الفصل السابع والثامن

86 6 0
                                    

حب سيرى الشمس

"وحبه قد يشفيني من ألم هَدَمَ روحي، وصبغ بالسواد سنيني .. فردوس يطبب جراحي، أو جهنم تواصل تعذيبي".

ملامح الفرح السابقة تحولت لذعر.. زواج .. زواج؟
كريم عرض عليها الزواج في الواقع لم يطلب منها بل كان فقط يخبرها بما سيفعله .. والدها بالتأكيد عرض الزواج على والدتها في يوم من الأيام .. عواطف المسكينة.. لم ترَ السعادة في حياتها .. لكمات فرج الغاشمة وارتها تحت التراب .. سنوات عمرها الأربع والأربعين كانت قصيرة بالنسبة لأعمار البشر .. طويلة بالنسبة لعذابها اليومي ..
صرخت بذعر بشديد ..

- لا..
وخرجت من الصالون تجري وكأن الشيطان خلفها..
والصدمة جمَّدته.. تسأل بدهشة بالغة عن سبب تحولها الكامل من لحظات كانت تبدو سعيدة مشرقة خجلة ولكن فجأة..
الحل الوحيد الذي توصَّل إليه كان وضعها أمام الأمر الواقع .. بكل حزم صعد كي يرتدي ملابسه.. كي يذهب لطلب يدها رسميًّا من سعد .. فهو يفضل حسم الأمور .. ما هو أكيد منه أنه يريدها بشدة .. أما بشأنها هي فذلك سوف يكون تحدٍ لمشاعرهم معًا .. أخيرًا سوف يعلم مشاعرها الحقيقية بدون أي تهرب أو مواربة.. لإسبوعين وهو يحاول فهم مشاعرها لكنه فشل فهي متقلبة جدًّا .. أحيانًا يقبض عليها وهي تراقبه سرًّا ثم تهاجمه عندما تشك أنه انتبه إلى ما تفعله .. تكون قريبة منه ثم في لحظات تضع المحيط بينهما.. تشع بالدفء ثم في لحظات تتحول إلى تمثال من الثلج ..
طرقات خفيفة على باب غرفته انتزعته من أفكاره.. ريم فتحت باب غرفته بهدوء ودخلت ..
- كريم .. ياللأناقة؟ .. إلى أين ستذهب وأنت أنيق هكذا؟

غمزت وهي تكمل:

- لديك موعد غرامي؟
- تقريبًا.. ريم سأخبرك سرًّا لكن رجاء لا تخبري أمي الآن فأنا لا أريد المشاكل ..
- مشاكل من أي نوع؟ كريم لا أفهمك ..
أجابها ببطء وهو يركز نظراته على عيونها:

- سأذهب لطلب ليلى من أخيها سعد.

سمع شهقتها المكتومة ثم لتقول في اضطراب ..

- يا إلهي العظيم.. وسلمى؟
- ما دخل سلمى بارتباطي بليلى؟

- كريم لا تتصنع الغباء.. أنت تعلم جيِّدًا أنها تحبك وأمي وخالتي سهير تقريبًا اتفقتا على زواجكما.

- أنتِ قلتِها بنفسك.. هما اتفقتا .. لمرات عديدة وأنا أخبر أمي أن سلمى ليست الزوجة التي أرغب، وسلمى نفسها لم أعدها يومًا بشيء .. أي فوضى أنا غير مسؤول عنها.. من صنع الفوضى عليه تنظيفها، "ليت الأمر بهذه السهولة ".. قالت بإشفاق:

- كريم .. الأمر ليس بتلك السهولة التي تعتقدها .. سلمى تحبك ولن تتخلى عنك بسهولة .. أنا أعلم جيِّدًا أنك تحب ليلى ولكن فكر جيِّدًا.
سيحسم الأمرالآن تمامًا ومع جميع الأطراف ..

- هي حرة في مشاعرها .. أما وجودها في حياتى لا يتعدى كونها ابنة خالتي ولم أعدها يومًا بشيء حتى من قبل أن تدخل ليلى إلى حياتى.. حبي لــ ليلى مختلف.. في يوم ما ستتعرفين إلى الحب الحقيقي..
كلماته أشعلت النار في وجهها فهي بالفعل عرفت الحب الحقيقي كما أسماه واكتوت بناره.. يكفي لقاء سعد لدقائق كي تعرف أنه قدرها الذي سوف تتعذب بسببه إلى الأبد .. وكريم نظر إليها بشك ثم غادرالغرفة ..

حارة جهنمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن