الفصل الخامس ( ضحايا الأوهام)

91 13 8
                                    

كان الظلام يخيم على القصر، والهدوء يملأ المكان بشكل يثير الرعب. اندفع الشخص عبر الممرات المتعرجة، ويديه تغلق بإحكام على فم سالين، مانعة إياها من إصدار أي صوت قد يكشف ما كان يفعله في الأيام السابقة. نظرت سالين الي الشخص بعينين متسعتين، مشيرة برأسها نحو الداخل، حيث كان هناك شخص ما.

بسرعة، سحبها إلى غرفة جانبية، وأغلق الباب خلفها بقوة. كانت أنفاسهما تتسارع في هذا المكان الضيق. "هل تعتقدين أنها ليست حقيقية؟" سألت سالين، عاقدًا حاجبيه.

رد يونس، وصوته يرتجف، "نعم، أعلم ذلك. أنا هنا لأجل حل هذا اللغز من جذوره."

حدقت فيه سالين بصمت قبل أن يتكلم مجددًا، "لغز؟ عن أي لغز تتحدث؟"

تنهد يونس بعمق، محاولًا أن تهدئ من روعها، "لا تتظاهري أنك لا تري ما يحدث في القصر منذ وصولنا، يا سالين. محاولة هروبك وحكايتك مع تلك المرأة، كل هذا ليس من باب الصدفة."

أدركت سالين أنه كان على حق. كانت تخشى أن تخبره بما يجري، أو تخبر أي شخص آخر، خوفًا من أن يعتقدوا أنها قد فقدت عقلها. قطع يونس صمتها المفاجئ، "ما عليك الآن سوى الاستماع إلي، وأريدك أن تكوني قوية، لأن ما سأقوله قد يصدمك."

تراجعت سالين إلى الخلف قليلاً، متوقعة الأسوأ. "حوراء ليست حقيقية."

ضحكت بسخرية، محاولة إخفاء ارتباكها، "هذا ليس بجديد يا يونس."

حدق فيها يونس بدهشة، "كيف عرفتِ ذلك؟"

ابتسمت بأسى، "هذا حديث يطول شرحه."

عاد يونس إلى صرامته، "نحن الآن في مواجهة معركة دامية مع أعداء لا يرحمون. نحن هنا لأداء مهمة خطيرة. إلى الآن، لم أكن أعلم التفاصيل، لكني اكتشفت بعض الأشياء المهمة."

عاد عقل يونس إلى تلك الليلة المروعة، حينما حاول الهروب من هذا المنزل الملعون. في تلك اللحظات، كان يشعر بأن كل حركة مراقبة. أينما ذهب، كان حارس القصر يتبعني كظلي. اتجهت يسارًا، يتبعني، اتجهت يمينًا، كان هناك. أدركت أن تخطيه هو المفتاح الوحيد للنجاة.

رفعت يدي لأوجه له لكمة، لكن بدلاً من ذلك، تلقيت سيلاً من الضربات. لم أكن أعرف من أين أتت تلك الضربات، ولكن الألم كان حاضرًا بقوة. كانت في حالة من التشوش الكبير. وفي صباح اليوم التالي، استيقظت في مكتبي كالمعتاد، جالس أمام الحاسوب المحمول، أبحث عن عمل. كنت اتساءل كيف وصلت إلى هناك، والأغرب من ذلك، الصفحة المفتوحة على اللاب.

كانت تلك الصفحة تحمل عنوانًا غريبًا: "آثلث: أكبر تجمع لضحايا الأوهام، الذين يقنعون الشرطة بجرائم غير موجودة."

قرأت هذه الكلمات وأنا أغرق في التفكير العميق، حتى وجدت نفسي أعود إلى القصر مرة أخرى.

عادت إلى الحاضر، حيث كانت سالين ويونس يواجهان الحقيقة المروعة. "أتعني أن آثلث هو نفس المنزل؟" سألت سالين بتوتر. "هل يعني ذلك أن مصيرنا الجنون؟"

أومأ يونس برأسه، "أنتِ أول شخص يعرف الحقيقة كاملة يا سالين. لأنني أعلم أنك عشتِ كل هذه الأحداث. كان بإمكاني إخبار نوح أو مريم، لكنهما لن يصدقاني، سيعتقدان أنني مجنون."

على الجانب الآخر من القصر، كان الحفل على وشك الانطلاق. الجميع كان يعمل بجد، لا أحد يقف ساكنًا. كانت القاعة ممتلئة بالكبار والسادة من كل أنحاء البلدة، والكثير من نفس مجتمع آثلث. هذا الحفل كان احتفالًا بإنجاز جديد لآثلث، ولا شك أن هذا الإنجاز له علاقة بنا.

تقاسمت سالين ويونس المهمة لإقناع نوح ومريم بخطة الهروب من هذا الجحيم. كانت مريم ترتجف من الخوف، "أنا خائفة جدًا يا سالين، لا أستطيع الوقوف في وجه آثلث. إنها ترعبني بشدة."

كانت عيناها تلمعان بالدموع، ويدها ترتجف في يدي سالين. سالين كانت تعرف جيدًا أن مريم شخصية ضعيفة، تخشى المواجهة، حتى لو كان ذلك على حساب سلامتها.

نظرت سالين حولها بحثًا عن حل، ثم أضاءت فكرة في ذهنها. "يجب أن نجد خطة بديلة!" صرخت سالين.

سحبت يد يونس وركضت معه، "بسرعة! لدينا خطة جديدة!"
وبين أصداء الموسيقى والهمسات المخيفة، كانت سالين ويونس يعرفان أنهما في مواجهة أخيرة مع قوى لا يمكن السيطرة عليها. هل سيكون بإمكانهما الهروب من قبضة آثلث؟ أم أن القصر سيحتفظ بأسراره، كما احتفظ بهم لزمن طويل؟

يتبع......

حقيقة مزيفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن