الفصل الثامن عشر
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ♥
خرج ادهم من غرفة العناية المركزة ليرد على هاتفه الذي لم يتوقف عن الرنين وعندما اجاب واستمع لاحمد حتى شحب وجهه وهو يهتف بذهول :
_ انت بتقول ايه ؟ ازاي يعني سها عندك؟!
احمد بضيق :
_ ادهم .... انا عارف اللي بتمر بيه .... لكن ارجوك خلي بالك من مها وماما وبابا .... ادهم الموضوع خطر ....
ادهم بحنق :
_ طيب .... طمني هى بخير ؟
احمد بهدؤ :
_ ايوة هى عند ساجد دلوقتي واعتقد هتكون بأمان عنده لحد ما نخلص
انهى ادهم المحادثة معه ثم التفت ليرى نجلاء تأتي نحوه وتهتف :
_ روح يا ادهم .... ارتاح شوية وانا هستنى جمبهم
تردد ادهم قليلا ولكن مع الحاحها اضطر للموافقة وبالفعل عاد للمنزل وعندما دخل الفيلا فوجئ بصراخ مها :
_ ادهم .... انت فين من امبارح ؟ بلغت اخوك بطلبي ولا لسة؟
صمت ادهم وهو ينظر اليها ببرود و في داخله بركان يكاد يحرق الجميع فواضح ان سلمى ليست الوحيدة المتسرعة هنا ولكن استمرار صراخ مها حتى على والده الذي حاول تهدئتها اخرجه عن شعوره وهو يهتف منفعلاً :
_ لما يرجع وتفهمي الحكاية ابقي اطلبي منه اللي انت عاوزاه
هتفت منفعلة :
_ لا مش هستناه ..... بلغه يطلقني قبل ما يرجع .... انا مش عاوزه اشوف وشه تاني .... اظن ده حقي...
فهتف بعصبية مفرطة :
_ لما تشوفي واجباتك اول ابقي دوري على حقك .... تقدري تقوليلي بنتك سها فين ؟ لكن هقول ايه كلكم زي بعض
وتركهم وصعد لغرفته وهو يغلي من الغضب يعلم انه ربما ظلمها بحدته معها ولكن شعوره بأن سها كادت تضيع وهى في بيته يقتله .... شعوره بالعجز وقلة الحيلة يفتك به ....
احساسه انه غير جدير بالمسئولية يجعله يكاد يفقد عقله في وقت كل من حوله في احتياج لهذا العقل ولكن ماذا يفعل والجميع يتصرف حوله بأنانية مفرطة ....
استغفر الله مراراً وهو يعلم حجم النيران التي اشعلها الآن في المنزل ولم يمر سوى دقائق قليلة حتى كانت ياسمين تقتحم الغرفة لتهتف بقلق :
_ سها وسلمى بنتك فين يا ادهم ؟
نظر لها بسخرية مريرة ولم يعلق لكنه على تمام العلم انه ان قال الحقيقة لن تمر ايامه القادمة بأي سلام فأغمض عينيه قليلاً ثم هتف محاولاً الهدوء :
_ سافروا يغيروا جو بعيد عن هنا
ياسمين بدهشة :
_ سافروا ازاي وانت مأكد علينا كلنا محدش يخرج من هنا عشان فيه خطر علينا حتى يوسف منعته من الخروج وبيتابع شغله من البيت ....
![](https://img.wattpad.com/cover/190626193-288-k549319.jpg)