قدرنا نهاية سعيدة
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرجالشافعي
حتى الأحزان لا تدوم وسيأتي وقت وتنقشع الغيوم وتصفى السماء بعد العواصف، فيخف صوت الأنين ومن يصبر ينل البشارة، سبحان من قال {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.
كل ما يمرعلينا يصقلنا، حتى الأحزان تجعلنا أقوى وأنضج .. وبالحب نتجاوز الصعاب فالحياة بدونه صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء..
" عريس..؟"
نظرت إليه بدهشة ورددت ببلاهة .. - عريس؟
ابتسم لها بحنان طاغٍ، أحاط كتفيها بذراعيه بحماية، وقال بنفس الغموض: - اصبري فقط لدقائق وستعلمين كل شيء، كالمسحورة صعدت معه وهي مذهوله كليًّا إلى قاعة فخمة صغيرة معدة لاستقبال احتفال فاخر ولكن خاص في الوقت نفسه، على طاولة دائرية في منتصف القاعة شاهدت مأذونًا يحضر سجلاته كأنه سوف يقوم بعقد قران، أما المفاجأة المذهلة كانت في اكتشافها لشخصية المدعوين، الحاضرين كانوا عائلة علم الدين بأكملها، بحثت عيناها في لهفة لعلها تجد كريمًا، أهم أفراد العائلة بالنسبة إليها ولكنها لم تره، شاهدت سعاد، محمود، سلمى وعائلتها، نزار السوري شريك سعد وزوجته الإيطالية الجميلة، اللذان كانت تعرفت إليهما في شهر عسلها، شاهدت شقيقاها في كامل أناقتهما فقط ريم وكريم لم تشاهدهما..
وجهت نظرة تساؤل مذهول إلى سعد ولكنه لم يجِبها وهو مازال يحتفظ بابتسامة الغموض التي تملأ وجهه..
وكأنه أشار لشخص ما يقف بجوار باب صغير ، ولتأكيد شكها ذلك الغريب اتجه إلى الباب وقال شيئًا ما جعل الباب يفُتح ولذهولها شاهدت ريم الملائكية ترتدي فستانَ زفاف أبيض أضاف إلى جمالها ورقتها مسحه من الخيال، وعلى رأسها طرحة من الستان الأبيض .. كانت أشبه بحورية من الجنة ..لكن المفاجأة الأكبر التي أفقدتها صوابها وجعلتها تشعر بانسحاب روحها كانت جلوس ريم على مقعد متحرك وكريم يدفعها برفق لداخل القاعة..
من شدة الصدمة هوت جالسه على أقرب مقعد استطاعت الوصول إليه، سعد شعر بدوارها فاتجه إليها على الفور، وسألها بقلق: - ليلى هل أنتِ بخير؟
هزت رأسها بالنفي وعجزت عن النطق، كيف يمكن أن تكون بخير وسط ذلك الكم الهائل من المفاجأت والتي لا يمكن استيعابها بسهولة؟ أرادت الصراخ من منظر ريم الجالسة على المقعد الكئيب، لكن وجه كريم الوسيم وازن من صدمتها وأعاد إليها الحياة، مازال كما هو يملأ حياتها وقلبها بحضوره المميز بمجرد النظر إليه تعود إليها الحياة وتبث فيها الروح، عيناها تعلقت بوجهه تدرس تعابيره علها تفهم .. همت بالاختباء تحت الطاولة كي لا تغضبه لكن لدهشتها لم يكن غاضبًا أبدًا ...
ثم ليكمل طريقه حتى سعد الواقف بجوارها وهي مذهولة كليًّا وقال بندم واضح: - الآن أسلمك شقيقتي كما سلمتني أنت شقيقتك، وأنا اعلم جيِّدًا أنك ستحافظ عليها، وستعاملها بطريقة أفضل من طريقة معاملتي لشقيقتك، لكني الآن أتوسل إليك أن تعطيني فرصة أخرى معها ولن أخذلها مجددًا..
بدون أي كلمة سعد أخذ يد ليلى المرتعشة ووضعها في يد كريم الذي أغلق عليها بقوة، قلبها كاد يتوقف من سرعة خفقانه المجنونة، لمسته أرسلت موجات من السعادة إليها افتقدتها لشهور ..
أنت تقرأ
حارة جهنم
Romanceإهداء .. إلى كل من علَّمني الحب .. إلي أبي .. عُذرًا أبي الحبيب .. فحنانك واستقامتك وسيرتك العطرة لن تكفيهم المجلدات لوصفهم فكتبت عن النقيض .. ومهما كتبت يا أمي واعتصرت قلمي ليصف حبك وعطاءك فلم أكن لأُعبِّر إلا عن قطرة تتوارى خجلًا أمام بحر مشاعرك ا...