الخامس عشر

70 4 0
                                    

شهر عسل جديد

"عندما يلمس الحب الروح وتتحطم الحواجز ونتحرر من القيود ونحب بلا مقابل من أجل الحب فقط .. وقتها قد نستحق لقب عشاق..".

أزاح شعرها عن وجهها وسألها بحنان:  

- حبيبتي لماذا نتشاجر؟ لا يوجد زوجان يحبان بعضهما البعض مثلنا ومع ذلك نتشاجر كالديوك منذ عودتنا من روما ..
رفعت يدها ولمست وجنته.. أغمضت عينيها تتذكر كل كلمة حب سمعتها منه ..
من المستحيل ألا يكون يحبها .. لا أحد يتقن التمثيل هكذا ثم لماذا يخدعها ويوهمها بحبه؟ 
هل أموال سعد هي السبب؟ ثم لا يزال أمر سلمى الوقحة عالقًا..
ما حقيقة خطبتهما ولأي درجة وصلت علاقتهما؟ هل قابلها الليلة الماضية كما ادعت؟ هل كانت ستتجرأ على اقتحام الغرفة بتلك الطريقة لو كانت غير واثقة من رد فعل كريم؟
أسئلة كادت تفجر عقلها.. لكن السؤال الأهم .. ماذا سيفعل عندما يعلم الحقيقة عن والدها؟
كان مازال ينتظر إجابتها عن سؤاله .. "لماذا نتشاجر؟".
سأخبرك السبب .. نتشاجر لأن سلمى مصرة على استعادتك .. نتشاجر لأني مذنبة مخادعة وذنبي يكبلني ويجعلني أشعر بالدونية والحقارة وبسبب إحساسي بالذنب لا أستطيع أن أرفع رأسي .. ربما هي تناسبك أكثر مني .. ربما ستسعدك وأنا أريد أن أراك سعيدًا حتى ولو مع أخرى ..
بدلًا من قول ذلك أجابته بحزن ..    

- أتمنى أن أعود إلى روما فهناك كنا سعيدين ..

نفى بقوة:  

- لا يا ليلى .. المشكلة لا تكمن في المكان.. أنا أحبك هنا أكثر من روما وغدا سأحبك أكثر من اليوم .. المشكلة تكمن بداخلك .. أنتِ متوترة ومختلفة منذ عودتنا.. صارحيني يا ليلى وافتحي قلبك لي.. ما الذي وتركِ هكذا في اليومين الماضيين؟ لماذا تظهرين ليلى المتحفظة طوال الوقت؟ أنتِ تسمحين لليلى الغبية بالسيادة وتدمير حبنا؟ أنا فقط أريد ليلى حبيبتي التي كانت تذوب بين أحضاني منذ قليل ..
بحبه الواضح الآن أعطاها الفرصة على طبق من ذهب لا توجد فرصة أنسب من تلك هو الآن منتظر .. يتوقع أن تبوح له بسبب اضطرابها أعطاها الفرصة للاعتراف بنفسها أمدها بالشجاعة وبالقوة لتبدأ ..
سهل لها الأمر بلطفه ولباقته وتفهمه ..سوف تبدأ منذ البداية .. منذ أن ولدت في حارة جهنم.. حارة اللصوص والبلطجية ومدمني المخدرات.. ستحكي عن الحارة بأزقتها الضيقة ورائحة مياه الصرف الصحي ومبانيها المتهالكة التي أكل الدهر عليها وشرب.. عن السيدات الجالسات في الأزقة ليل نهار وربما يقومون أيضًا بإعداد أعمالهم اليومية في الخارج .. والدتها كانت تطبخ في الخارج وربما صنعت لهم "المحشي" في لمة مع جاراتها أمام المنزل يومًا ما .. أصل قد يكون وضيع لعائلة محترمة كعائلة علم الدين .. ولا يرقى ليناسبهم .. ستخبره عن جسدها الذي كان يغطيه لدغات الناموس بالكامل بسبب تراكم مياة الصرف وكأنها بندقية جهنم كبندقية إيطاليا مع فارق نوعية المياه ورائحتها وعن جسدها الذي كان أيضًا يتزين بالكدمات التي كانت تسحق روحها قبل جسدها.. ستخبره عن فرج مدمن الشراب القاتل ووالدتها التي قتلت أمام عينيها .. تاريخها الأسود لا بدَّ أن ينكشف الآن ..
أخيرًا قالت ..       

حارة جهنمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن