الفصل الثاني

283 11 8
                                    

الفصل الثاني

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
ياريت متابعة وتعليق يليق بحضراتكو وفوت لو عجبتكم

**مصر (المنيا )**
الافكار تعصف براسه منذ عاد من العمرة وسلمى (عبد العزيز)تغيرت زادت فترات شرودها وكانها تسبح في عالم اخر وكلما سألها ادعت ان تلك الحالة مجرد انشغال بقضاياها حتى بناتها لم تعد تتصل بهم  القلق سيقتله لكنه لا يظهر لها ينتظرها ان تاتي وتخبره بم يشغلها كعادتها منذ تزوجا ولكن هذا لم يحدث ............
افاق من افكاره على صخب وضوضاء خارج غرفة مكتبه فخرج ليرى ما يحدث بالفيلا فوجد المشاغب قد وصل الذي كان يصارع امه ليصل لادهم فاتجه اليه ادهم باسما وحمله وضمه لصدره ثم ضم والدته وقبل راسها هاتفا:
_يا اهلا ب اللي نست ابوها وخالد خدها منه
هدى بحب وهى تحتضنه:
_محدش يقدر يا خدني منك يا حبيبي والله ........حمد الله على سلامتك يا بابا نورت بيتك وحياتنا من تاني
فضمها ادهم لصدره مع ابنها الذي كان يلعب بلحيته ثم تركها ليسلم على خالد هاتفا :
_ازيك يا خالد عامل ايه يا ابني
خالد بتوتر وهو يهرب من عيني ادهم :
_بخير الحمد لله يا عمي ......حمد الله على سلامتك ..معلش انا مضطر امشي عندي حالات في المستشفى لازم اروح لهم ...وان شاء الله هاجي اخدك بالليل يا هدي
ادهم وقد شغله حالتهما المتوترة من لا شئ  لكنه نحى تفكيره جانبا حتى يتواصل مع هدى ويعرف منها ماذا حدث بينهما .
ولكنه التفت لحبيبه المشاغب الذي غفا على كتفه فقبله ادهم ضاحكا وهو يهتف لهدى :
_نفسي مرة واحدة اشيله نص ساعة على بعضها من غير ما ينام
هدى بشرود:
_يمكن عشان مش بيحس بالامان غير في حضنك يا بابا
انشغل تفكير ادهم بذلك الرد من هدى وحالتها الشاردة اراد الاستفسار منها عن سبب حالتها تلك لكن قاطعه نزول سلمى لتسلم على ابنتها وتاخذ منه ادهم الصغير لتقبله ثم تعطيه للدادة لتضعه في سريره في غرفة والدته واخذهم الحديث حتى قامت سلمى لتتناول ادويتها بعد اصرار من ادهم فاسرعت هدى لتذهب معها وكأنها تهرب من مواجهته وهذا ما شعر به واربكه وتوجس مما هو قادم لكنه انشغل باستقبال احمد ومها و ابراهيم ورقيه وياسمين  ويوسف ومدحت ونجلاء وكل الاحفاد سلوى واسر وادهم وسلمى وسها طبعا دون عبد الرحمن الذي اكتفى باتصال ليطمئن على خاله ويبلغه اعتذاره عن الحضور لانشغاله في عمله .
ما اجمل اجتماع العائلة ولم شملهم ...طبعا قلب ادهم كان طائرا باجتماع الكل حوله لكنه ابدا لم يغفل عن النظرات الحزينة والشاردة التي كانت حوله ....كان يشعر ان لكل واحد من ابنائه مشكله ولانه الاقرب للجميع لن يتوانى عن التدخل لاصلاح الامور بينهم .....نعم فهم جميعا ابنائه ولن يتراجع عن هذا الدور الذي يعيشه معهم
*******************************
في الغرفه وبعد ان تناولت سلمى دوائها نظرت لهدى المتوترة امامها نظرة طويلة صامته ثم همست :
_وبعدين .......مش ناويه تساليني السؤال اللي شاغلك وموترك كده
هدى بارهاق وتعب:
_ماما .....انا تعبانه جدا ......ارجوكي اعذريني في اللي هقوله وساعديني أرجوكي
سلمى بتوجس :
_خير ..في ايه؟؟.
هدى بتوتر :
_فين ....فين بابا يا ماما ؟؟
سلمى بتعجب :
_تحت يا هدى ما انتي كنتي لسه قاعدة معاه
هدى بارتباك وهى تبتعد بنظراتها بعيدا عن امها :
_اقصد ........يعني.........بابا قاسم
سلمى بحدة :
_اخرسي ......انتي مالكيش اب غير ادهم..... انتي فاهمة ؟
هدى بانفعال :
_ارجوكي يا ماما افهميني من حقي اعرفه واشوفه .....من حقي يكون جمبي في مشاكلي ....انا مش هقضي حياتي كلها عبء على بابا ادهم وهو بيتعامل معايا شفقه .......معاملة اليتيمه اللي بيحاول يعوضها .......انا.......
سلمى بغضب وهى تجذبها لها بانفعال :
_انتي انسانه انانية ....دلوقتي بتقولي انك عبء عليه....دلوقتي لما كبر وبقى هو اللي محتاجك بتدوري على اللي رماكي زمان .....انا مصدومة فيكي .....بجد ياريتني سيبتك ليه يمكن ساعتها كنتي قدرتي حب ادهم ليكي .........اسمعي مش عاوزة اسمع كلمه في الموضوع ده تاني انتي سامعة......ابوكي هو ادهم ومفيش غيره
ثم حدجتها بنظرة احتقار قاتلة وتركتها وخرجت وهى تهتف في نفسها (لو ليك يد في تغيير هدى ده يا قاسم هقتلك واللي يحصل يحصل )
ثم نزلت لتجلس مع الجميع علها تنسى ما صدمتها به هدى و اوجع قلبها وخاصة خوفها من ان يصل هذا الحديث لادهم وهى ابدا لن تعرضه لمثل هذا الموقف ابدا
***************************
بعد تناول الغذاء وسط جو مشحون من النكات السمجة والضحكات المفتعلة والابتسامات المصطنعة والتى لم تخفى عن عين ادهم برغم هدوئه وابتسامته والتي ظن الجميع من خلالها انه صدق ودخل عليه كذبهم خرجت سلمى ( ادهم) لتتجول قليلا الى حديقة الفيلا كانت تسير بين ازهارها المفضلة والتي كانت تهتم بها بنفسها قبل زواجها ....لحظات وشعرت بالدوار فجلست ارضا بجانب تلك الزهرات تستنشق عبيرها وتحاول انتظام تنفسها لتهدأ قليلا لكنها فوجئت بمن يجلس بجانبها ارضا يهتف لها :
_أد إيه المكان ده ساحر..........تسلم ايد اللي عملته
سلمى بحنق :
_عاوز إيه يا ادهم؟ من فضلك أنا عاوزة اقعد لوحدي
فزفر ادهم (احمد )بضيق وهو يهتف من بين أسنانه :
_أنا نفسي افهم هتفضلي على الحالة دي لامتى ........أنا مش شايف إني أجرمت إني نزلت البحر أعوم شوية مع صاحبي
فرفعت سلمى(ادهم ) نظرها إليه بحدة وهى تهتف :
_انت مفكر زعلي انك عومت معاه في البحر وسبتني ......ليه طفلة ....مخي صغير يا دكتور؟
فتنهد ادهم بضيق وهو يتكلم بهدوء:
_طب من غير عصبية تقدري تقوليلي ايه سبب زعلك وتجاهلك ليا من يوم الاجازة .......وليه حتى مقولتيش لحد انك حامل ......فهميني يا سلمى ؟
سلمى بدموع :
_عشان مش حاسه باي حاجة خاصة بينا دايما عاصم محشور في كل حاجة ...خارجين نسهر لازم يبقى موجود ...طالعين اجازة اتفاجئ انه موجود حتى لما بتكون في اوضتنا مفيش نص ساعة بتمر الا وهو بيكلمك في التليفون لاسباب تافهه وحتى المهمة منها ممكن تستنى يعني مش ضرورة وحتى شغلك في المستشفى جبت سي عاصم معاك  ....انا زهقت بجد زهقت وتعبت انا مش لقياك انت دايما موجود معاه وانا لا .....طب ليه ........ليه
وانهارت في البكاء لكنها لم تنتظر لتسمع رده بل تركته واندفعت لتدخل الفيلا من الباب الخلفي المؤدي الى المطبخ ومنه لغرفتها ....لا تريد ان تتحدث اليه بل لا تريد ان تراه... كثيرا ما تعرضت لمضايقات من عاصم لكنها لم ترضى ان تخبر زوجها تخشى عليه من اندفاعه ..... تحاول ابعاده عن حياتهم لكن زوجها لا يساعدها .....بل يعتبره اخ ويتعامل معه من هذا المنطلق ولكن الثاني خبيث ...وهى تعبت ولا تعلم كيف النجاة من هكذا شيطان
اما ادهم ( احمد)فظل في الجنينة يفكر كيف يشرح لها انه صديقة الوحيد الاقرب اليه... مر بالكثير من التجارب الفاشلة لا يريد ان يتركه كي لا تسوء نفسيته يكفيه ما عناه عندما سافر والده وتوفي في السفر ولم توافق والدته على البقاء هنا بل قررت فجأة السفر بعد شهور قليلة من وفاة والده....كيف يتخلى عن صديقه لمجرد ان زوجته تشعر بالغيرة منه.......لا لن يستطيع ان يفعل ذلك بل الاولى به الان هو الوقوف مع صديق عمره ......اما زوجته فهى عليها ان تتقبل وجوده في حياته .....ومن جانبه سيحاول ان يزيد من اوقاته معها .....سيحاول ان يدللها اكثر علها تهدا وتعرف انه ليس بقلبه غيرها .....لكن مبادئه تحتم عليه الوقوف مع صديقه .......
********************************

قلب الرفاعي 2 اسرار وخباياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن