الفصل الخامس
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ❤❤
جلس عبد الرحمن خلف مكتبه يفكر في زوجته المختفية والتي لا يعرف لها طريق.. ترى أهربت منه عندما علمت أنه تزوج غيرها أم هناك سبب آخر ؟ لكن كيف يطاوعها قلبها على تركه هكذا ؟؟ ... عاد بذاكرته لسنة ماضية .. كانت من أحلى أيام عمره كله ...
Flash Back :
_بعد شهور من التحقيقات وجمع المعلومات استطاع هو وشريكه في القضية صديقه المقرب ( مازن ) أن يصلون لمكان الارهابيين والذي تصادف أنه أمام الجامعة مباشرة ماجعل الموقف كله يحتاج لأكثر من خطة و أكثر من جهة للمعاونة من أجل الحفاظ على حياة الطلاب إذا استدعت المهمة الاشتباك لذلك تم تجهيز كل شئ وعندما حانت ساعة الصفر ذهبت القوات وتم حصار المنطقة وإغلاق الجامعة بأوامر عليا على كل طلابها حتى تتم العملية و أثناء إنتظام القوات فوجئ عبد الرحمن بإحدى الفتيات تهتف في أحد ضباط الحرس الجامعي بإنفعال أن يفتح لها البوابة الكبرى وعندما رفض تطاولت عليه وكادت تضربه هنا تدخل عبد الرحمن وهو يأمره أن يفتح لها الباب حتى يتفاهم معها ولكنه فوجئ عند فتح البوابة بإندفاعها بين صفوفهم كالمجنونة تهتف بهم أن يرحلوا جميعاً هنا جن جنونه ليهتف بها منفعلاً وهو يجذبها من ذراعها :
_ انتِ مين ؟ وايه اللي خرجك من الجامعة ؟
عهد بإنفعال :
_ لازم كلكم تمشوا من هنا فوراً لازم فيه ناس كثير هتموت ارجوك خليهم يمشوا
لا يعلم عبد الرحمن وقتها الذي تجمد بمكانه أتجمد من نبرة صوتها الرقيقة التي أذابت عقله أم من جمال عينيها التي امتلكت قلبه وسحرته بتعويذة مجهولة القتها عينيها عليه لكنه فوجئ من شروده على مازن وهو على وشك صفعها لظنه انها من الارهابيين فأمسك بيده ومنعه عنها واتجه اليها متحدثاً بهدوء :
_ارجوكي اهدي وفهميني في ايه ؟
ارتجفت عهد قليلاً وهى تبكي دون رد فإنفعل مازن وهو يهتف :
_ عبد الرحمن مفيش وقت واضح جداً إن هدفها تعطلنا عشان يقدروا يهربوا
وقبل أن يرد عبد الرحمن فوجئ بها تمسك يده وتسحبه خلفها راكضة تجاه الجامعة فلحق به مازن وكلاهما لا يفهمان شئ حتى صعدت معه إلى إحدى المباني الخاصة بكلية الآداب لم يشعر عبد الرحمن بنفسه وهو يصعد خلفها للدور الخامس والأخير لم يشعر سوى بإنجذابه الغير منطقي لها وكأنه يعرفها من دهور حتى دخلت معه إلى إحدى قاعات المحاضرات والتي لم يتم تجهيزها بعد وهناك بدأت تعبث بإحدى الحقائب الملقاة أرضاً ما دفع مازن لاستلال سلاحه وهو يأمرها أن تترك ما بيدها فوراً وعندما لم تستجيب كاد يطلق عليها لشكه بها لكن عبد الرحمن منعه على آخر لحظة وهو كالمسحور وهى لم تهتم به بل واصلت البحث حتى وجدت ضالتها وأخرجتها أمامهما ما جعلهما يصدمان وبشدة مما أخرجت ....
هنا صرخ بها مازن بغضب :
_ انتِ بتستعبطي ... مجريانا وراكي ده كله عشان في الآخر تورينا نظارة معظمة أنتِ مجنونة
وكالعادة لم تلتفت له بل جذبت عبد الرحمن لإحدى زوايا النوافذ ورفعت المنظار لوجهه ووجهته لاتجاه ما ثم همست :
_أرجوك بص فيها وركز قوي ..... أرجوك بسرعة حياة ناس كثير على المحك
تركها عبد الرحمن توجه كما تريد كالمنوم لكنه عاد لرشده سريعاً عندما رأى أمامه ذلك المنظر الذي جمد الدم بعروقه فصرخ وهو يبتعد عن النافذة :
_ يا نهار أسود ... مازن بسرعة أأمر بإنسحاب القوات و إخلاء الجامعة .... بسرعة يا مازن
ولكن مازن لم ينفذ بل جذب منه المنظار ليرى ذلك المنظر وهو الدور الأخير في تلك البناية المرجح اقتحامها وهو عبارة عن شقة بلا غرف تحتوي على أكثر من عبوة بنزين ومواد قابلة للإشتعال بالإضافة لتوصيلها لأكثر من قنبلة زمنية ..... على كل جدار واحدة موصلة بالنوافذ حتى يكون انفجارها ليس انفجار للمبنى بل لكل المنطقة كذلك
هنا هتفت عهد :
_ مفيش وقت وأي خروج للطلبة كتجمعات هتلفت نظرهم وهيفجروا البيت لازم تلغوا العملية مش هينفع اقتحام
زفر عبد الرحمن بضيق وهو يدور حول نفسه مفكراً كيف الخروج في تلك المعضلة إن حاول الاقتحام سيموت الآلاف و إن لغى الاقتحام سيفلت الارهابيين من قبضته ويضيع تعب سنوات من البحث والتحقيق هنا هتف مازن هو الآخر :
_ مفيش حل تاني يا عبد الرحمن لازم نلغي الاقتحام وكأن شئ لم يكن
عبد الرحمن بضيق :
_ مش هنعرف نوصلهم تاني كمان كل المتفجرات دي أكيد هتتفجر في مكان تاني وهيضيع فيها ناس بريئة ملهاش ذنب
انتظروا قليلاً حتى هتفت عهد :
_ أنا عندي الحل جدي كان قالي مرة إن أهم العمليات الخاصة بالارهابيين بتنجح لما تكتمل كل جوانبها وأهمهم هو وجود قناصيين يأمنوا المنطقة من كل اتجاه
مازن بسخرية :
_ ودي كانت حكايات جدك ليكي قبل النوم ...والنبي تنقطينا بسكاتك وسيبينا في مصيبتنا دي
عهد بغضب :
_ إحترم نفسك أنا عهد تامر حفيدة اللواء جمال الرشيدي وزوج عمتي يبقى العقيد ممدوح الأسيوطي
مازن بتوتر :
_ أنا أسف مقصدش حاجة بس ...
عبد الرحمن في هاتفه اللاسلكي :
_ نداء إلى غرفة العمليات أجل العملية ساعة عن ميعادها ... الرائد عبد الرحمن الجندي ينادي أجل العملية ساعة
وانتظر قليلاً حتى جاء الرد :
_ تم التأجيل
زفر مازن بارتياح وهنا عاد عبد الرحمن للتحدث في اللاسلكي :
_ عمار .. عاوز أربعة قناصة محترفين في مبنى كلية الآداب الدور الخامس في ملابس عادية في خلال 10 دقايق وعاوز اخلاء المبنى بالكامل بسرعة يا عمار
عمار بإحترام :
_ تمام يا فندم
مازن بقلق :
_ هتعمل ايه يا عبد الرحمن
عبد الرحمن بشرود :
_ هنفكك لهم اللعب من هنا وبعدها تتم عمليتنا زي ما خططنا لها
وبالفعل في خلال ثلث ساعة كان كل قناص يستعد لتوجيه ضربته وهى محاولة قطع السلوك الموصلة لكل قنبلة بدقة ومهارة دون إحداث أي جلبة بإستخدام كاتم الصوت وخاصة أن القنابل ليست قيد التشغيل وفعلاً في خلال ربع ساعة استطاع القناصة تحقيق المهمة بنجاح فهتف مازن :
_ تمام يا رجالة .. عاش يا أبطال
القناصة :
_ تحت أمرك يا فندم
مازن وهو يتوجه لعبد الرحمن :
_ عبد الرحمن لازم ننزل باقي أقل من ربع ساعة على الاقتحام
عبد الرحمن بهدوء :
_ اسبقني يا مازن وأنا جاي وراك
وبالفعل نزل مازن لفرقته بينما التفت عبد الرحمن لعهد التي كانت مبتسمة وهى ترى بوادر نصرهم على هذا الارهاب الغاشم
عبد الرحمن :
_ ممكن حضرتك تنزلي بقى قدامي عشان وقت الاقتحام وقوفك هنا خطر
عهد برجاء :
_ أرجوك يا سيادة الرائد ده السبق الصحفي اللي بحلم بيه طول عمري
عبد الرحمن :
_ انتِ صحفية ... تصدقي فكرتك طالبة .. طب وازاي دخلت هنا
عهد بحزن :
_ كنت باجي لماما الله يرحمها ...هى كانت دكتورة هنا عشان كده كل اللي هنا يعرفوني وبيسمحولي أدخل عشانها وبالصدفة والله شوفت البيت ده .. أنا في العادة باجي هنا أشوف الناحية التانية من المبنى السوق الكبير والناس اللي فيه يعني تقدر تقول هواية غريبة شوية لكني اتعودت عليها
عبد الرحمن بجدية :
_بصي كل ده هنتكلم فيه بعدين المهم دلوقتي انتِ لازم تنزلي من هنا
عهد برجاء :
_ أرجوك سبني 10 دقايق بس واوعدك هنزل وراك هاخد كام لقطة وهنزل على طول أرجوك .... أرجوك
عبد الرحمن :
_ احمم .. تمام 10 دقايق مش أكتر
عهد بسعادة وهى تتمسك بيده :
_ شكراً ... شكراً ... شكراً يا سيادة الرائد
ثم تركته وذهبت للنافذة ومنظارها وهى لا تعلم ما فعلته لمستها به ... خرج عبد الرحمن شارداً ولكنه استطاع السيطرة على عقلة والعودة لرشدة سريعاً ونزل ليقود فرقته هو الآخر وتم الاشتباك بين الفريقين وتدافعت الرصاصات هنا وهناك في تلك الفترة كانت عهد تلتقط الصور هنا وهناك حتى لاحظت أحد الارهابيين من الناحية الآخرى للمنزل يصوب بندقية حديثة لاتجاه عبد الرحمن الذي كان منهمك في اقتحام سور المنزل الخارجي مع فرقته وقتل كل ما يقابله رأى مازن المنظر وصرخ بعبد الرحمن أن يبتعد ولكن الرصاصة خرجت وأصابت هدفها بدقة .....
لم تمر ثواني حتى انتبه عبد الرحمن ومازن معاً لسقوط ذلك الشخص من أعلى النافذة جثة بجانبهم .... التفت مازن للفريق يأمرهم بعدم إطلاق النار للأدوار العليا إلا بالأوامر حتى لا يصاب الأبرياء في حين التفت عبد الرحمن لنافذة عهد وفوجئ بها تمسك مسدس بيدها وتحكم التصويب ثم تطلق حتى بدأ وابل من الرصاصات في الإطلاق ناحيتها وهذا ما كانت تريده تشتيت انتباه أولئك الأوغاد حتى يقتحم عبد الرحمن المنزل ولكن اندفاع هذا الكم من الرصاص نحوها جعل عبد الرحمن كالمجنون اقتحم المنزل كالوحش الكاسر في خلال 15 دقيقة كان الارهابيين قد تم قتل معظمهم والباقي تم القبض عليهم والتحفظ على الأسلحة التي كانت بحوذتهم وهنا ترك عبد الرحمن كل شئ لمازن ليتمه واندفع هو لمبنى الآداب ركض السلم كالمجنون دخل القاعة وفوجئ بما رأى لقد كان هناك آثار دماء على الأرض ولكن لم يكن هناك أحد أين اختفت لا يعلم ...
عاد من حيث آتى وتمت المهمة بنجاح وتم ترقيته هو ومازن لرتبة المقدم تم تكريمة وهو شارد في تلك الساحرة التي سحرته وامتلكت قلبه .... ظل أكثر من أسبوع يجمع معلومات عن صحفية تدعى عهد تامر أمها دكتورة بكلية الآداب لكنه لم يصل لشئ تذكر اللواء جمال الرشيدي وتحرى عنه حتى وصل لها وعلم أنها في المستشفى العسكري لم تشفى بعد بعدما نالتها رصاصة غادرة استقرت في كتفها الأيمن ....
وفي صباح أحد الأيام استيقظت عهد على طرقات على غرفتها أذنت بالدخول للطارق وهى تعلم أنها الممرضة ولكنها فوجئت بعبد الرحمن أمامها يحمل باقة راقية من الورد الجوري الذي تعشقه عهد
عبد الرحمن مبتسماً :
_ حمد الله على سلامتك يا أستاذة
عهد بابتسامة مماثلة خطفت قلبه :
_ الله يسلمك يا سيادة المقدم ومبروك على الترقية
عبد الرحمن بمكر :
_ دا انتِ متابعة أخباري بقى
عهد ضاحكة :
_ أيوة طبعاً مش كان لازم أطمن إن جرحي مراحش هدر والمنظمة كلها وقعت
عبد الرحمن بضيق :
_ للأسف مش كلها إحنا كل ده بنحاول نقطع أطرافها لكن مش قادرين نوصل لرأس الأفعى
عهد بضيق :
_ لأنها ببساطة مش هنا .. رأس الأفعى في بلد الأفاعي مش هنا
عبد الرحمن بإعجاب :
_ نفس رأيي اللي مش بيعجب حد
عهد بضيق :
_ كله دافن راسه في التراب زي النعام بنبص تحت رجلينا وبس ومحدش قادر يقرب أو .......
عبد الرحمن بمرح مصطنع عندما لاحظ إقتراب خطوات من الباب ووقوف الشخص دون أن يطرق الباب :
_ حيلك حيلك يا بنتي انتِ خدتيني في دوكة ونستيني اني أقولك سبب زيارتي
نظرت له عهد بدهشه ولكنه أشار لشفتيه أشارة بمعنى اصمتي وإقترب وفتح الباب سريعاً لتظهر إحدى الممرضات التي توترت من الموقف فيرمقها عبد الرحمن بغضب وهو يجذبها من ذراعها هاتفاً:
_مين اللي مشغلك يا بت تنقليله أخبار الأستاذة ... انطقي لهوديكي في داهية
عهد ببرود :
_ سيبها يا سيادة المقدم من فضلك أنا عارفة هى شغالة لحساب مين
عبد الرحمن بتعجب :
_ عارفة !! طب فهميني
عهد بهدوء :
_ روحي انتِ يا زهرة
وعندما خرجت زهرة من الحجرة هتفت عهد ببرود :
_ زهرة شغالة لحساب جدي بيحاول يمنعني إني أقول رأيي لأي حد أو أتكلم في السياسة حتى شغلي أجبرني أسيبه
عبد الرحمن بتعجب :
_ ليه .. ليه جدك يعمل كدة ....
عهد بضيق :
_ حكاية طويلة هحكيلك عليها بعدين
هنا دق هاتف عبد الرحمن استدعاء لمهمة آخرى فاضطر أن يتركها ويرحل وتعددت زياراته بعدها وتوطدت علاقتهما حتى فاتح والديه في رغبته في الإرتباط بها وهنا فوجئ بسيل من الغضب والعنف من أمه ووالده وكلاهما يقسم بأغلظ الإيمان أنه لن يتزوجها أبداً ولا بد أن ينساها بسبب أمور فظيعة حدثت في الماضي بينهم وبين والد عهد ( تامر جمال الرشيدي ) لم يقتنع عبد الرحمن وحاول مقابلة والد عهد الذي فوجئ به عندما علم هوية أهله أنه رحب به ترحيباً شديداً بل كان كمن أمسك الشمس بيديه ووافق على ارتباطه بها حتى دون موافقة أهله وفعلاً تم عقد القران سريعاً ويوم الفرح فوجئ عبد الرحمن بدخول والديه فيلا تامر ليروه مع عروسه ... الأمر الذي أربك الجميع ما عدا تامر والد العروس الذي ضحك من قلبه وهو يهتف بغل :
_ منعتني آخد ياسمين زمان يا يوسف شوف يا أخي سبحان الله تدور الأيام و آخد ابنك من تحت طوعك وأحسرك عليه
وضحك كثيراً وياسمين تبكي وهى متمسكة بيوسف الذي حارب نفسه حتى لا تنزل دموعه بكى ولده الوحيد الذي تركهم وذهب ليتزوج ضد رغبتهم وابنة عدوهم هنا وسقطت ياسمين فاقدة الوعي بين يدي زوجها وهذا ما لم يتحمله عبد الرحمن ليندفع إليها ويحملها ويذهب مع والده إلى المستشفى وهناك تلقى من والده لأول مرة في حياته صفعة جعلته يشعر بمدى القهر والخذلان الذي يشعر به والده وهو يهتف به :
_ ملقتش غير بنت تامر ... عجبك اللي عمله النهاردة ... عارف لو أمك جرالها حاجة بسببكم أنا هقتلكم كلكم وأنتَ أولهم .. فاهم
لم ينطق عبد الرحمن بل ترك دموعه تخبر أبيه مدى عجزه وقلة حيلته مدى حبه لزوجته وخوفه على أمه أصبح لا يملك شئ ليفعله حتى خرج الطبيب وطمأنهم على أمه فدخل لها راكعاً جانبها يبكى و هو يقبل يدها مقسماً لها أنه لم يكن يعرف أن تلك كانت نية تامر من تزويجه من ابنته وأنه سيفعل كل ما تأمر به لترضى عنه وقتها خيرته ياسمين بينها هى ووالده وزواجه من سها ابنه خاله وبين تمسكة بزوجته عهد وعندها سيفنى من العائلة كلها ووافق مجبراً حتى يرضى والدته وأتم زواجه من سها لكنه لم يُعرف أحد أنه لم يطلق عهد ولم يتركها فليس ذنبها نية أبيها القذرة في الانتقام من أمه و أبيه ولكنها بعدها اختفت لم يتسنى له الفرصة ليشرح لها ما حدث وما دفعه ليتزوج غيرها وهى وحدها مالكة قلبه وعقله لم يتسنى له أن يوضح لها أي شئ كانت كحلم جميل وتحول لسراب ..
**Back **
أفاق عبد الرحمن من شروده على دخول مازن المكتب هاتفاً :
_عبد لرحمن اللواء فوزي عاوزك في مكتبه باينها عملية جديدة
عبد الرحمن بحزن :
_ حاضر يا مازن رايحله
مازن وهو يربت على كتف صديقه بمواساة :
_ لسه بردوا مش لاقيها يا عبد الرحمن
عبد الرحمن بحزن :
_ لسه يا مازن فص ملح وداب محدش شافها ومحدش يعرف عنها حاجة حتى أبوها و جدها
مازن بمؤازرة :
_ متقلقش يا صاحبي إن شاء الله هتظهر وهترجع المية لمجاريها أنتَ بس قول يارب
عبد الرحمن برجاء :
_ يااارب
ذهب عبد الرحمن للواء فوزي الذي كلفه بالعملية الجديدة والتي تختلف عن كل سابقاتها إنها سرية جداً وإنه سيتولاها بمفرده ترى هل يعود منها سالماً ؟ أم تكون نهايته ؟؟!؟!!
**********************************
في المساء وصل حازم وخالد لفيلا أدهم وهناك قابلهم أدهم ببرود بينما قابلتهم سلمى بحرارة على غير العادة وبعد السلامات والتحيات والابتسامات المصطنعة هتف حازم :
_ أدهم أنا حابب أعتذرلك عن أسلوب أماني المندفع شوية لكن أحب أكدلك بردوا إن هدى هتكون في حمايتي المرة دي وإن شاء الله مش هيحصل أي مشاكل
أدهم بضيق :
_ ماهي كانت تحت رعايتك يا حازم كنت حميتها من مراتك.. حتى جوزها نفسه كان واقف يتفرج عليها و أمه بتهينها
حازم بخجل :
_ أنا بعتذرلك يا أدهم و أتمنى تقبل إعتذاري وتثق فيا المرة دي
وقبل أن ينطق أدهم سارعت سلمى زوجته بالرد :
_ أكيد طبعاً يا حازم ... إحنا أهل مهما حصل وهدى بنتك
تعجب أدهم من ردها هذا وعندما هم بالحديث قاطعته للمرة الثانية :
_ أنا هخلي هدى تجهز هى و أدهم الصغير
هنا لم يستطع أدهم الاستمرار فإستأذن منهما وذهب لغرفة هدى وجدها تعنفها :
_ اسمعي هترجعي معاهم يعني هترجعي والهبل اللي في دماغك دة تنسيه خالص انتِ فاهمة
هدى ببكاء :
_ مش عاوزة أرجع يا ماما عشان خاطري خالد مش راجل مش بني آدم بيتفرج عليا و أمه بتبهدلني أرجوكي يا ماما ساعديني أطلق
سلمى بغضب :
_ ومين غصبك عليه مش ده كان اختيارك يبقى لازم تتحملي نتيجة غلطك وتهورك اجهزي قدامك 10 دقايق وألاقيكي تحت مفهوم
وتركتها وخرجت لتفاجئ بأدهم أمامها يجذبها لغرفته وعندما صارا بالداخل أغلق الباب وهتف بانفعال :
_ حالاً هتفهميني في إيه ؟ إيه اللي غيرك كدة ؟ وليه بتقسي على هدى بالشكل دة فهميني ؟
سلمى بغضب :
_ مفيش حاجة مش ده كان اختيارها يبقى لازم تتحمله
أدهم بغضب :
_ واللي غلط مش من حقه يصلح غلطه ولا يضيع اللي باقي من حياته
سلمى بانفعال :
_ تقصد هدى بكلامك ولا تقصد نفسك مش انتَ اللي طاوعتها وطلبت مني اسكت و إن ده حقها ومن حقها إنها تختار عاوز تصلح غلطك دلوقتي إنك تساعدها تهد بيتها وتبقى مطلقة
أدهم بدهشة :
_ مش ممكن هو دة تفكيرك يا أستاذة يا محامية يالي بتنادي بحقوق المرأة ومطلقة نص ستات البلد
سلمى بتوتر :
_ بنتي غير أي ست تانية أنا مش عاوزة لبنتي نفس مصيري
أدهم بذهول :
_ مش عاوزة نفس مصيرك !!! .. يااه للدرجة دي ندمانة على ارتباطك بيا
سلمى بنفي :
_ لا يا أدهم افهمني مش قصدي صدقني
أدهم بغضب :
_ اومال قصدك إيه فهميني وبعدين من إمتى بتصرفي لوحدك في حاجة تخص البنات ليه متكلمتيش معايا أول وخدتي رأيي
سلمى بانفعال :
_ لأن هدى تخصني لوحدي وأنا بس اللي من حقي آخد القرار المناسب ليها
أدهم بصدمة :
_ تخصك لوحك ... واضح إن النهاردة يوم المفاجآت يا ... يا أستاذة ....
ثم تركها وإنصرف وهى تسب وتلعن غبائها وتهورها الذي جعلها تقول ما خطر ببالها دون التفكير فيه ولكن ماذا تفعل تريد إبعاد هدى عن أدهم بأي شكل حتى لا يعلم برغبتها في التواصل مع والدها كما تريدها في بيتها لتقطع عليها الطريق في أي تواصل محتمل فهمست لنفسها :
_ سامحيني يا هدى نار أماني وخالد ولا جنة قاسم وإسألي مجرب يا بنتي
ثم مسحت دمعة شاردة غافلتها وسقطت وارتدت قناع القسوة ونزلت لأسفل لتودع ابنتها التي لم تقترب منها بل اكتفت بنظرة لوم كم جرحت قلبها ولكنها تماسكت أما أدهم فضمها لصدره وهتف بها أمام الجميع :
_إسمعي يا هدى اللي يدوسلك على طرف أي كان هو مين متجادليش معاه اتصلي بيا فوراً وفي خلال دقايق هكون عندك...
ثم نظر تجاه خالد وحازم واستطرد :
_ وقسماً بالله العلي العظيم لأكون واخد حقك منه كامل أياً كان هو مين ... مفهوم ؟
هنا إبتلع خالد ريقة بتوتر ورعب بينما نظر حازم لإتجاه آخر في حين هتفت هدى بصدق :
_ ربنا يباركلي فيك يا بابا ويديمك أكبر و أغلى و أعز نعمة ربنا أنعم عليا بيها
ضمها أدهم لصدره قليلاً ثم قبل أدهم الصغير وودعهم ثم التفت ليذهب لتنادي عليه سلمى زوجته لكنه تجاهلها تماماً حتى دخل غرفة مكتبه و أغلق بابها و أغلق معه باب المناقشة فما قالته له سلمى اليوم كم أوجع قلبه و أرهقه يعلم أنها مضغوطة وأنها تمر بمشكلة كبيرة لذلك انفعلت وخرجت أعصابها عن السيطرة يلتمس لها العذر في غضبها لكنه غاضب منها لعدم اشراكه في مشكلتها ليواجهها معها قرر تجاهلها حتى تحكي له بنفسها و إلا فهو كفيل بمعرفة كل شئ بعيداً عنها
**********************************
اتصال هاتفي استمر لمدة نصف ساعة بعدها أرسل الشبح لكل أعضاء فريقه رسالة توضح ضرورة الإجتماع في اليوم التالي للأهمية وعندما أرسلها نزل إلى المبنى الخاص بالتدريبات الرياضية الملحق بالقصر والذي لا يدخله إلا ساجد وهناد وماجد وهناك وجدها تمارس تدريباتها بقوة وعنف غريب على طبعها الهادئ فتنحنح ليجذب انتباهها إليه ولكنها لم تلتفت له بل إستمرت في تدريباتها غير منتبهة له حتى حاول جذبها من مرفقها لتشهق بعنف وتوجه إليه لكمة عنيفة تلقاها على ساعده بقوة وهو يحاول تهدئتها لتعلم أنه ساجد فهدأت قليلاً عندها تحدث :
_ مالك يا نودي متعصبة ليه ؟
هناد بجدية :
_ مفيش حاجة كنت بتدرب شوية بس المهم قولي إيه سبب إجتماع بكرة فيه جديد
ساجد :
_ بكرة هنتكلم وهنعرف كل جديد المهم قوليلي مالك ؟
هناد بضيق :
_ تعبت من إحساس إني فرض عليكم تعبت من إني لوحدي نفسي أعرف طريق بابا و أروح أعيش معاه نفسي أحس بالعيلة يا ساجد نف...
قطعت كلامها لتشهق باكية وهى تكمل :
_ نفسي أشوف أمي وأسألها ليه .. ليه سابتني وسافرت ... ليه مفكرتش لو مرة واحدة في حياتها تسأل عليا ليه .....
ساجد بألم :
_ حبيبتي إحنا عيلتك عيب تقولي نفسي في عيلة و إنتِ عايشة معانا وفي وسطينا إحنا عيلتك
هناد وهى تمسح دموعها :
_ متضحكش على نفسك يا ساجد كل اللي هنا بيعاملوني على إني دخيلة ... غريبة
ساجد بمكر :
_ حتى ماجد بيعتبرك دخيلة بردوا
هناد بضيق :
_ ماجد وضعه مختلف أنا مراته لكن بقيت العيلة بيعاملوني كغريبة إلا إنتَ وجدتي روضة
ماجد بمرح من الخلف :
_ وأخيراً إعترفتِ إنك مراتي استنيني هنا ثواني هروح أغير هدومي وأجيلك نحتفل بالكلمة المهمة دي
وإنطلق لغرفته في حين هتف ساجد بضيق مصطنع :
_ بصراحة أنا خايف من يوم ما يعرف إنك الأناكوندا لأنه ساعتها هينسى إني أخوه الكبير وهينفخني
هناد بسخرية :
_ لا متقلقش ماجد مالوش غير في الضحك والهزار هينسى بسرعة
ساجد بجدية :
_ تبقي لسه متعرفيهوش يا هناد .... ماجد طيب جداً وبيحب الهزار والضحك معاكي لكن لما بيخاف على حد قريب منه بيتحول لواحد تاني خالص متعرفيهوش والأحسن إنك متعرفيهوش ونصيحتي ليكي قوليلو إنتِ من دلوقتي أفضل
هناد بعناد :
_ لا يا ساجد أرجوك إنتَ وعدتني محدش هيعرف شخصيتي الحقيقية إلا لما أثبت نفسي الأول معاكم كفاية إدارة المركز الطبي اللي عمي العزيز سحب مني كل صلاحياتي وخلاني زي عدمي هناك
فأومأ ساجد برأسه هو يشعر بها يعلم إحساسها بالنبذ المسيطر عليها ويشفق عليها لذلك وافق على إنضمامها لفريقه دون علم ماجد أو حتى قاسم وهو يعرف أنهما سيغضبان منه أشد الغضب ولكنه يريد مساعدتها على إثبات ذاتها ليريد إن يعيد ثقتها بنفسها إليها من جديد
**********************************
دخلت الفيلا وهى ترتجف ليس رعباً أو حتى برداً و إنما كانت ترتجف اشمئزازاً كانت كمن يمشي على الجمر في كل خطوة تخطوها كانت استعدت جيداً لملاقاة حماتها ولكنها لم تراها فصعدت دون كلام لغرفتها وأرقدت طفلها في مهده واتجهت للحمام لتبدل ملابسها وهى تتعمد تجاهل خالد تماماً وكأنه غير موجود بالمرة وهنا ابتسمت بسخرية وهى تهمس لنفسها " وهو من إمتى كان موجود يعني " ورقدت على الفراش لتنام حاول خالد جاهداً الكلام معها والإعتذار عما حدث لكنها تجاهلته تماماً حاول شرح إحساسه ومشاعره لها لكنها أيضاً تجاهلته كانت وصلت لمرحلة أنها أصبحت تمقته بشدة لقد سقط من نظرها بقوة حتى ما عاد يمثل لها أي شئ سوى إنه والد طفلها لا أكثر ولا أقل أما أماني فسوف تتجاهلها هى الأخرى حتى تخرجها عن شعورها وعندها سترى وعيد أدهم الرفاعي على حق وهنا نامت هدى (أسراروخبايالميس عبدالوهاب) واستغرقت في النوم دون الإلتفات لذلك المقهور جوارها الذي كان يشعر بإحتقار الآخرون له بسبب والدته ولكنه لا يقوى على معارضتها لقد عاش عمره كله على هذا المبدأ حتى والده تركه لها كانت هى المسئولة الأولى والأخيرة عنه عودته أن كلمتها هى الأصح و الأفضل مهما كان ومهما حدث حتى عندما صار رجل مسئول عن أسرة كان لا يقوى على معارضتها صحيح إنه يحب هدى بل يعشقها لكنه لا يقدر لمَ لا يُقدر أحد أو يتفهمه أحد حتى زوجته لا تشعر به ... زفر بضيق ثم أبدل ملابسه لبنطال قطني فقط ورقد على الفراش عار الصدر كعادته في الآونة الأخيرة ولم يحسب حساب أمه التي بمجرد أن ظهرت الأشعة الأولى للصباح حتى اقتحمت عليهم الغرفة وهى تهتف بسخط :
_ خالد ... قوم هتتأخر على شغلك ... خا....
لكنها قطعت كلماتها بشهقة عالية حين لاحظت ما يرتديه خالد الذي فوجئ بأمه معه في الغرفة فسارع لجذب مفرش السرير ليغطي نفسه وهو يتلعثم في الكلام كمن ضبط في شقة مفروشة
خالد بتوتر :
_ ما ... ماما ... أنا ...
أماني بحدة :
_ بلا ماما بلا زفت إزاي تنام كدة مش خايف ليجيلك برد
هنا قامت هدى من الفراش وهى تضحك مقهقة ساخرة وهى تهتف :
_ عندها حق يا خالد ... مش خايف على نفسك ليجيلك برد يا حبيب ماما
وواصلت ضحكاتها وهى تدلف للحمام وهذا ما زاد من قهر خالد وغيظ أماني فقد كانت تود أن تريها من المسيطر هنا ولكن هدى ردت لها ولإبنها الصاع صاعين أفاقت من شرودها على من يجذبها من ذراعها بعنف لخارج الغرفة حتى وصل لغرفته ليلقيها فيها وهو يغلق الباب ويتحدث بعصبية مفرطة ولكن بصوت منخفض :
_ انتِ اتجننتي أكيد ... ماهي دي مش تصرفات ناس عاقلة أبداً ... راحة تصحي إبنك دلوقتي ليه ها ... لية وبتهجمي على أوضتهم زي المخبريين لييييه يا شيخة ... راعي حرمة إبنك
أماني بضيق وتوتر :
_ هو اللي قالي ... أصحيه بدري أصله ...
حازم مقاطعاً :
_ ليه مفيش معاه موبيل يصحيه مفيش زوجة ...
تنهد مستطرداً :
_ استغفر الله العظيم يارب ... يا ستي حسي بإبنك دمرتيه طول عمره بيسمع كلامك وبسببك فقد كرامته بين الناس بسمع كلام الدكاترة من وراه مسمينه إبن أمه من كتر اتصالاتك وسيطرتك على حياته أنا مش فاهم لية عاوزة تدمري حياته ليييية لآخر مرة بحذرك إبعدي عن حياة خالد وهدى وسيبيهم في حالهم وإلا قسماً بالله يا أماني اللي معملتوش وأنا شاب هعمله وأنا في سني ده وأنتِ حرة ....
ثم تركها وإنصرف وهى تفكر عن معنى آخر جملة قالها لكنها لم تهتم فالمهم هى قطع جذور هدى من هذا المنزل وإحراق قلبها وقلب أمها عندما تأخذ منهم أدهم الصغير .... هذا في الوقت الذي كانت هدى داخل الحمام تمسح دموعها وهى تهمس لنفسها ( الله يسامحك يا ماما ) وفي الخارج كان هناك من يزيل دموعه المتساقطة لأول مرة على كرامة مهانة ورجولة مدمرة من أقرب الأشخاص لقلبه دموع القهر والمهانة وما أقساها دموع قهر الرجال عفانا الله منها وحفظ رجالنا .....يتبع.......
توقعاتكم تهمني اتمنى متبخلوش عليا برايكم
بحبكم في الله ❤❤
![](https://img.wattpad.com/cover/190626193-288-k549319.jpg)