بتفهم
فضحك الجميع على خجل فاطمة ولكن كلمات سلمى طبعت على قلب أدهم ولاحظ ان الموضوع الذي ظنه هو مجرد مشكلة عادية سيأخذ منحنى آخر وسيفرق الأخوة وهذا ما لن يسمح به أبداً لذلك تصنع الابتسامة والضحك مع الجميع وهم يتناولون طعامهم وهو يوعد نفسه بجلسة طارئة لا بد من اجرائها بعد الافطار ليحل المشكلات المعلقة ويوضع الامور في نصابها الصحيح.......
يتبع.....
#لميس_عبدالوهاب
![](https://img.wattpad.com/cover/190626193-288-k549319.jpg)