كان يونس يتجول كعادتيه في القصر ولكن شيئًا مختلفًا كان يشد انتباهه. علم مؤخرًا بوجود جناح شرقي في القصر لم يدخله من قبل
فضوله دفعه لاقتحام الغرفة الأولى ، وما وجده هناك جعله يتوقف في مكانه .
كانت الغرفة تحتوي علي معدات غريبة وآلات بدت وكأنها آلات تعذيب .
كانت مغطاه بالغبار ،مما أوحي بأنها لم تُستخدم منذ زمن بعيد . لكن أكثر ما لفت انتباهه كان تلك الصوره العملاقة المعلقة علي أحد الجدران .كانت الصوره تصور شخصًا ممسكًا بساطور ، وبدت ملامحه مخيفه . القي يونس نظره علي الساطور الموجود بين المعدات ، ثم عاد بنظره الي الصورة ليجد الرجل يهشم رأس إنسان بشكل مروع . ارتعدت أوصاله وصرخ قائلًا : "اللعنة ما الذي يجري هنا ؟".
عندما دقق أكثر في الصورة لاحظ وجود جثث مرمية علي أرضية الغرفة ، ولكنها كانت بدون رؤوس .جحظتا عينا يونس من شدة الرعب.
نظر بسرعة الي المكان في الغرفة ، ووجد الجثث فعلًا ! شعر بأن قلبه سيتوقف عن الخفقان ، وبدأ يتراجع ببطء حتي اصطدم بجسد صلب خلفه.
أدار رأسه ببطء ليجد الشخص الذي في اللوحة واقفًا خلفه وفي يديه الساطور .
يونس ارتعد وبدأ في التراجع ، متعثرًا حتي سقط علي الأرض .
وعندما نظر حوله ، كان الرجل قد اختفى .
كان صدره يعلو ويهبط من شدة الخوف ، ولكنه سرعان ما تدارك نفسه وخرج من الغرفة مسرعًا
" ماذا الذي يحدث هنا أظن أنني كنت أتوهم "
لكن فضوله لم ينته . علي الرغم من خوفه ، قرر يونس التوجه إلي غرفة أخرى في الجناح . كانت الغرفة الجديده هادئه بشكل مخيف . عند دخوله أصدر الباب صريرًا عاليًا .
تفحص الغرفة بعناية وهو يتنفس الصعداء :
"حمدًا لله ،لا يوجد هذا المخبول مرة أخرى ".
في وسط الغرفة ، كانت هناك مرآه عملاقة يإطار ذهبي باهت ، مغطاة بالغبار.
اقترب يونس من المرآه ، معجبًا بجمالها .
وعندما نظر إليها ، لم يرَ انعاكسه ، بل مشهدًا مروعًا : القصر كان يتحطم ،النيران تلتهم جدرانه ،واصوات الصراخ تملأ المكان .
كانت وجوه مشوهه مليئة بالمعاناة والخوف تتحول إلى رماد تحت لهيب النار . وكان هناك وجه واحد يتكرر بين الجميع ، وجهه هو ...
***
في تلك اللحظة ، وفي مكان آخر ،كانت سالين وأسراء قد وصلنا أخيرًا إلي حديقة القصر المشؤوم . عندما دخلت سالين القصر ، سمعت أصوات تخبيط المعالق والاشواك ،فاعتقدت أنهم في صالة الطعام . توجهت مباشرة الي هناك ، ووجهت حديثها الي آثليت بتهكم: " أهلًا آثليت ، لقدت فقدت وجهك البشع ، جئت بعد ما فعلتي جاهدة للتخلص مني ،ولكن هذا بموتك أيها العجوز الخرفاء ".
نظرت إليها آثليت بتفاجؤ ،ثم صرخت في سارة وجوزيف : " كيف بها أن تأتي إلى هنا ؟
أردفت بعصبية " لماذا لا تردون عليّ؟".
أحست آثليت بالخطر التزايد فبدأت تهزّ في سارة محاولة إيقاظها . كان وجود سالين يعني الموت الحتمي الآن فقد علمت أن خروج أحد من وراء السور وعودته إلى هذا العالم يجلب معه مصيبة ستفتك بهم جميعًا.
أنت تقرأ
حقيقة مزيفة ( قيد التعديل)
Bí ẩn / Giật gân"قصر آثليت" ليس مجرد مكان للعمل، إنه بوابتك إلى المجهول. تدخل على قدميك، لكن هل ستخرج؟ بين جدران القصر تختفي الحدود بين الواقع والخيال، وتبدأ الأسئلة: من هم السكان الحقيقيون؟ وما سر العوالم المخفية؟ أشباح وأسرار وأحداث غامضة تقودك نحو شيء واحد.. شيء...