الرابع عشر

51 6 0
                                    

اقتحام

"وفرج ليس كاسمه يحمل فرجًا، فهو ليس له من اسمه نصيب".          النزيل اسمه فرج .. الدماء تجمدت في عروقها.. هل من الممكن أن يكون هو نفسه؟
كريم أخبرها أنه جن وكان يسعى لقتل نفسه بأي طريقة.. لكنها عادت واستبعدت أن يكون هو .. ففرج الذي تعرفه لم يكن ليؤذي نفسه إطلاقًا فهو أجبن من ذلك وأيضًا أكثر أنانية من ذلك.. سؤالها الفضولي غير المنطقي أثار انتباهه .. "ما شأنك أنت بالسجناء؟" لكنها لم تستطع منع نفسها ..
طبيعى أن يستنكر اهتمامها فهو لا يعلم سببه .. "لا يعلم" ..
أكمل بانتباه شديد:

- عندما اتصلتِ منذ قليل أردتِ إخباري شيئًا ما, الآن أنا كلي معك ..
وقت الحساب .. كريم ينتظر ..
بالفعل حاولت الاعتراف واستجمعت شجاعتها:  

- كريم أنا أردت أن أخبرك أن .. أني قد ارتديت الحجاب ..
شجاعتها خانتها مجددًا .. لم تستطع .. حاولت ولم تستطع
الفرحة لها صوت مميز .. رد عليها بفرح طاغٍ أدهشها حتى النخاع:  

- مبارك يا زوجتي الجميلة كنت أريد أن أطلب منكِ أن ترتديه فأنا أموت من الغيرة عندما أرى أي نظرة إعجاب يرمقك بها أحد الرجال، كنت سأرتكب العديد من الجرائم منذ أن عرفتك ..  شعرك الغجري ملكي أنا.. جسدك الجميل ينتمي إلي .. عيوني فقط تملك حق الإعجاب ويداي فقط تملك حق اللمس.
لقد انطلت خدعتها عليه .. مجددًا ضعفت أمامه .. كسبت بعض الوقت ولكن السؤال كم من الوقت كسبت؟
ثم ليهددها بخبث فهمته فورًا:

 - سنحتفل بمفردنا اليوم بتلك المفاجأة السارة .. ليلى .. لقد افتقدتك جدًّا .. افتقدت أنفاسك على خدي وجسدك الدافئ يتكور في أحضاني كالهرة الصغيرة .. سأعوض عن غيابي يا كتلة الفرو.

آه يا كريم .. أنا أيضًا أتوق إلى حضنك .. آه لو تعرف كم أحبك
سألته بلهفة:

- كريم .. متى ستعود؟
- في حدود الثامنة إن شاء الله ولدي إجازة لمدة يومين لأني داومت لأربع وعشرين ساعة متصلة..

"الحمد لله" حمدت الله بقوة.. ستسجد شكرًا لله فور إغلاقها المكالمة .. فكريم لن يحضر الغذاء .. سلمى سوف تصاب بخيبة أمل.. زوجها وعدها هي بالحب .. لذلك هي سوف تتجاهل سلمى تمامًا .. وتحارب من أجل حبها

 - سلام الآن فأنا تركت المساجين في مكتبي
همست برقة:

- سلام يا كريم .. ربي يحفظك من كل سوء.
بعد أن أنهت المكالمة بدأت في الاستعداد للنزول، سوف تجعل سلمى ترى حب كريم لها.. إن كانت سلمى وقحة لتلك الدرجة إذن فلتتحمل نتيجة وقاحتها .. من ناحية الجمال فلا توجد مقارنة بين الاثنتين فليلى ساحرة وتفوق في الجمال سلمى بمراحل واليوم هي بحاجة لإظهار جمالها فهو كل ما تملك الآن.. إن كانت أموال سعد تغطي وضاعة أصلها عند سعاد .. لكنها تعلم جيِّدًا أن مقياس كريم مختلف .. فأموال سعد لا تهمه على الإطلاق لكنها تعلم جيِّدًا أن جمالها يسلبه عقله ..
وارتدت أجمل فستان لديها .. تذكرت عندما اشتراه كريم لها من روما في شهر العسل.
حتى أنها قضت وقتا أطول من المعتاد أمام المرآة .. لأول مرة تضع مكياجًا قويًّا على وجهها .. لكن للأسف لا يوجد لديها حجاب مناسب للفستان .. توجهت لغرفة ريم وطرقت الباب.. سمعت صوت ريم ..

حارة جهنمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن