مرحبًا بواقعي الأليم
"أهرب منك إليك، وأعود لوطن ذراعيك .. ومن له وطن له مستقبل، وليس له ماضى, فحبك علمني أن حتى خطايا الماضي قد تمحى بلمسة من يديك". واستغرقت في النوم فورًا .. النوم سوف ينقذها مؤقتًا، فقلق كريم الواضح عليها أعفاها من تساؤلات لا تستطيع الإجابة عنها حاليًا، فهي مازالت بحاجة للمزيد من الوقت، فكلما أحست باقتراب المواجهة كلما خانتها شجاعتها وتراجعت، نومها كان خفيفًا متقطعًا، صوت أذان الفجر أدخل الطمأنينة على قلبها، "الصلاة خير من النوم".
أيقظته بيد مرتعشة:
- كريم استيقظ .. ستتأخرعلى عملك.
تذمر بتأفف:- لماذا ذكرتني؟؟ عمل بعد العسل؟؟ .. جيد أنكِ أيقظتني للصلاة .
بعد الصلاة ألحَّ عليها لإكمال نومها لكنها رفضت بشدة، نزلا سويًّا للمطبخ، وبدأت باستكشاف محيطه، ليتها تستطيع تدليله كما يفعل معها ..لكن هذا مستحيل حاليًا..أعدت لهما فطورًا سريعًا هو كل ما تمكنت من إعداده نظرًا لحالتها الراهنة، ولكنه جعلها تشعر وكأنها أعدت له وليمة وليس شطيرة جبن وابتسم بسرور وهو يقول:- الإفطار من يد حبيبتي يجعلنى أشعر أني في الجنة..
بعد الفطور صعدا مجددًا لغرفتهما .. مازلت لم تعتد على كونها زوجة بعد وهو لا يستحي مطلقًا.. بدأ في خلع ملابسه ثم اتجه للحمام الملحق بغرفته، على الرغم من مرور ثمانية أيام على زواجهما، إلا أنها مازالت تحمر خجلًا في كل مرة تنظر إليه أو ينظر إليها.
بعد عدة دقائق خرج من الحمام وهو يغطى نفسه بمنشفة صغيرة اتجه للخزانة وانهمك في اختيار ملابسه، وانتزعها من أفكارها التي كانت تسبب لها الاحمرار:- حبيبتي سأعود في حوالي الثامنة مساءً .. ماذا تنوين أن تفعلي اليوم؟
أجابته برقة:- لا شيء محدد ربما أذهب لزيارة منزلنا أو أمر على شركتي .
اقترب منها بحنان وضمها إليه بقوة ..
ـ سأفتقدك بجنون.
فجأة شعرت بصدمة قلبت كيانها عندما شعرت بضغط مسدس كريم على جسدها.. فصرخت بقوة ..- كريم ما هذا.. هل تحمل سلاحًا؟
سؤالها جعله ينفجر في الضحك من تعليقها البريء.. كم يعشق براءتها وعدم خبرتها، يعشق تعليمها الحياة بنفسه:
- بالطبع .. هل يوجد ضابط بدون سلاح؟ هل تعتقدين أن بخاخ الفلفل كافٍ؟
سلاح ..؟! تمسكت به برعب حقيقي، بالفعل كريم يواجه مجرمين من كل الأنواع وبعضهم خطرٌ للغاية، وفرج دليل حي على مقدار العنف الذي يستطيعون الوصول إليه:- كريم أنا أشعر بالرعب.. هل تتعرض لخطرٍ حقيقي؟
رفع ذقنها بأصابعه لتواجه عينيه، أراد طمأنتها فهي كانت ترتعش للغاية بين أحضانه:
أنت تقرأ
حارة جهنم
Romanceإهداء .. إلى كل من علَّمني الحب .. إلي أبي .. عُذرًا أبي الحبيب .. فحنانك واستقامتك وسيرتك العطرة لن تكفيهم المجلدات لوصفهم فكتبت عن النقيض .. ومهما كتبت يا أمي واعتصرت قلمي ليصف حبك وعطاءك فلم أكن لأُعبِّر إلا عن قطرة تتوارى خجلًا أمام بحر مشاعرك ا...