الفصل السادس

69 7 0
                                    

دائرة الخطر

"ملاكٌ مَلَكَ عملاقًا وأسره، فسلطان الهوى لا يخضع لقانون".               تلقائيًّا تقدم سعد وريم أثناء الجولةِ على المعروضات وكأنهما في دُنياهما الخاصة .. تلاهما كريم وليلى وكان من الواضح تعمد كريم التأخير ليبعدها عن سعد ..
بمجرد انفراده بها قال لها بجراءةٍ صدمتها:    

- هنا ليس مكان عمل .. لا حجةَ لديكِ.
ردت بحياء:

- أنا لا أرى فارقًا.
هزَّ رأسهُ بقوة:  

- أنا لا أعرفُ اليأس أبدًا وكما أخبرتكِ من قبل، أنا واضح وصريح وأنتِ تعجبينني يا ليلى .. تعجبينني جدًّا.
شعرت بصدمةٍ عنيفة .. حاولت التحدث لكنها فشلت ..  

أكمل بصوتٍ هامس:

- اليوم أنتِ خرافية .. دائمًا أراكِ جميلة .. لكن اليوم جمالك غجري مدمر .. "الغجريةُ الجميلة" .. بإشارةٍ واحدةٍ من يدكِ سيركعُ جميع الرجال المتواجدين في القاعةِ تحت قدميكِ .. لكن سأقولها لكِ كلمةً واحفظيها جيدًا   "أنتِ مُلكي أنا ".. ستكونين لي وبإرادتك.
كلماتهُ سببت لها رعشةً عنيفة .. قلبت كيانها المهزوز .. أرادت أن تهتف:  "الرحمة، أنا أضعفُ من ذلك بكثير" .. لكنها تمكنت من الرد عليه بقسوةٍ وهمية: 

- أنت مغرور جدًّا وجريء زيادةً عن اللازم ..
لم ينخدع بصوتها المهزوز:  

- لا يا ليلى، أنا صريحٌ وأعرفُ ماذا أُريد .. أكرهُ اللفَ والدوران كما أخبرتكِ .. أنتِ تقاومين القدر ولن تستطيعي المقاومةَ لوقتٍ طويل .. إنه النصيب الذي جمعنا .. اهربي كما تشائين الآن لكنكِ ستعودين لحضني قريبًا جدًّا ..
لحسن حظها انتهت الجولة .. انتهاء الجولة أنقذها من الانهيارِ التام،
ما إن تمالكت نفسها حتى فوجئت بسعد يبتسم .. لأولِ مرةٍ منذ رجوعه من إيطاليا تراه يبتسم .. أرادت الصراخ .. لا يُمكن للقدرِ أن يكون بتلك القسوة
بكل حزم تراجعت عن قرارها السابق بإخفاء عمل كريم عن سعد .. حينها ظنت أن كريم سيختفي بعد دقائق فما كان الداعي لتنغيص أمسية سعد ولكن نظرات سعد لريم أخافتها لدرجةِ الموت .. 

تناغمهما التام خلال دقائق لقائهما و تناسيهما للجميع جعلها تشعر بالرعب.. ظنت أنه إن عرف فورًا فربما يتمكن من طرد ريم من حياته قبل أن تتسلل تحت جلده ويصبح الخلاص منها مستحيلًا .. سعد لحقها ودخل إلى دائرةِ الخطر ومن واجبها إنقاذه ..    

كون كريم ضابطًا فتلك كارثةٌ بكل المقاييس أما كونهُ يعملُ في مصلحة السجون فذلك مثله مثل بركانٍ ثائرٍ يُدمر كل ما يعترض طريقه ..

فجأةً بدونِ مُقدمات هتفت وهى تحدث سعد:     

- سعد .. ألم أخبرك أن سيادة الرائد كريم يعمل في مصلحة السجون؟
ابتلع سعد صدمتهُ ببراعةٍ يُحسد عليها .. للحظةٍ واحدةٍ فقط اهتزَّ من الصدمة ثم رسم على وجهه قناع اللباقةِ من جديد..

حارة جهنمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن