الفصل الاول
أعلنت المضيفة عن ربط حزام الامان لوصول الطائرة لمطار القاهرة الدولي فتنهدت بارتياح وهي تلقي نظرة خاطفة لذلك الجالس جوارها وهو يحكم حولها حزام الامان ثم يتجه لربطه لنفسه ...كيف كانت ستصير حياتها دونه ؟حقا لا تستطيع مجرد التخيل لقد كان حقا هو البلسم الشافي لكل جراحها وابنتها التي انتشلها من ضياع حياتها المؤكد ولكن اه من ابنتها التي تصمم بكل عناد على تدمير حياتها ..
كم تقلق عليها من المستقبل يمكن اكثر من قلقها على طفلتيها الاخرتين وكم تغضب حين ترى ادهم يقف معها ويساندها فيما تريد حتى وهي تعلم انه يعرف جيدا ان اختيارها خطأ لكنه يفسح لها الطريق لتجرب بنفسها كي لا يفرض عليها رأيه وفي الوقت ذاته تكون تحت رعايته ..
- سلمى
انتفضت من شرودها على نداء ادهم ابراهيم لها فالتفتت اليه هامسة :
-نعم يا ادهم
ادهم هامسا بعشق لم تغيره سنوات زواجهم العشرون :
_قلب ادهم وروحه ...مالك ياحبيبتي سرحانة في ايه ؟
ابتسمت وهي تضع راسها على كتفه هامسة :
_ بحاول اتخيل حياتي من غيرك لكن مش عارفة ...تعرف ساعات بحس انك لو مكنتش في حياتي كنت مت انا وبنتي من زمااان
ادهم غاضبا :
_سلمى ...مش قولنا بلاش سيرة الموت دي ولا انت بتحبي تضايقيني وبس
سلمى ضاحكة :
_هههههه الصراحة اه بحب اغيظك
ادهم صارما :
_اه عشان كدة بتستفزيني بحركتك دي
ابتسمت وهي تشعر بنبضات قلبها تكاد تصل لعنان السماء ثم غيرت موضعها لترفع يده وتضع راسها على صدره فضمها بيديه مقبلا راسها هامسا بحب جارف :
_ايوة كدة لو سمحتي متغيريش مكانك ده تاني ...وخليكي واثقة ان مكانك الطبيعي مش جانبي لكن جوة قلبي يااحلى حاجة في حياتي
اشتعلت وجنتيها باحمرار الخجل والعشق سويا فهمست :
_ادهم الناس بيبصوا علينا
ادهم بعشق :
_انت حياتي ياسلمى محدش يقدر يمنعني عن حبك اللي سكن قلبي وبقى نبضي ..عارفة لو بعدتي في يوم عني اعرفي انه اخر يوم في ح....
انتفضت تضع يدها على شفتيه تمنعه من الكلام هامسة :
_بعد الشر عنك ارجوك متقولش كدة تاني ربنا يباركلي في عمرك وميحرمنيش منك ابدا ياارب
هبطت الطائرة وقام ادهم بمساعدة سلمى على مغادرة الطائرة وهو يسندها لقلبه وسط اعتراضاتها والتي لم يلتفت لها ونفذ ما بباله حتى انهوا اجراءتهم فهمس لها :
_حبيبتي اهدي محصلش حاجة لكل العصبية دي
سلمى بحنق :
_صغيرة انا عشان تعاملني كدة
فقبل راسها مراضيا :
_ايوة صغيرة بنت قلبي وروحي وعقلي
فابتسمت له بعشق لم تغيره السنوات بل زادته وهجا وقوة
فهمس مغيرا مجرى الحديث :
_ها قوليلي قولتي لحد على ميعاد رجوعنا ؟
سلمى بشرود :
_لا مقولتش ..ومش عارفة ليه مش مطمنة ...
ادهم مطمئنا :
_حبيبتي اهدي انت كل مرة بنسافر للحج او العمرة بتبقي قلقانة كدة من بعدك عن البنات ...ان شاء الله خير
وهنا استمعوا لنداء عبر مكبرات الصوت :
_الدكتور ادهم ابراهيم الرفاعي مطلوب حضورك في مكتب امن المطار
واعيدت الرسالة فتوترت سلمى وانتفضت رعبا هامسة :
_ادهم هو في ايه ؟؟
ادهم مقبلا راسها :
_اهدي حبيبتي استنيني هنا هروح اشوف في ايه واجيلك على طول
حاولت مجادلته لتذهب معه لكنه رفض بسبب الم قدمها التي التوت وهي على سلم الطائرة
تحرك ادهم مبتعدا وتركها جالسة تنتظره بقلق الى ان راته برغم مرور السنوات لن تتوه عنه تجمد الدم بعروقها وهي تراه يقف بعيدا عنها لكن نظراته مسلطة عليها وتعلو شفتيه ابتسامة خبيثة تنذر بالخطر ارتجفت وجف حلقها وهي تهمس :
_ق ا س م....
ولكنها انتفضت على يد على كتفها فشهقت برعب فوجدته ادهم الذي سارع بضمها لصدره محاولا تهدئتها ظانا منه انها خافت عليه من استدعاء الامن :
_اهدي يا سلمى متخافيش انا ادهم مفيش حاجة كل الحكاية انك نسيتي الشنطة الصغيرة بتاعتك اللي فيها اوراقنا في مكتب التفتيش هنا عشان كدة استدعوني
فالتقطت سلمى انفاسها ببطء علها تهدا من ارتجاف جسدها وهي تبحث بعينيها عن قاسم ولكنها لم تجده وكانه كان كابوسا تجسد امامها للحظات ثم اختفى فتمالكت اعصابها وسارت مع ادهم الذي واصل الحديث معها عن بناتهم ومفاجئتهما لهن برجوعهما فجأة ولكنها كانت في وادي اخر تفكر (لماذا رجعت قاسم ؟ماذا تريد مني ؟هل عاد ليبحث عن هدى ؟مستحيل لن اسمح له بالاقتراب من ابنتي ولو كلفني الامر موته ..يااارب كن معي ...)
![](https://img.wattpad.com/cover/190626193-288-k549319.jpg)